الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التراث.. عنوان الأصالة

التراث.. عنوان الأصالة
8 ابريل 2021 00:26

محمد عبد السميع 

تعمل الإمارات على حفظ تراثها والعناية بتفاصيله وإتاحته للأجيال، وقد أقامت الدولة العديد من الفعاليات والمهرجانات الحاضنة لهذا التراث، وإذ نحتفي بيوم التراث العربي، فإنّ المهرجانات التراثيّة تبدو أسلوباً قويّاً وفاعلاً إلى جانب الأعمال الحكوميّة المنتظمة في رعاية التراث وحفظ عناصره وترويجه، وتالياً آراءٌ لمهتمين وباحثين في حقل التراث يؤكّدون ما للمهرجانات وتنشئة الأسر من دور كبير في ترسيخ التراث في نفوس الأبناء، وجعله مستمراً على امتداد الأجيال.
وفي هذا المقام، أكّد الدكتور عبدالعزيز المسلّم، مدير معهد الشارقة للتراث، أهميّة الجوّ التفاعلي الذي تُحدثه المهرجانات التراثيّة بين الأجيال، وهو أمرٌ مهم جداً لإبراز تراثنا وإبقاء جذوته في نفوس الشباب، مؤكّداً أهميّة وجود صيغة مدروسة في التفاعل بين طرفي المعادلة: المرسل والمستقبل في الترويج للتراث، من خلال المهرجانات المتخصصة ذات العلاقة.

«أيام الشارقة التراثيّة»
وقال المسلّم، إنّ مهرجان «أيّام الشارقة التراثيّة» يعتمد هذه الصيغة ويسير عليها في تقديم الموروث وتحفيز الأجيال على الانسجام معه وتذكّر منجزات وظروف الآباء والأجداد من الرواد، إذ يتم استعراض تراثنا عبر فعاليات تقوم على الجذب والتشويق الذي يهدف إلى التسويق الجيّد بعيداً عن التلقين باتجاه الانسجام والتفاعل مع ما هو معروض بطريقة تعيد إلينا ما عشناه في السابق، وهو ما احتاج من هذا المهرجان إلى طرق علميّة ومنهجيّة ذكيّة في استيفاء كلّ هذه العناصر لخدمة التراث على تنوّعه، من خلال «أيّام الشارقة التراثيّة».
ورأى أنّ أيّ جهد يصبّ في هذا الاتجاه هو عمل نبيل لترسيخ التراث والاحتفاء به، من حيث كونه غنيّاً، ويشكّل تفاصيل وأسلوب حياة عامرة فيما مضى، معرباً عن أسفه وحزنه لرحيل كثير من الروّاد من الرواة والرواد والإخباريين من الشاهدين على هذا التراث. وكبار السّن هم أشد فرحةً بتراثهم الذي يرونه اليوم ماثلاً في مهرجانات تعتمد الآليات والظروف والتقنيات القديمة نفسها التي يتمّ توفيرها لقطاع كبير ومتنوع من الناس.

الذائقة الشبابية
ومن جانبه، انطلق الدكتور سالم الطنيجي من أنّ التراث هو عنوان الأصالة، وهو جذرها الراسخ، مؤكّداً أهميّة المهرجانات التراثيّة في العناية بالشباب من منظور تراثي، لحفزهم على التمسّك به والعناية بمفرداته وتمثّلها فيما هم مقبلون عليه من حداثة، أو ما يعيشونه من تقدّم يجعلهم أشد فخراً بتراثهم الغنيّ والأصيل. وقال الطنيجي، إنّ الأمر مرهون بالمؤسسات والجهات الحكوميّة التي تعمل على هذا التراث وتدعم وجوده وترسيخه أو تكريسه من خلال العمل المؤسسي الجاد والفاعل، باعتبار الشباب هم الأمل لمواصلة حمل هذا التراث الغني، مثمّناً الخطط الحكوميّة السنوية للعناية بالتراث.
وأهاب الطنيجي بالجميع العمل على حفظ التراث وتوثيقه وترويجه والتعاون مع الجهات المؤسسية في هذا المجال، لتسويقه عربياً وعالمياً، باعتباره رمزاً للأصالة، مؤكّداً الدور الكبير الذي قطعته دولة الإمارات في الحفاظ على التراث وجعله ماثلاً ومتاحاً لكلّ الزوار والمهتمين.

ثقافات الشعوب
وتفاءلت الباحثة في التراث الدكتورة فاطمة المغني كثيراً بالمفردة التراثيّة ورواجها داخلياً وعربياً وعلى مستوى العالم، باعتبار التراث يلعب دوراً كبيراً في الدلالة على ثقافات الشعوب وأصالتها. وقالت إنّ الفعاليات التراثيّة هي الأسلوب الأكثر نجاعةً إلى جانب الفعاليات المؤسسية اليوميّة والمنتظمة، في التعريف المجتمعي بالتراث، وخاصةً لفئة الشباب، مدللة بما حدث من اهتمام شبابي ومجتمعي بالعنصر التراثي واعتباره مألوفاً ويشكّل جزءاً من هويتنا الأصيلة، فلولا الفعاليات الثقافية التي هي نتاج للدعم الحكومي لظلّ هذا التراث مقصوراً على أعمال المؤسسات أو الجهات العاملة لخدمته. وأكدت المغني أهمية الحضور التراثي في نفوس المجتمع واعتماده في كلّ مناحي الحياة، فتذكّر الماضي أمر مهم جداً وضروري والتراث شامل بشموليّة مفرداته في نفوسنا جميعاً، وهو يحتاج منّا إلى أن يكون مصدراً لعاداتنا وأفكارنا وأن يكون أساساً لتعاطينا التراثي مع الهويات التراثيّة العربية والعالميّة.

حب الوطن
وبدورها، قالت الباحثة موزة العامري إنّ حبّ الوطن يبنى على الشعور بالتراث وأهميّته وعظمته في نفوس الأبناء، لأنّ تاريخاً وماضياً عريقاً ومحطات من الحياة يتضمّنها هذا التراث، فلا أقلّ من أن تكون فعاليات التراث ملتقى أو خيمةً كبيرةً تضمّ الماضي والحاضر والمستقبل بنظرة واثقة تعتمد الحداثة والمواكبة، وفي الوقت ذاته تعتمد أيضاً الأصالة وروح الماضي الذي لا يتنافى مع الحاضر، بل يدعمه ويشدّ من أزره نحو مستقبل مشرق وجميل. ورأت أنّ المشاركات الجماعيّة وتوزيع المفردات التراثيّة عند الاحتفاء بها على أكبر عدد ممكن أمر مهم وضروري، وهو ما تحرص عليه الجهات الممثلة لهذا التراث من واقع الفعاليات المهرجانيّة والأعمال الحكوميّة وجهود جمع التراث وتبويبه وتصنيفه والعناية به.

مسؤولية الأسرة
ورأى الباحث التراثي عبدالله عبدالرحمن أنّ الحفاظ على التراث من مسؤوليّة الأسرة بالدرجة الأولى، مؤكّداً على أن يحمل الأبناء هذا التراث الغني بتوجيه من آبائهم وتشجيع منهم لكي يعتزوا به ويفتخروا بعناصره التي تؤكّد مقومات حياة آبائهم وأجدادهم وتعطيهم ثقةً بأنهم يستندون إلى تراث عميق وضارب في الجذور. وقال إنّ المهرجانات التراثيّة هي اجتماع رائع للعائلات التي ترى في التراث تذكيراً بالماضي الجميل، وتجعلنا نقف وقفة إجلال واحترام لذلك الماضي، وهو ما يجب أن نزرعه في نفوس أبنائنا والأجيال القادمة باستمرار كشعور وطني مميز من الجميع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©