عدد اليوم
دبي (الاتحاد)
لم يلعب أي فنان دوراً أكبر من الروسي فاسيلي كاندينسكي في تطوير وظهور الفن التجريدي، وتعد لوحة «هدوء التوترات» التحفة الفنية الحديثة من عام 1937، دليلاً دامغاً على الرؤية الاستثنائية لهذا الفنان، والتي لا يزال تأثيرها العميق ظاهراً على أجيال من الفنانين الذين تبعوه. وتلخص اللوحة إرث كاندينسكي كأب للفن التجريدي وعامل مؤثر في صعود الشعرية التجريدية في الأربعينيات والفن المعاصر حتى يومنا هذا.
عرضت لوحة «هدوء التوترات» آخر مرة في مزاد منذ نحو خمسين عاماً وظلت في المجموعة العائلية نفسها، ولم تعرض من قبل للعامة، منذ ذلك الحين. وستُعرض في «سوذبيز دبي» في قلب مركز دبي المالي العالمي يومي 17 و18 مايو الجاري. وبعد ذلك، ستعرض في مزاد سوذبيز لندن بقيمة تقديرية تتراوح بين 25 و35 مليون دولار، في إطار المزاد المسائي للفن الحديث والمعاصر في لندن يوم 29 يونيو.
انتقل كاندنسكي في عام 1933 إلى باريس، واعتبرت التراكيب التجريدية المعقدة التي رسمها في المدينة خلال ثلاثينيات القرن الماضي، من بينها «هدوء التوترات»، تتويجاً لقيمه الفنية.
ومستوحياً من التأليف الموسيقي، قرر كاندينسكي أن كل لون يتوافق مع عاطفة أو «صوت» معين. وتستحضر صور «هدوء التوترات» الرموز الأنيقة والعلامات والمقاطع للنوتة الموسيقية، بينما يظهر أرابيسك منحني يذكر بلفافة الكمان في يمين التكوين. إن الطابع الموسيقي للرسم ناتج عن تنسيق الفنان للتكوين ككل، ما أدى إلى سيمفونية تجمع في وئام بين عناصر مرئية عدة.
كان العمل مملوكاً في السابق لصديق الفنان وجامع المقتنيات الشهير سولومون آر غوغنهايم، المشهور بمتحفه الذي يحمل اسمه في نيويورك. والذي حصل على ما لا يقل عن 150 عملاً للفنان. تم بيع هذه اللوحة من مجموعته في سوذبيز عام 1964 في مزاد تاريخي لـ 50 لوحة للفنان، ما أتاح لهواة جمع اللوحات الحصول على عمل كبير للفنان للمرة الأولى، بعد أن كانت الغالبية العظمى من أعماله تتوفر في المتاحف فقط في روسيا، ولينباخوس في ميونيخ وفي مجموعة أرملة الفنان، نينا كاندينسكي.
