الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مركز الحفظ والترميم.. تقنيات متقدمة في خدمة التاريخ

جانب من مخزن الوثائق بالأرشيف الوطني (الصور من المصدر)
15 مارس 2021 00:39

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

يقف مركز الحفظ والترميم التابع للأرشيف الوطني، عند ناصية منطقة المفرق في العاصمة أبوظبي، شاهداً على تاريخ الوطن، ومسيرة المنطقة الحافلة بإرث تاريخي سطر المعاني السامية لإنجازاتٍ وطنية خالدة. حيث يحتوي المركز على مستودعاتٍ كبيرة مؤهلة بأحدث التقنيات، وأرقى الممارسات المتبعة عالمياً في حفظ الوثائق التاريخية وأرشفتها. ويضم مختبراً يضم أجهزة وأدوات تقنية حديثة لازمة لعملية ترميم الوثائق، ويشتمل المختبر على إجراء الترميم اللازم من حيث سدّ الثقوب، وإكمال الأجزاء المفقودة، وتقوية أوراق الوثيقة، ما يهبها عمراً أطول.

  • خلال العمل على ترميم الوثيقة
    خلال العمل على ترميم الوثيقة

محتويات ملهمة
قال حمد المطيري، مدير إدارة الأرشيفات في الأرشيف الوطني لـ«الاتحاد»، إن مركز الحفظ والترميم يقوم بجمع الوثائق ومعالجتها وأرشفتها، ومن ثم إتاحتها لمتخذي القرار والباحثين عن المعلومات، مضيفاً «تمر الوثيقة في المركز بدورة حياة منذ بداية استلامها، إلى أن يقوم الفريق بمعالجتها من خلال الترميم والتنظيف والتعقيم، ثم تنتقل إلى عملية الرقمنة؛ أي تحويلها إلى صيغ إلكترونية قابلة للنشر والتوفير والإتاحة في مختلف المنصات الذكية والإلكترونية».
وذكر أن الباحثين يستفيدون من كل ما يقدمه المركز من معلومات ومحتويات مهمة وملهمة تجعلهم يغوصون في التاريخ، ويكتبون ما يستنتجونه من تلك الوثائق النادرة التي يصلون إليها من خلال المركز، مشيراً إلى أن ما يحتويه المركز من وثائق تاريخية يجسد إرثاً مهماً للفكر الإنساني والبحث عن الحقائق الملهمة، وأوضح أن المركز يحتوي على الوثائق بمختلف أنواعها، مثل الورقية والصوتية والأفلام والخرائط والتي تعد مرجعاً مهماً للباحث والمهتم بتاريخ الدولة، والمنطقة.
وأشار المطيري إلى أن الوحدات التنظيمية الموجودة في المركز، هي: قسم الأرشيف الحكومي المعني في تنظيم أرشيف المؤسسات الحكومية، والقيام في تحويل هذا الأرشيف إلى مستودعات ومخازن للأرشيف الوطني، ومن ثم يأتي دور الوحدات التنظيمية الأخرى في معالجة هذا الأرشيف من خلال الفرز والتصنيف وفهرسة المواد الأرشيفية، إلى أن تصبح قابلة للإتاحة من خلال مختلف المنصات الرقمية التابعة للأرشيف الوطني، موضحاً أن هناك فريقين تابعين لمركز الحفظ والترميم في الأرشيف الوطني، الأول يقوم على ترميم الوثائق، والآخر يقوم برقمنة الوثائق وتحويلها إلى وسائط قابلة للتداول والإتاحة إلكترونياً.

مسؤولية وطنية
وقال هزاع النقبي، رئيس قسم الأرشيفات الحكومية في الأرشيف الوطني: «نتعامل مع أكثر من 319 جهة حكومية اتحادية ومحلية، ونحن معنيون بتنظيم وثائق الأرشيف في كل الجهات الحكومية، ما يجعلنا أمام مسؤولية وطنية كبيرة نفخر بها، ونحاول أن نقدم جل ما لدينا من طاقة وإمكانية لأن تكون الخدمة في أكمل وجه، بما تصب في خدمة الوطن»، موضحاً «من خلال زياراتنا للجهات، نسعى إلى تدريبهم ونعطيهم الأساليب والمواصفات المعتمدة عالمياً في مجال وإدارة وتنظيم الوثائق في كل ما يخص حفظ الأرشيف».
وقال عبد الله البستكي، أخصائي نظم أرشفة إلكترونية في الأرشيف الوطني: «نفحص المادة التي نستلمها للتأكد مما تحتويه، ومن ثم النظر في حاجتها إلى الترميم أو التنظيف وإزالة الشوائب العالقة بها، ونقيم الحاجة إلى عمل بعض اللحامات الخاصة على الفيلم أو شريط الفيديو لإعادة استخدامه واستعماله وتشغيله. فكل ذلك يتم في مرحلة الترميم، وبعد الانتهاء من المطالعة المبدئية، ننتقل إلى المرحلة الأخرى، وهي رقمنة الأوعية السمعية والبصرية، لتكون مرجعاً للأجيال القادمة».

  • عناية فائقة أثناء عملية الترميم
    عناية فائقة أثناء عملية الترميم

مواد يحظر استخدامها للحفظ
يضع الأرشيف الوطني مجموعة من التدابير يتم اتخاذها وفقا للمواصفات القياسية لتفادي وقوع أية أضرار على المواد الأرشيفية المحفوظة بالأرشيف الوطني أو فقدانها، لتحقيق أعلى مستويات الأمن والسلامة في مواقع حفظ الأرشيف الوطني، وتوفير البيئة المناسبة للحفاظ على المواد الأرشيفية المحفوظة، والتخطيط لمواجهة الكوارث والاسترجاع بعد وقوعها. وقد حظر الأرشيف الوطني استخدام 10 مواد في الحفظ، وتتضمن غاز الهالون المحظور دولياً ورشاشات الماء لإطفاء الحريق والأرضيات الخشبية، وأرضيات السجاد والنوافذ السبع، وملفات تتطلب تخريم الورق والدباسة والخرامة، وفرامة الورق والخزائن الخشبية والأبواب الخشبية. كما أن هناك أنواعاً من الأخطار في حفظ الأرشيف، تضم كلا من الأخطار البيئية والطبيعية والأخطار البشرية، وتتضمن الأخطار البيئية والطبيعية: الحشرات والقوارض والتعفن والفطريات والحرارة والرطوبة والضوء والغبار والرمال والملوثات والفيضانات، بينما تتضمن الأخطار البشرية: الحرائق والسرقات والحروب والإرهاب.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©