الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

في ندوة نظمها مركز أبوظبي للغة العربية: مشترك إنساني بين اللغة العربية وأخواتها السامية

في ندوة نظمها مركز أبوظبي للغة العربية: مشترك إنساني بين اللغة العربية وأخواتها السامية
6 فبراير 2021 00:02

فاطمة عطفة (أبوظبي)

بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، الذي يوافق الرابع من فبراير، نظم «مركز أبوظبي للغة العربية» أمس الأول ندوة افتراضية بعنوان «اللغة العربية وأخواتها السامية: قصة تفاهم ومشترك إنساني»، شارك فيها د. علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وكل من د. جيمي دكاش، محاضر أول في اللغات السامية الشمالية الغربية في جامعة يال، ود. بريجيت كالان، محاضر في اللغة العبرية التراثية في قسم اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى، الجامعة الأميركية في بيروت، ود. يحيى عبابنة، أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك، وأدار الجلسة الباحث والناقد والمترجم د. خليل الشيخ، عضو الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب، بحضور د. موزة الشامسي من الهيئة التنفيذية بالمركز، وتناولت الندوة دور اللغة العربية في تعزيز الحوار الحضاري والأخوة الإنسانية بين الأديان واللغات السامية العربية والعبرية والسريانية، مع إلقاء الضوء على الإرث الثقافي المشترك بين هذه اللغات، والروابط الوثيقة التي جمعت بينها على مر العصور، وقد تناولت البحوث ونصوص المخطوطات المصورة دور اللغة العربية في تعزيز التآخي الإنساني وتقريب وجهات النظر بين الشعوب لتحقيق السلام والتسامح.

مخطوطات تاريخية 
تحدثت د. جيمي دكاش عن العربية والسريانية في رحلتيهما منذ الجاهلية إلى العصر العباسي، وكيف كانت، وما هي المشتركات في هذه الرحلة الثقافية، قائلة إن العربية والسريانية هما من اللغات السامية التي تشمل لغات ميتة مثل الآكادية في بلاد ما بين النهرين، والفينيقية شرق المتوسط، والنبطية في الأردن والحميرية جنوب الجزيرة العربية، وتشمل أيضاً لغات ما زالت مستعملة كالعبرية، مشيرة إلى أن اللغة السريانية ما زالت تحكى في بعض المناطق. 
وأضافت أن السريانية وليدة الآرامية وكانت في منطقة الرها «أورفا» في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية، وبين القرنين الأول والثاني بعد الميلاد انتشرت اللغة مع انتشار المسيحية في الصين ومصر والجزيرة العربية والهند، وقد رافق حديث د. دكاش عرض بعض خرائط من الفترة العباسية مع صور لكتب ومخطوطات ونقوش تاريخية محفورة على ألواح حجرية من مدينة «نجران»، ونقش سرياني وعربي من قلعة التفاح «جبل باريشيا» شمالي سوريا، ومن زيد محافظة حلب بسوريا، وهذا النقش مكتوب بثلاث لغات اليونانية والسيريانية والعربية، إضافة إلى نقش كرشوني على حجر في قلعة طرابلس بلبنان، فضلاً عن كتاب الأغذية الذي ترجمه من اليونانية إلى السريانية والعربية حنين بن اسحاق، ومخطوط «الكرشوني» هذا يعود إلى القرن التاسع أو العاشر.

من أم واحدة
وعن نقاط الائتلاف بين هذه اللغات على صعيد المعجم والصوتيات والنحو، تحدث د. يحيى عبابنة، قائلاً: في الحديث عن اللغات من خلال المعجم نرى أنها تنبثق من أم واحدة، وليس مقصوراً على اللغة العبرانية أو السريانية لأن كلا من هاتين اللغتين تنتمي إلى المجموعة الآرامية، والعبرية تنتمي إلى المجموعة الكنعانية، وهما من المجموعات الشمالية الغربية، أما العربية فهي تنتمي إلى المجموعة الجنوبية التي تضم كلاً من العربية الجنوبية الإثيوبية الجازية الموجودة في القرن الأفريقي، وهذه اللغات يجب أن تكون من أم واحدة وكانت ذات معجم واحد مشترك، سواء كانت الجنوبية أو الشمالية، وهذا المعجم تباعدت به السبل قليلا، لكنه ظل يحتوي على عدد كبير من الجذور والأدوات اللغوية المشتركة بين اللغات السامية، ابتداء من المجموعة الشمالية حيث الأوغريتية والآكادية في الجانب الشرقي، نزولاً إلى أرض الشام الكنعانيات أو ما أسمته زميلتنا الفينيقيات، ومنها اللهجة العبرية والمجموعة الداخلية التي ضمت بعض اللهجات الآرامية واللغة العربية ولهجتها البائدة الصفوية، الثمودية، النهيانية.

لغات حية
وأضاف عبابنة: كلها لغات كان يجمعها معجم لغوي واحد، وبسبب فقدان عدد كبير من هذه اللغات، لم تحتفظ ذاكرة التاريخ إلا باللغة العربية والعبرية والسريانية من المجموعة الشمالية كلغات حية ما زالت مستعملة، لكننا استفدنا من الكتب القديمة بحصر الكلمات المشتركة التي تثبت أن جميع هذه اللغات منبثقة من أم واحدة، ولا نستطيع تحديد هذه الأم لوجود توجهات عاطفية، لأن كل مجموعة موجودة يطيب لها أن تقول إن لغتي هي «الأم»، ولا بد أن نستند إلى أدلة علمية لأكبر عدد من المكونات الصوتية لنقول إنها اللغة الأم.

العربية والعبرية
قرأت د. بريجيت كالان نصاً كتبته حول المشترك الثقافي بين العربية والعبرية، وتقول فيه: ما إن يتعلم المرء الأبجدية العبرية وحروف العلة فيها حتى يتم التنقل بين اللغتين في مناطق مألوفة عموماً، وإن كانت اللغتان تشيران إلى مشاركة 80% من جذورهما، كما أن كثيراً من الأفعال والأسماء وبعض حروف الجر والضمائر وصيغة البناء وتركيب الجمل، جميعها تتطابق أو تتقارب، ويمكن أن نبحث ما بين المفردات وتصريف الأفعال بدون مشكلة، كما تتغير حروف العلة نظراً إلى غلبة عددها في اللغة العبرية مقارنة باللغة العربية، ولكن في بعض الأحيان تكون طريقة اللفظ هي التحدي الأكبر قبل أن يعتاد المرء على علامات التشكيل والخصائص الأخرى، وهي أقرب إلى العربية العامية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©