الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

40 عاماً على رحيل أسطورة البيتلز

جون لينون
24 ديسمبر 2020 00:43

بين الخمسينيات والستينيات عرفت أوروبا وسواها حركات شعرية وفنية ومسرحية «ثورية»، سواء بمضمونها أو بتعابيرها. جديد يطل على أنقاض قديم يتداعى، إنه إلفيس بريسلي، الرائد، الذي حطم بأغنياته وموسيقاه، ما كان يسمى بالأغنية الكلاسيكية والرومانسية، (ممثلاً دين ماكرتين وفرانك سيناترا) وقد عمت ظواهر هذه التغييرات «الجذرية» أوروبا وأبعد منها...
أول الغيث اللافت، بعد بريسلي، ظهور «البيتلز» في بريطانيا، بول ماكّرتني وجون لينون ثم رنغو...
وفي مناسبة مرور أربعين عاماً على مقتل جون لينون أمام بيته في نيويورك برصاص أحد «المختلين عقلياً» نتوقف عنده وعند ماكرتني، كونهما الأيقونتين والمبدعين والمحركين تأليفاً وموسيقا وغناء وأدوات وآلات مبتكرٍ دورها.

حياة جون لينون متصادمة، ميلودرامية في بداياتها وتراجيدية في نهايتها.   ولد جون في عام 1940 في ليفربول، ولم يمضِ كثيراً في طفولته حتى تركته والدته وسهرت أخته الكبرى على تربيته. ثم ترعرع عند عمته وعمه جون الذي كان منفتحاً، وجعله يكتشف الشعر والحكايات والشرائط المصورة.  
عشق جون المراهق الروك آندرول (بريسلي) وكانت الموسيقا الرائجة في الخمسينيات في إنجلترا وأميركا. ومن هنا انخرط في فرقة هواة مؤلفة من الأصدقاء بول ماكرتني، وجورج هاريسون (كان في الرابعة عشرة من عمره) (ميلودراما أخرى: تموت حاضنته جوليا بحادث سيارة) فيتأثر ويقول: «غادرتني أمي مرتين».

ثنائي متكامل
وهكذا، بدأت البيتلز قائمة على ركيزتين: جون لينون، وبول مكارتني، يشكلان ثنائياً متكاملاً: أي يكمل الواحد الآخر، يقدم الأول ملامح أو أجواء أغنية، والثاني يبلورها. بول متفائل، هادئ، لطيف، وصلب، وجون هش، عدواني، وساحر.  واستمرت هذه الكيميائية المتفاعلة بين لينون ومكارتني، فهذا الأخير يتمتع بالميلوديا المعقدة المتعرجة، وموهبة لينون، عدا بعض الاستثناءات كانت أسهل وواقعية، أثرت في مئات الموسيقيين.   تزوج لينون بسنتا باول التي التقاها عام 1962، عندما كانت حبلى بابنهما جوليان.
عام 1967، راح يعاني الإحباط الذي ترجمه في بعض أغانيه، خصوصاً أغنية «Help» (النجدة) «أنا الخاسر»، فالنجاح كان صعباً على هذا الفنان «المركب» والذي نتج عن هاجسه بأن يعطي دائماً أفضل، خصوصاً بعد النجاح الكاسح الذي حققته بعض أغانيه، وخصوصاً أغنية «Peny come» التي ألفها جون مكارتني. ووسع البيتلز أنفسهم فالتقوا الهندي مها راما يوغين وتأثروا بـ«كتاب الموتى التيفيتي»، وخصوصاً كتاب «النبي» لجبران خليل جبران، الذي كان يباع كالخبز في تلك المرحلة. طلق زوجته بعدما اكتشفت أنه على علاقة بيوكو، التي تزوجها، والتي يبدو أنها عقدت الأمور: فهي تنتقد باستمرار موسيقا بول ماكرتني وهذا ما كان يزعجه كثيراً، إلى درجة يمكن فيها القول إن الفرقة بدأت تتصدع، بل تنهار.

حياة العزلة
ورأى معظم أفراد الفرقة أن يوكو هي التي حطمت البيتلز، وأنها لم ترَ في جون سوى طفل، ولطالما قالت له:«متى تنضج؟!» ونتيجة هذه العوامل تراجع إنتاج لينون، وكانت السبعينيات محبطة جداً له، إذ قدم ألبومات رديئة لم تلقَ أي صدى، بينما استمر مكارتني في التوهج، وكانت أعماله تبث بكثرة في الإذاعات... وفي الأوساط الاجتماعية.. والغريب أنه في هذا الجو الضاغط فنياً صار «رجل بيت»، التزم بالبيجاما في فندق فخم كان يلتقي فيه الصحافيين. وهكذا، صار شيئاً فشيئاً حزيناً، سوداوياً، يقضي وقته في الاعتناء بطفله وتغيير حفاظاته، وفي مشاهدة التلفزيون، لم تعد الموسيقا تهمُّه، لتدوم هذه الحياة المعزولة نحو خمس سنوات.
في هذه المرحلة بالذات اغتيل جون لينون عام 1980 (وهو في الأربعين) قرب بيته في نيويورك.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©