الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«رباط سوسة».. قلعة عسكرية ومدرسة دينية

«رباط سوسة».. قلعة عسكرية ومدرسة دينية
13 ابريل 2021 01:58

ساسي جبيل (تونس)

رباط سوسة، أو قلعة الرباط كما يطلق عليها المؤرخون من أهم المعالم الأثرية التي تميز مدينة سوسة التونسية وسط البلاد، إذ شُيد أواخر القرن الثامن الميلادي، وفي عام 821 ميلادية بناه عبدالله بن إبراهيم بن الأغلب، وأضاف إليه الأمير زيادة الله الأول برج المراقبة لرصد العدو بالناحية الجنوبية الشرقية منه، ليصبح قلعة وحصناً منيعاً غير بعيد عن ساحل البحر الأبيض المتوسط.

معمار فريد
وهذا الحصن الضخم مربع الشكل طول ضلعه 30 متراً، مجهز في كل ركن من أركانه ببرج مستدير الشكل، باستثناء الناحية الجنوبية منه، حيث نجد القاعدة المربعة الضخمة التي يقوم عليها ناظور المراقبة والترصد، أما داخل الرباط فتنفتح قاعة الحراسة من حول الحصن، وعلى جانبي دهليز ضخم.
ويعد الطابق العلوي للقلعة والمكون من 4 قاعات عبارة عن 3 مقاصير وبيت صلاة من أقدم البيوت في العالم الإسلامي التي خصصت للتعليم والمتصوفة. واستعمل في بناء رباط سوسة المواد القديمة كالطين والحجر، وهندسة القلعة مستوحاة من النمط البيزنطي، حيث استقر البيزنطيون في المنطقة قبيل الفتح الإسلامي لها.
القلعة الداخلية لرباط سوسة عبارة عن طابقين يشرفان على ساحة بها أروقه وشرفات. وفي مدخله بهو يؤدي إلى فناء يتوسطه مبنى على طراز القصور العباسية بشرفات ومئذنة.

فضل الأغالبة
هذه القلعة واحدة من سلسلة مكونة من 800 حصنٍ بناها الأغالبة على طول الساحل التونسي، من أجل حماية البلاد من الغزوات الخارجية التي كانت تهدد أمن المنطقة، كما كانت مكاناً للعبادة والتنسك، والرياضة الروحية وفي وقت لاحق لدراسة العلوم الدينية والدنيوية وطلب العلم.

وظائف متعددة
 يقول المؤرخ الدكتور ناجي جلول أستاذ التاريخ الإسلامي: إن هذا المعلم من أقدم المعالم الإسلامية التي حافظت على سلامة شكلها إلى حد الآن عبر تاريخها الطويل، وهو صرح مزدوج يجمع بين الوظيفة الدينية والوظيفة الاقتصادية والعسكرية، ويذكرنا هيكله بهيكل الخان الشرقي والقصر الروماني المحصن، وهو مزود بمصلى ومخازن ومحوط بسور منيع مجهز بأبراج مستديرة وتحتل الغرف المخصصة للمتزهدين المكلفين بحراسة السواحل جزءاً كبيراً من الطابق العلوي للرباط، ويطلق على الرباط الحصن والبرج والقصر والمحرس والثّغر والقصبة والمسجد أيضاً، وقد تشابكت وظائفها طبقاً لتداخل وظائف روادها، وما اتّصل بنشاطهم العسكري أو الروحي وارتباط ذلك كلّه بالنّشاط الديني الإسلامي.
وأوضح أن النيران التي كان يتم إشعالها في قمة برج المراقبة تشير إلى الأساطيل التي تعبر البحر الأبيض المتوسط، كما تسمح بإخطار الحصون الأخرى المنتشرة على السواحل التونسية، لافتاً إلى أن هذه النيران المضيئة قادرة على نشر الخبر في ليلة واحدة في ما بين الإسكندرية المصرية وسبتة المغربية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©