الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الشارقة للآثار» تحتفي باليوم العالمي للآثار

«الشارقة للآثار» تحتفي باليوم العالمي للآثار
17 أكتوبر 2020 20:53


نظمت هيئة الشارقة للآثار برنامجاً حافلاً بمناسبة اليوم العالمي للآثار، الذي يصادف 17 أكتوبر من كل عام، تضمن زيارات ميدانية لعدة مواقع أثرية وجولات للإعلاميين في جبل بحيص ومليحة، ومحاضرة افتراضية عبر تطبيق «زوم» قدمها عيسى يوسف مدير إدارة الآثار في هيئة الشارقة للآثار بعنوان «الدور الريادي للمكتشفات الأثرية في إمارة الشارقة».
واستهدف البرنامج موظفي المؤسسات الحكومية المحلية والاتحادية والمختصين في الآثار وممثلي وسائل الإعلام.
وتضمنت الجولة زيارة جبل البحيص حيث يوجد مدفن مهم جداً اكتشف فيه أكثر من 600 هيكل عظمي بشري يعود إلى العصر الحجري الحديث، ومن خلال عمليات التنقيب بالتعاون مع بعثة ألمانية تم التوصل إلى دلائل مهمة عن الاستيطان في تلك الفترة واستئناس الحيوان والظروف المعيشية، كما عثر على مجموعة كبيرة من حبات اللؤلؤ.
وشملت الجولة الإعلامية أيضاً زيارة لمركز مليحة للآثار الذي يقدم نموذجاً فريداً للسياحة البيئية والثقافية، وتم الاطلاع على أهم العروض التفاعلية والآثار المعروضة التي يقدمها المركز بهدف التعرف بشكل أوسع على البيئة الفريدة لمنطقة مليحة.
وقال عيسى يوسف، مدير إدارة الآثار في الهيئة: «نحرص سنوياً على الاحتفال باليوم العالمي للآثار، ونشارك مختلف الجهات والهيئات والمؤسسات على مستوى العالم الاحتفال بهذه المناسبة المهمة التي تعنى بالآثار وأهميتها ومكانتها، كما تشكل فرصة لإطلاع المهتمين والمختصين وعشاق الآثار على ما أنجزته الشارقة من أعمال وحفريات وعمليات تنقيب كشفت عن استيطان بشري في الإمارة يزيد على 125 ألف سنة، بالإضافة إلى أن معظم البعثات المتخصصة في الآثار كانت تبدأ عمليات التنقيب والحفريات في شهر أكتوبر».
وأضاف: «يأتي برنامج الاحتفال باليوم العالمي للآثار للمساهمة في إبراز دور الهيئة بالجانب العلمي المعزز للدراسات والبحوث القائمة في مواقع التنقيب الأثري، ودور إمارة الشارقة في إبراز الإرث الحضاري لأبناء الإمارة فيما يخص المكتشفات الأثرية ذات القيمة الأثرية، بالإضافة إلى نشر ثقافة الوعي الأثري بين فئات المجتمع.. وقد سعدنا مع شركائنا الإعلاميين لإطلاعهم على عدد من أبرز المواقع الأثرية بالشارقة، ومثلت تساؤلات واستفسارات الإعلاميين قيمة مضافة حيث كانت الجولة فرصة مهمة لمزيد من النقاش الحيوي، فكل الشكر والتقدير لهم ولفرق الهيئة التي تفاعلت بشكل خلاق مع ممثلي وسائل الإعلام، وقدمت لهم كل المعلومات والتسهيلات المطلوبة».
ولفت أثناء الجولة إلى أن هذه المناطق والمواقع الأثرية تسهم في دعم الوجهة السياحية والآثارية والثقافية، وتحول تلك المواقع إلى مناطق جذب سياحي في ظل تعاون حيوي مع هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» من أجل الترويج لآثار الشارقة من خلال المكتشفات المهمة التي تم العثور عليها خلال أعمال الحفريات التي كشفت عن جوانب مهمة من التاريخ البشري للإمارات والشارقة. وكذلك هو الحال فيما يتعلق بالعصر الحجري القديم من استئناس للحيوانات ومواقع الكهوف في جبل فاية، والكشف عن مستوطنة كبيرة من القرن الثالث قبل الميلاد.
وقال إن مليحة تعد من أهم المستوطنات التي عرفت الكتابة بجميع أنواعها، المسند والآرامية، كما عرفت صك العملة واستخدمتها، واستوردت البضائع من كل مناطق العالم، وقد استمرت هذه المستوطنة حتى القرن الثالث الميلادي، ومنحتها قوة اقتصادية ومقدرة على التحكم بالتجارة، وبالتالي من الممكن اعتبار مليحة المدخل الجنوبي الشرقي للجزيرة العربية مثلما هو اليمن مدخلاً جنوبياً غربياً للجزيرة العربية.
وأضاف عيسى يوسف أن من بين أهم المكتشفات في مليحة الأسماء التي ذكرت بخط المسند مثل عويد بن أوس وامرؤ الشمس وعمد بن جر بن علي، كما ورد أقدم ذكر لعمان في التاريخ تم العثور عليه في مليحة بالخط المسند، وكذلك تم العثور على القوارير الزجاجية والجرار الإغريقية التي تم استيرادها من البحر المتوسط عن طريق بلاد الشام، ما يؤشر إلى مدى الاتصال الحضاري للمنطقة منذ القرن الثالث قبل الميلاد.
وفي سياق متصل قدم مدير إدارة الآثار في هيئة الشارقة للآثار محاضرة عبر تطبيق «زوم» بعنوان «الدور الريادي للمكتشفات الأثرية في إمارة الشارقة»، تطرق فيها إلى أهم المواقع الأثرية في الإمارة الباسمة في مليحة وجبل فاية وجبل بحيص وموقع سهيلة ودبا الحصن ووادي الحلو، ومختلف المواقع الأثرية التي شهدت أعمال تنقيب وحفريات كشفت عن استيطان بشري قديم في الشارقة.. مسلطاً الضوء على هذه المكتشفات التي تم العثور عليها لما تمثله من دلائل حضارية في المنطقة، وفي جنوب شرق الجزيرة العربية.
ولفت إلى أن الكثير من اللقى والمخلفات المادية التي تم العثور عليها في تلك المواقع الأثرية وتوزيعها الجغرافي في إمارة الشارقة سدت الفراغ التاريخي الذي كان سائداً، وفسرته من خلال القطع الأثرية المختلفة والنقوش والأدوات مثل الفؤوس الآشورية التي تم العثور عليها في موقع سهيلة حيث سدت الفجوة التي كانت موجودة في البحث التاريخي والآثاري المتعلق بجنوب شرق الجزيرة العربية.
 
 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©