الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

برتراند لافير يقضي في أعماله على السياق الأصلي للأشياء

جانب من عمل الفنان الفرنسي برتراند لافير (تصوير: أفضل شام)
7 مايو 2021 00:28

نوف الموسى (دبي)

إنها أقرب إلى عملية «حجب»، عندما يقرر الفنان والنحات الفرنسي المعاصر برتراند لافير، صناعة ضربات فرشاة من طلاء شفاف شبيه بمحاولة مسح مرآة كبيرة، بحثاً عن حالة من الغموض تثير الافتراضات الفكرية للمشاهد، إلى أعمق نقطة تجعله يشك بين ما هو خيالي وواقعي، من خلال القضاء على السياق الأصلي للأشياء، ومحاولة بناء تصورات متفردة، حول ما يقف أمامنا من الأشياء اليومية، يأخذها لافير ويعدلها مستخدماً طرقاً عدة، مثل الجمع بين كائنين مختلفين وغير مرتبطين، وإدراك العلاقة الشخصية المخفية مع حس من السخرية، إضافة إلى تغطية الأشياء الصناعية اليومية مثل الثلاجات والطاولات والبيانو والأثاث بطبقة من الطلاء، ووضعها كعناصر في نقد استراتيجي للنزعة الاستهلاكية. 
منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي، عمل لافير في سياق التمديد النقدي للفنان الفرنسي مارسيل دوشامب، من ارتبطت أعماله بحركتي الدادا والسريالية، طارحاً أسئلة عن حضارة ما بعد الصناعة، وكيف أن الإنتاج الضخم حتى لتلك الأشياء الأكثر قيمة، أصبح أمراً مبتذلاً. 
حين قال لافير، إنه على الفنان أن يصدم من العمل الفني الذي ينتجه، فهو يبحث عن حالة الريبة تلك، والتي يمكن ملاحظتها من خلال طبيعة الألوان التي يطلي بها الأشياء، تلك المعروفة لدى عامة الناس مثل آلة البيانو، أو حتى الكرسي، بإضفاء ألوان فعلية عليها مبنية على ألوان غير موجودة لإحداث الإلهام، خاصة الحضور الفاتن لتلك الأشياء التي لا يمكن فهمها، ولكنها تمنح شعوراً بالاتصال، وبالتالي فإن سؤال اللغة، باعتباره تعريفاً للواقع، يسمح بأشياء معينة بالتسرب منّا، ما يفقدنا السيطرة عليها، وبالنسبة للفنان لافير يصبح الحديث مع العمل الفني ممكناً، عندما يمتلك القدرة على إظهار أسئلته.
ويبدو أن التشكيك في أسس الحداثة، وإعادة تفسير تاريخ الفن والتاريخ المعاصر، من خلال الدفع بالمشاهد نحو مجموعة واسعة من المراجعات لما هو مخبأ في عمق المادة، أحد المحاور المركزية للفنان برتراند لافير، فهو يعمل على وضع العمل الفني في بيئة محددة اجتماعياً باعتباره فضاء لعرض تلك الأشياء التي تم تعديلها من تفاصيل حياتنا اليومية، ومن خلال طبيعة العلاقة بين تلك الأعمال، يتولد المعنى التفاعلي لما بينها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©