الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بدور القاسمي: مدينة لتجربة الشارقة الثقافية في تنصيبي لرئاسة «الاتحاد الدولي للناشرين»

بدور القاسمي: مدينة لتجربة الشارقة الثقافية في تنصيبي لرئاسة «الاتحاد الدولي للناشرين»
15 ديسمبر 2020 02:39

الشارقة (وام)

أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس الاتحاد الدولي للناشرين «2021 - 2022» أنها مدينة بتنصيبها رئيساً للاتحاد لإمارة الشارقة وتجربتها الثقافية التاريخية بشكل خاص، حيث شكلت منذ البدايات وجهةً لأبرز الأدباء والمثقفين العرب، وحاضنة لطموحاتهم وتطلعاتهم وفاعلياتهم، فقد كان الكتاب بفضل حكمة وعمق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رفيقاً للإمارة في كل خطوة من مسيرتها، وكانت المعرفة العنصر الرئيس في كل معادلة في التنمية والتطور والتنوع والثقافة الاجتماعيّة، وفي العلاقة مع المحيط والعالم.
 وأضافت: «لقد ترعرعت في هذا المناخ وتشربته وبفضله تشكلت مفاهيمي، وترسخت قناعاتي بأن صناعة الكتاب تقود بشكل أو بآخر كافة النشاطات الأخرى، بل وتشكل ضماناً لنجاحها واستدامة نتائجها، كما أنها المدخل الأساس لتجاوز الكثير من أسباب الفقر والأميّة والصراعات والنزاعات وتراجع التنمية».

وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي - في حوار خاص لوكالة أنباء الإمارات (وام) بمناسبة تنصيبها رئيساً للاتحاد الدولي للناشرين - إن هذا المنصب يلقي على عاتقها مسؤولية المساهمة في تطوير قطاع النشر الدولي، ومساعدة أعضاء الاتحاد الدولي للناشرين على تطوير أعمالهم ومواكبة المستجدات العالمية، وتقريب وجهات النظر بين الناشرين، ومختلف الجهات التي تؤثر على صناعة الكتاب.
 وأضافت: «سأسعى مع زملائي في الاتحاد الدولي للناشرين على تعزيز التقارب بين الثقافات والشعوب، والتركيز على الجوانب المشتركة، وسنركز على ترسيخ ثقافة التعاون والشراكة، والعمل لمواجهة تحديات صناعة النشر لتمكينها من أداء وظيفتها بوصفها أداة أساسية في تحقيق التنمية والازدهار».
 وحول الدور المنتظر الذي ستلعبه الشيخة بدور لمعالجة قضايا صناعة النشر على المستوى العربي والإقليمي والعالمي.. قالت: «لقد أثرت أزمة جائحة كورونا على صناعة النشر بشكل كبير، وفي الوقت نفسه أتاحت للناشرين فرصة عظيمة لمراجعة نماذج العمل والتعمق في فهم التوجهات المستقبلية للتأقلم معها والاستعداد الجيد لها، ومن هذا المنطلق سيكون دوري الأساسي في المرحلة المقبلة، هو المساهمة في صياغة برامج وأفكار لمساعدة الناشرين على تخطي تحديات هذه الأزمة بأمان، ومن ثم الاستفادة من الدروس والانتقال إلى المستقبل بشكل تدريجي ومنتظم».
 وأضافت: سنعمل خلال السنوات القادمة واستكمالاً لجهود الرؤساء السابقين للاتحاد على التنسيق مع اتحادات وجمعيات النشر المختلفة لتعزيز مفهوم حرية النشر وتوفير كل الظروف التشريعية الملائمة لتطبيقه من دون شروط بجانب الدفاع عن حقوق الملكية الفكرية، باعتبارها أهم ركائز النجاح في الصناعات الإبداعية كصناعة النشر، وسنركز أيضاً على تأسيس حلول فعّالة للتحديات الرئيسة التي يواجهها قطاع النشر، من حيث الوصول للأسواق المحلية والعالمية والتسويق، وإتاحة المزيد من الفرص أمام الناشرين لعرض إصداراتهم في المعارض والفعاليات الدولية.
 وتابعت الشيخة بدور القاسمي: «سنطلق حوارات تتعلق بكيفية الحد من تكاليف النشر لتكون الإصدارات متاحة لكافة فئات المجتمع وفي الوقت نفسه تعود بالفائدة على الناشرين».
 وأشارت إلى وجود تحد خاص على المستوى العربي، وهو ضعف حضور المنتج العربي عالمياً على عكس المنتج الأجنبي، وخاصةً المكتوب باللغة الإنجليزية، لأنها لغة مقروءة في معظم بلدان العالم، لكن المنتج العربي لا حظوظ له عالمياً إلا إذا تمت ترجمته، ومن هنا سنعمل على تسهيل عقود الترجمة وبيع الحقوق للمنتج العربي، وذلك بالتوافق والتنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة، وأنا على ثقة بقدرة الاتحاد والناشرين على مواجهة غالبية التحديات بالعمل المشترك وبالحوار المستمر الذي يخرج بنتائج عملية.

 وحول الأثر الإيجابي الذي لمسته من مشاريع النشر الخاصة باللاجئين.. قالت الشيخة بدور القاسمي: إن الأثر المعرفي هو تأثير تراكمي بطبيعة الحال فقد لا تظهر نتائجه في البداية، ولكنها في النهاية ستأتي قوية ومستدامة وذات فائدة كبيرة، مشيرة إلى أن الأثر المباشر الذي نلمسه عند توفير الكتب للاجئين هي تلك الفرحة التي على وجوههم عند حصولهم على أحد حقوقهم الأساسية، وهو الوصول لمصادر المعرفة الذي يشعرهم بالمساواة بغيرهم وباهتمام العالم بمستقبلهم على وجه التحديد.
 وفيما إذا ساهمت المشاريع الثقافية بالدولة في تشجيع الناشرين والكتاب دخول عالم صناعة النشر.. أكدت الشيخة بدور القاسمي ذلك باعتبارها أحد أهم المحفزات الرئيسة لصناعة النشر، فالمشاريع والبرامج والفعاليات الثقافية، التي تطلقها الحكومات تشكل فرصةً لالتقاء الناشرين، وعرض إصداراتهم أمام الجمهور، وتوقيع اتفاقيات حقوق الملكية والتوزيع، ونأمل خلال المرحلة المقبلة أن نسهم في تعزيز هذا النوع من المشاريع بالتنسيق بين الاتحاد الدولي للناشرين والجهات المختصة في كل دولة.
 وحول خطة الاتحاد العالمي للنشر لتعزيز العلاقات مع الجهات الرسمية والخاصة في العالم المعنية في صناعة النشر ودعم هذا القطاع دولياً.. قالت: «انطلاقاً من حقيقة أن متانة العلاقة بين قطاع النشر والقطاعات الفاعلة الأخرى تشكل عاملاً أساسياً في نجاح هذه الصناعة عمل الرؤساء السابقون للاتحاد على إرساء شبكة عالمية من العلاقات التي تجمع أطراف صناعة النشر كافة، وسنعمل خلال المرحلة المقبلة على تعزيز هذه الشبكة وتوسيعها، وتفعيل النقاش والحوار تحت مظلتها للوقوف على آخر تطورات قطاع النشر وتحدياته».
 وتابعت الشيخة بدور القاسمي:«من المفيد على سبيل المثال ترسيخ العلاقة بين رواد صناعة النشر من ناحية ورواد قطاعات اقتصادية أخرى، مثل قطاع التكنولوجيا المتقدمة والخدمات اللوجستية والتوزيع والبيع بالتجزئة وموردي المواد الأولية للناشرين، وأرى أنه من الضروري تقوية العلاقة مع الصناعات الإبداعيّة الأخرى، وبشكل خاص التلفاز والسينما والمسرح وأشكال الفنون الجديدة الهادفة والملتزمة التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي، لما لهذه الصناعات الإبداعية من قدرة على تقديم الكتب للجمهور بأشكال فنية مختلفة، فلدينا الكثير من الأهداف التي ستقود علاقاتنا مع الجهات المختصة والمسؤولة وبشكل خاص فيما يتعلق بتطوير القوانين والتشريعات الداعمة لقطاع النشر، وسنعمل أيضاً على البحث في كيفية تقليص تكاليف إنتاج الكتب وتوزيعها إلى جانب التعريف بأهمية المحتوى وجاذبيته للجمهور لتحفيزهم على القراءة».
 وحول اختيارها لرئاسة الاتحاد الدولي للناشرين، باعتبارها أول امرأة عربية والثانية على مستوى العالم تتولى هذا المنصب.. قالت الشيخة بدور القاسمي:« من الطبيعي أن تقود صناعة النشر والمعرفة ممثلةً بالاتحاد الدولي للناشرين مسيرة التنوع وتكافؤ الفرص والابتعاد عن التحيز لجنس أو فئة بعينها، فرئاسة الاتحاد تتم بالانتخاب بمعنى التوافق على كفاءات الرئيس والإيمان بقدراته بغض النظر عن جنسه، وهذا بحد ذاته يحمل رسالة هامة للمجتمعات وهي ضرورة الاختيار على أساس الكفاءة والمهارة وليس على أساس النوع الاجتماعي، أي أن يكون توظيف المرأة وتسليمها للمنصب نتيجةً لقدراتها وليس رغبةً في التنويع فقط».
وأعربت الشيخة بدور القاسمي عن أمنيتها بأن تصبح الكفاءة معياراً للاختيار في المجتمعات كافة.. وقالت:« فبهذا نعزز التنافس على التعلم وتطوير الذات، ونقدم خدماتنا للجمهور بإخلاص وصدق».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©