الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مجد القصص: المسرح الجاد أقوى من كورونا

مجد القصص: المسرح الجاد أقوى من كورونا
12 أكتوبر 2020 00:24

محمود إسماعيل بدر (الاتحاد) 

شهدت خشبة مسرح «المركز الثقافي الملكي» بالعاصمة الأردنية عمّان، مؤخراً، عرضاً جماهيرياً لـ«فرقة المسرح الحديث» بعنوان «إلا أنت.. القدس»، نصّ الروائية سميحة خريس، بتوقيع المخرجة الأردنية الدكتورة مجد القصص، وعدّه النّقاد أول عمل ينتمي لمسرح فيزياء الجسد ينتج خلال أزمة كورونا، يسلّط الضوء على أحوال أهل القدس، في إطار فنّي يجمع مفردات الصور البصرية والشعر والحوار والموسيقا، وبعض أنماط الرقص الحديث والتمثيل الحركي، مع الاعتماد على «الفانتازيا» لتقديم قضية القدس ككل، برؤية خارجة عن المألوف والمتوقع. وفي هذا العرض الاستثنائي ثمة فضاءات عالية الرمزية اشتُقّت من نص وقصيدة، فأعادت إنتاج الصراع في مشهدية إبداعية راقصة، ولأن للرقص لغته وأدواته، فقد جاءت مسرحية «إلّا أنت.. القدس» لتؤكد أهمية تجيير مكنونات النفس البشرية وإحالتها إلى أدوات مؤثرة في أيّ مواجهة فكرية أو تاريخية قادمة. 
وفي حوارها مع «الاتحاد» أكدت المخرجة مجد القصص أن المسرح الجماهيري الجاد أكبر من جائحة كورونا، أو هكذا يبدو، فهو حياة باقية، وأن في استجابتنا لنداء التّصدّي للوباء، وتقديم عرض مسرحي بحضور جمهور من مختلف الفئات، ما حقق الاندماج الفني والفكري المطلوبين والمعايشة مع محتوى العرض، مع الحرص على اتباع التعليمات الصّحية، وهو أمر يسهم في فك عزلة الجمهور النفسية والثقافية، وكسر حالة الهروب إلى الافتراضي ومنصات التواصل الاجتماعي لمشاهدة عروض مصوّرة. وعن عرضها الذي لاقى صدى جماهيرياً ونقدياً طيباً، قالت مجد القصص في سياق الحوار: هذا العمل ينتمي إلى المسرح التجريبي، حيث تمّ الاشتغال على النّص وتحويل أجزاء كبيرة منه إلى صور بصرية تحت مظلة «مسرح الصورة»، والعمل على مفردات الديكور والغناء الحيّ، في إطار سينوغرافية متكاملة لجذب المدرك البصري للجمهور، حتى يظل تأثير المسرح مختلفاً عندما يكون على الخشبة، فالممثل حينما يقف على المسرح، فذلك هو الأوكسجين الذي يتنفسه، وما أحوجنا في هذه الظروف الصعبة والقاسية إلى ثقافة المسرح والأدب والفكر والمنجز الإبداعي الحر، للإبقاء على حالة الحراك المسرحي الذي يعلن أننا ما زلنا هنا ونقاوم.   واللافت في تجربة الفنانة الأردنية مجد القصص، هو ثراؤها وتنوع أدواتها الفنية والحماس الذي لا يفتر، حيث ارتحلت منذ أكثر من ثلاثين عاماً في عوالم العمل الفني والمسرحي منه على وجه الخصوص، لتكون ممثلة ومنتجة ومشاركة في إعداد النصوص لما يزيد على خمسين عملاً مسرحياً، بالإضافة إلى الأعمال التلفزيونية، فضلاً عن نشاطها البحثي المتخصص في المسرح، فهي مترجمة وكاتبة مقالات ومؤلفة، وصولاً إلى تحقيقها حلمها الأثير في الإخراج المسرحي، ورغم ذلك هناك الكثير مما يشغلها حيث تقول: يشغلني تطوير المسرح ليقوم بدوره في تغيير الواقع الراهن، وإعادة التوازن المفقود بسبب انهيار القيم، لقد منحني الله موهبة فنية أحاول تفعيلها في المسرح، وهو المكان الوحيد الذي أستطيع من خلاله المساهمة في عملية التغيير والتنوير نحو عالم أكثر سلاماً وإنسانية، بل وأكثر احتراماً وانفتاحاً على ثقافة الآخر.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©