الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

في الإمارات.. «العربية» عنوان الهوية

العربية لغة المعارف والإبداع (أرشيفية)
24 ديسمبر 2020 00:43

تعيش اللغة العربية هذه الأيام قفزات من النّجاح والاهتمام العالمي، ومع «يومها العالمي» في 18 ديسمبر من كل عام، يستيقظ فينا الحنين الجارف إلى مجد لغتنا، وأيضاً الهاجس حول ما تواجهه هذه اللغة من تحديات وتداعيات، فيما تتصدى دولة الإمارات للحفاظ على اللغة العربية، وإعادة أمجادها، وتأكيد دورها الحقيقي في ترسيخ الهوية والذات والشخصية العربية الإسلامية.
وقد تنبهت القيادة الحكيمة في دولة الإمارات إلى ما يحيط بلغة الأمة من تحديات، والعمل بجدّ واجتهاد ضمن منظومة متكاملة تسعى لحماية هذه اللغة وصون تاريخها وهويتها وتعزيز قيمتها الفكرية والإنسانية والحضارية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، أو حتى على المستوى العالمي، بالإسهام من خلال هذه اللغة في مجالات التنوع الثقافي الذي يعيشه العالم في ظلال ثورة الإنترنت، متبنّية سلسلة من المبادرات الثقافية التي تدفع قوياً بهذا الاتجاه، ومن ذلك على سبيل المثال مبادرة (عام القراءة) التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2016، لتمثل خطوة نوعية نحو ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة والاطلاع على ثقافات العالم في نفوس المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات، وبخاصة الجيل الجديد، عبر حدث فريد من نوعه، يشهده عالمنا العربي للمرة الأولى في تاريخنا الحديث، بعد أن تمّ ولتحقيق هذه الغاية إطلاق صندوق وطني للقراءة بقيمة 100 مليون درهم، وواضح جداً أن هذا الحدث، تجاوز فكرة الاحتفاء باللغة، ليكون عصباً لمشروع قومي، يستثمر جدّياً في المعرفة والإنسان، ويجعل من القراءة «حالة مستدامة»، في إطار مبادرات وخطة قوامها «القراءة» مدى الحياة، وفي ذلك قال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله: «إن كافة سياسات وإستراتيجيات القراءة، هي سياسات لبناء أمة وترسيخ شعب مثقف واعٍ متمكن ومتسامح، حيث نهدف لإعداد أجيال يحققون قفزات تنموية، ويضمنون تفوّق دولتنا، وتعزيز تنافسيتنا، وتحقيق رؤيتنا المستقبلية لدولة الإمارات». ولا ننسى في السياق الإشارة إلى الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2016 - 2026، التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتضمنت 30 توجهاً وطنياً في قطاعات التعليم والصحة والثقافة، وهي في الواقع «استراتيجية بناء وطن قوي متوازن، وطموحات ترسم مستقبلاً جميلاً للدولة وللعالم العربي، نحو تعزيز مفهوم مثالي للقراءة بالعربية، والنهوض باقتصاد المعرفة، والتي أثبتت التجربة نجاحها وتفوقها بشكل لافت. 
وهناك المبادرة الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، فقد أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بعنوان «تحدي القراءة العربي»، فيما يمثل مشروع «ميثاق اللغة العربية» الذي أعلن في أبريل عام 2012، من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، نقلة نوعية ونقطة انطلاق رئيسة للجهود الإماراتية في صون وحماية اللغة العربية، وتعزيز مكانتها ودورها في حياة المجتمع، وجاء ليكون مرجعاً لجميع السياسات والقوانين المتعلقة بحماية اللغة العربية، وتعزيز استخدامها في الحياة العامة، هذا إلى جانب الكثير من المبادرات النوعية، مثل مبادرة «لغتي» لتعليم اللغة العربية في مدارس الشارقة، كما تمثل جمعية حماية اللغة العربية التي تأسست في الشارقة عام 1998، حلقة اتصال بين جميع المؤسسات والهيئات بهدف حماية اللغة العربية، ويلعب مجمع اللغة العربية بالشارقة دوراً مهماً في الحفاظ على سلامة اللغة العربية وجعلها مواكبة لمتطلبات العلوم والآداب والفنون الإسلامية. وفي السياق، لا ننسى المبادرة النوعية لقسم اللغة العربية وآدابها، في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ومركز الإمارات لأبحاث السعادة، بتأسيس المنتدى السنوي لقسم اللغة العربية في نسخته الأولى، بعنوان «اللغة العربية وآفاق التشارك المجتمعي» لغايات تسليط الضوء على الدور العظيم للغة العربية في المجالات المختلفة، والحفاظ على كينونتها وسط التحديات الممنهجة التي تستهدفها. وجاء تأسيس مركز أبوظبي للغة العربية تتويجاً لهذه الجهود في دعم الدراسات والبحوث الهادفة إلى تطوير اللغة العربية والحفاظ عليها.
كما يعتبر «مهرجان الشارقة القرائي للطفل» أحد أهم فعاليات مشروع الشارقة الثقافي، وأحد أبرز إسهامات الشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، في تعزيز مدخلات الاستراتيجية الوطنية للقراءة، وتعزيز مكانة اللغة العربية في نفوس الناشئة، كما نشير في السياق إلى جهود وزارة الثقافة والشباب التي كانت سباقة في إطلاق أكثر من 160 مبادرة وبرنامجاً ثقافياً، تشجع على القراءة والاطلاع والاهتمام باللغة، وتستهدف الوصول إلى كافة المواقع وجميع فئات المجتمع، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، مبادرة «نقرأ للإمارات»، وهي مبادرة ثقافية معرفية تهدف إلى إتاحة وخلق المناخ الثقافي والمعرفي لتنمية القدرات القرائية والمعرفية لدى أفراد مجتمع الإمارات. ومنذ تأسيسه عام 2007، تميّز مشروع «كلمة» بدعمه وعمله على نقل ثقافات العالم للقارئ العربي من خلال ترجمة العديد من المؤلفات العالمية من مختلف اللغات إلى العربية، تحت مظلة استراتيجية بعيدة النظر، مؤداها أن الثقافات تتّصل وتتنوع وتتكامل، وأن العربية لغة قوية وحاضرة ومؤثرة في تواصلها مع لغات وثقافات العالم. ونجد جامعة الإمارات العربية المتحدة وعبر عقودها الأربعة، تمثل واجهة وطنية من خلال محافظتها على الهوية العربية والإسلامية، وأن تكون مصدر إشعاع فكري وحضاري. 
في الواقع، إذا كان هذا هو وعي القيادة الحكيمة في الإمارات بتكريس اللغة العربية على كافة المستويات، أصبحت دليلاً ومنهجاً لكل مسؤولي الدولة وفي كل القطاعات والمؤسسات التي أطلقت بدورها جملة من المبادرات لترسيخ مفهوم أمثل للقراءة بالعربية، ومن ذلك استراتيجية «أبوظبي للإعلام» للقراءة ومبادراتها التنفيذية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع بمحتوى متنوع، من شأنه إثراء الفضاء الإعلامي الرقمي، الذي يعزز القراءة كأسلوب حياة لدى أطفالنا ومجتمعنا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©