السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان العميمي: القصيدة النبطية تواكب تغير اللغة وتطور الحياة

سلطان العميمي خلال المحاضرة (من المصدر)
12 ديسمبر 2020 01:53

فاطمة عطفة (أبوظبي)

نظمت جامعة السوربون، أمس الأول، جلسة افتراضية لطلبة الدراسات العليا، تحدث فيها الكاتب سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، عن تاريخ الشعر النبطي في الإمارات، مشيراً إلى أنه يمتد إلى ثلاثة قرون، ولكن بعض قصائد الشعر الشعبي يعود تاريخها إلى ألف سنة، كما تبين السيرة الهلالية، وتاريخ بني هلال يرجع إلى أكثر من ألف سنة. وأوضح أن الشعر المدون يذكر أن الماجدي بن ظاهر هو أقدم شاعر إماراتي قال القصيدة النبطية، وقد توفي في سنة 1700م. ولكن الباحث العميمي وجد أن الشيخ محمد الفلاحي الياسي قال القصيدة النبطية قبل 400 سنة.
وتابع العميمي حديثه فذكر أن ابنة الماجدي قالت الشعر ودونت سيرتها إلى جانب سيرة أبيها، وقد امتازت قصيدتها بالحديث عن الطبيعة وملامحها، مبيناً أن الشعر في الإمارات يشكل امتداداً لا يتجزأ عن الشعر في الجزيرة العربية، وكذلك في بلاد الشام والأردن، وصولاً إلى بلدان المغرب العربي من خلال هجرة بني هلال، كما أنه يوجد في موريتانيا ويسمى «الحساني». 
وبعد هذه الإطلالة التاريخية، عاد الباحث سلطان العميمي، فتناول الشعر النبطي في دراسته من أربعة جوانب أو مكونات: اللفظ، والحفظ، والتدوين، والغناء، معتبراً أن أهم مراحل اللغة وتغير ألفاظها تظهر في القصيدة النبطية، حيث مرت بتغيرات عديدة، مستجيبة لتطور الحياة ومتناغمة معها، مبيناً أنها مرت بأربع مراحل بعد بن ظاهر ومنذ الخمسينيات، مع انتهاء فترة الغوص والحياة في البادية، ودخول الاستقرار والحياة الجديدة، وصولاً إلى الفترة الحالية.
وتطرق إلى تغير الألفاظ في القصيدة، وخاصة من خلال وسائل النقل والسفر، فالناقة أيام بن ظاهر توصف بالقوة، وبأنها أسرع من الحمام. ومع دخول السيارة تغيرت الصورة الشعرية، وصار المندوب يستخدم السيارة بدل الناقة، ودخلت ألفاظ جديدة تشير إلى السائق وأجزاء السيارة، وتطور الوصف بأنها أسرع من الريح. ثم أصبحت الطائرة وسيلة النقل.. وأخيراً وصلنا إلى غزو الفضاء والسفر بكبسولة والنزول على سطح القمر.
وبعد اللفظ والحفظ تحدث العميمي عن التدوين وهو قديم، ولكن الرواية الشفاهية كانت أكثر، لافتاً إلى أن بعض ألفاظ القصيدة تتغير في الحفظ، كما تنسب بعض القصائد إلى غير قائلها. ويعود تاريخ التدوين إلى 120 سنة، واليوم صار الشعر يكتب ويسجل. 
وكان قد أدار جلسة الحوار د. فريدريك لاغرانج، أستاذ الأدب العربي في جامعة السوربون - أبوظبي، وسأل في ختام المحاضرة حول أغراض الشعر وهل تختلف بين النبطي والفصحى، كما سأل عن الشعر النبطي في الإمارات والجزيرة العربية. وأجاب الباحث العميمي أن اهتمامه كان منصباً على الشعر النبطي في الإمارات، ولم يتطلع كثيراً على الشعر النبطي بالجزيرة العربية. أما أغراض الشعر، فهي متشابهة في الشعر الفصيح وفي الشعر النبطي، إلا أن الشعر النبطي امتاز بوصف الطبيعة، وخاصة الأشجار في العديد من القصائد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©