السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«المستقبل يبدأ الآن»... رؤية تدعم طموح زايد لمئوية الإمارات

هدى إبراهيم الخميس
26 مارس 2021 00:07

هدى إبراهيم الخميس

قبل خمسة عقود، تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة وسط ظروف اقتصادية وسياسية وبيئية بالغة الصعوبة لتصبح اليوم واحدة من أنجح التجارب التنموية في العالم، وتحقق إنجازات غير مسبوقة خلال هذه الفترة القصيرة في عمر الدول، انطلاقاً من الرؤية الطموحة والاستشرافية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الآباء المؤسسين طيب الله ثراهم جميعاً. ويأتي إعلان عام 2021 «عام الخمسين» استعداداً للخمسين عاماً المقبلة، وفي ظل ظروف استثنائية يعيشها العالم جراء أزمة «كوفيد-19»، ليؤكد أن المسيرة متواصلة، وأن دولة الإمارات، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لا تعرف المستحيل، فقد بدأت بالفعل استعداداتها لمئويتها في العام 2071، فالمستقبل في دولة الإمارات يبدأ «الآن» وليس غداً.
واستلهاماً لهذه الرؤية الطموحة، انطلق مهرجان أبوظبي هذا العام تحت شعار «المستقبل يبدأ الآن»، فالرؤية الثقافية لم تكن بمنأى عن أهداف واستراتيجية القيادة الرشيدة، وعلى مدى الخمسين عاماً الماضية، لعبت الثقافة دوراً محورياً، أسهم في التأكيد على منجزات خطط التنمية الاقتصادية، وترسيخ مكانة دولة الإمارات وتميزها إقليمياً وعالمياً، وسيشهد «عام الخمسين» انطلاقة أكثر تفرداً وشمولاً على المستويات كافة نواصل خلاله تعزيز المنجزات ونؤكد على أهمية التواصل الحضاري الذي لعب دوراً ريادياً في صياغة «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» واعتماد 4 فبراير من كل عام يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية.
ومنذ تأسيسها، اعتمدت دولة الإمارات سياسة الانفتاح والتعايش والحوار مع الآخر، فأصبحت أيقونة للتسامح وملتقى لحضارات العالم وخلال الخمسين عاماً المقبلة، من المهم أن نواصل الخطاب الحضاري والانساني والتأكيد عليه لتعزيز جسور التواصل بين ثقافتنا العربية والثقافات الأخرى لنجدد الفكر ونوسع الآفاق ونسهم في تنشئة أجيال لديها الاهتمام بالعلم والثقافة والفضول للبحث عن المعرفة لترسيخ مكانة الدولة كعاصمة عالمية للثقافة، وحاضنة للإبداع والمبدعين، إضافة إلى تعزيز الحضور الإماراتي عالمياً من خلال جهود الدبلوماسية الثقافية والحوار البناء بين دولة الإمارات والعالم، حتى نُثري خزائن الإبداع الفكري بكل مدارسه ونسير قدماً نحو آفاق تنموية متكاملة في جميع المجالات والقطاعات وعلى المستويات كافة.
ويتزامن «عام الخمسين» والدورة الثامنة عشرة من مهرجان أبوظبي مع مرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون كانت خلالها منصة مهمة نلتقي فيها مع الآخرين كشركاء متساوين نتبادل المعارف والاحترام والتقدير، إدراكاً منّا أن الثقافة ليست خياراً فقط بل جوهر وجودنا الإنساني، وسعينا لتكون المجموعة حاضنةً للإبداع، داعمةً للفكر المتجَدّد الحُر، مُستثمرين في الشباب لتَمْكينهم من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، فعملنا كخلية نحلٍ على مدار العام متكاتفين مع كُلّ من أراد تَرْك بصمةٍ وأَثرٍ لإثراء رؤية الإمارات الثقافية، وشكلنا قوّة مجتمعية فاعلة في التنمية والاستدامة مَوطناً للعقول المبدعة والابتكار والتقدّم، ترتقي بالآخرين، وتخدم اقتصاد المعرفة.
وتشكل المهرجانات الثقافية حلقات وصل بين الثقافة والجمهور، تسهم في تبادل الخبرات والمعارف بين المشاركين ومثقفي البلد المضيف. وأحد هذه الشرايين كان مهرجان أبوظبي الذي يأتي في وقت يتعطش فيه المجتمع والجمهور للفن والثقافة، ليشكلَّ وِرداً ثقافياً يروي بسخاء عطش الجموع في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها. وقد شكّل مهرجان أبوظبي، منذ تأسيسه عام 2004، نافذة تنير دربنا للعمل الثقافي، واليوم، ننطلق جميعاً لنلبّي دعوة هذه الرسالة السامية من أجل دعم الثقافة التي تمثل أحد أهم أسباب استدامة الحضارة وأمل للجيل القادم بمستقبل أكثر إشراقاً.
إنَّ عودة مهرجان أبوظبي 2021 في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم مع دورةٍ مبتكرة تدمج بين المنصات والقنوات الرقمية والفعاليات المباشرة، خطوة رائدة في بلد «اللا مستحيل» نحو التكيف مع المستجدات التي فرضتها الجائحة، تمنحنا مساحة وفرصة للصفاء والتأمل، تنهض بنا من رماد هذه المعركة أكثر قوة وصلابة في وقت نحتاج جميعاً أن نبقى متحدين من أجل الإنسانية ومن أجل الثقافة.
في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومهرجان أبوظبي، ننتهز هذه الفرصة لنجدد العهد لقيادتنا الرشيدة بمواصلة العمل المخلص والجاد، للنهوض بقطاع الثقافة والفنون جنباً إلى جنب مع النهضة التنموية الشاملة، ليكون «عام الخمسين» نقطة تحول في مسيرة الثقافة، نواصل خلاله إبداعنا الثقافي والفني ونبني جسور التواصل والسلام والحوار الثقافي بين الإمارات والعالم.

مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©