الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«العزلة».. تجليات الإبداع وأرق المبدع

«العزلة».. تجليات الإبداع وأرق المبدع
18 يناير 2021 00:23

محمد عبدالسميع (الشارقة)

ناقشت الجلسة الحواريّة «المبدع وتجليات العزلة»، التي نظّمها فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في دبي، طقوس الأدباء وكتّاب النصوص الفنيّة في الاستفادة من الجوّ النفسي المفروض أو الانتقائي بسبب العزلة، وانعكاس ذلك على المنتج الإبداعي، وفق آفاق الكاتب وتحضيراته وتقاطعاته مع أسئلته الذّاتيّة والوجوديّة التي يعيشها.

تداعيات العزلة 
في ندوة شارك فيها كلٌّ من الكاتبة والفنانة نجوم الغانم، وكاتب السيناريو والمخرج محمد حسن أحمد، والكاتبة ريم الكمالي، مهّدت الكاتبة عائشة سلطان التي أدارت الحوارات، بأثر تداعيات العزلة على المثقف الإماراتي أيّاً كان في مجال إبداعه، لا عزلةً للهروب من الواقع، وإنّما رغبة من الكاتب لتحصين نفسه في صمته وإنصاته إلى ذاته ووجدانه، على أحقيّة الكاتب في أن يهرب من واقعه بشكلٍ إبداعي.
وتطرّقت الكاتبة عائشة سلطان إلى نوازع ضيوف الندوة الافتراضيّة في أكثر من متغيّر ثقافي وإبداعي ونقدي أيضاً، من خلال تمثّلها بأدباء عالميين وعرب طرحت آراءهم في العزلة والكتابة واستيهامات هؤلاء الكتاب، مع مناقشة مدى تقبّل الحقول الأدبيّة والفنيّة للعزلة أو احتياجها لها، كما بحثت عن ثمار العزلة كطقس كتابي ومفهوم نفسي أو مكاني، والنظرة إلى عزلة «كورونا» من منظور إبداعي، بالإضافة إلى أسئلة فلسفيّة يفرزها المبدعون والكتّاب والفنانون في تعاملهم مع هذه الأسئلة.

أسئلة تسكننا
رأت الشاعرة والفنانة نجوم الغانم أن أهميّة العزلة هي في كونها فاصلاً ما بين الضجيج الخارجي والوحدة، وحالة التشوّش التي نمرّ فيها وربما نصل من خلالها إلى مرحلة الاختناق، فلا نستطيع التعبير إلا من خلال أبواب تفتحها العزلة، لنكون على تماس مع لغتنا التي نكتب بها الشعر والرواية والسيناريو.
وقالت الغانم: إنّ بعض الفنون والأجناس الأدبيّة ربّما تختلف عن بعضها، معترفةً بأنّ الرسم مثلاً يحتاج تحضيرات ليست مماثلةً تماماً لاحتياجات اللغة في الإبداع، ورأت أنّ فترة الطفولة كانت العزلة فيها مبررة بأسباب تختلف عن مرحلة النضج الإبداعي، خاصّةً تفضيلها ضوء «النهار» بوضوحه في إنتاجها الأدبي والفني، معترفةً بأنّ أسئلة الأديب هي تسكنه أصلاً، وسط مخاوف ظلّت تستقيها من الناس في «كورونا»، لافتةً إلى تأخر الشعر ليأخذ مقعده الخلفي منسحباً للرواية في هذه الظروف.

اكتشاف الذات
وقالت الروائيّة ريم الكمالي، إنّ العزلة موضوع قديم لديها، وإنّها اكتشفت ذاتها من خلالها، في تبلور أفكار خاصّة ضمن هذه العزلة، خصوصاً بعد أن كتبت روايتها الأولى ومارست لأجلها العزلة، في مرحلة نموّ في الأفكار والمعالجة الأدبيّة، وقالت إنّها تظلّ تخطط للعزلة لإخراج شخوصها من عدّة زوايا إبداعيّة.
وحول روايتها «يوميات روز»، اعترفت الكمالي بأنّها احتاجت منها إلى مراجعة متكررة، ولذلك فقد كانت فترة الحظر مساحة لإكمال المنجز أكثر منها مساحةً للنظرة التأمّلية أو الفلسفية، غير متأكّدة من عنوان روايتها المتخيّلة بعد جائحة «كورونا» التي جلبت إليها مخاوف الناس وقلقهم وأحاسيسهم جراء ذلك.

قلق الشّارع 
من جهته، تحدّث الكاتب والمخرج محمد حسن أحمد عن الإرباك الذي سببته له العزلة الأخيرة المفروضة بسبب الجائحة، موضّحاً أنّها تختلف عن عزلته التي ربما يبحث عنها، معترفاً بأنّ كلّ الأشياء باتت متشابهة، معبّراً عن خوفه الشديد من سطوة الأرقام التي كانت مدار حضور على الشاشات والبرامج والتلفزيونات، على الرغم من اعتماده في كتابة المشاهد الفيلمية والمسلسلات على هذه الأرقام. ولفت حسن إلى أنّه دائماً ما يبحث عن القلق في الشّارع وحيثيّات الناس الذين كانوا يستوقفونه في أسئلتهم المرسومة على وجوههم، وهو ما أضفى على العزلة لديه أبعاداً بصريّة نفسيّة.
وقال إنّ الكتابة لفريق عمل مسلسل أو فيلم تسجيلي هي كتابة لفريق يريد أن يرى ويشارك، وهي تختلف عن الكتابة من نوع آخر، مؤكّداً أنّ أزمة «كورونا» أفرزت أبعاداً مؤلمة وقاسية، خصوصاً في تواصل الناس والمثقفين والكتّاب عبر البرامج الإلكترونيّة المعتادة، كاشفاً عن عمل خليجي عربي سيعرضه في رمضان المقبل من دون تفاصيل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©