الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فولفغانغ بورشرت.. كاره العنف والتطرف

فولفغانغ بورشرت
27 مايو 2021 02:38

محمود إسماعيل بدر

تزامناً مع انطلاقة «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» 2021، الذي يستضيف ألمانيا ضيف شرف النّسخة الثلاثين، تمرّ الذكرى الـ100 لميلاد الكاتب والمسرحي والشاعر الألماني فولفغانغ بورشرت (1921 - 1947)، صوت الجيل الذي عانى ويلات الحرب العالمية الثانية، وعبّر عنها بإرث من الكتابات الأدبية الرفيعة والمسرحيات والمخطوطات المتميزة، ما جعله كاتباً عالمياً بامتياز، تلقى أعماله كل اهتمام في بلاده وفي مختلف ثقافات العالم الأخرى أيضاً.
وفي الوقت الذي تحتفل فيه مكتبة جامعة هامبورغ بهذه المناسبة بمهرجان أدبي رفيع، أطلقت عليه شعار «هامبورغ تقرأ بورشرت»، تستعيد العاصمة أبوظبي، أيضاً من خلال معرضها الأكثر شهرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، والمرتبط بتوأمة مع معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، مكانة الأدب الألماني وتأثيراته على تاريخ الفكر الغربي والعربي، في إطار جناح خاص، يهتم بمكامن وخصوصية وتيارات واتجاهات الأدب الألماني من خلال كُتّاب عظماء وأعمال رصينة تركت أثراً كبيراً وملهماً في آداب العالم، وفي الصورة بعض أبرز مبدعي وكُتاب ألمانيا أمثال: يوهان غوته، ومارت لوثر، وفريدريك شيلر، وتوماس مان، وفريدريش هولدرلين، وبرتولد بريخت، وغونتر غراس، وآخرين كثر ضمن تلك القائمة الذهبية من عباقرة الأدب الألماني.

لسان جيل
وعلى الرغم من قصر حياة بورشرت (رحل في أحد مستشفيات بازل عن 26 عاماً)، فقد استطاع أن يكون أكثر الأصوات الألمانية قدرة على التعبير عن جيل الجنود الشبّان العائدين من الحرب العالمية الثانية، وجيل الشباب الذي تعرّض لخديعة الحرب الكونية ودفع ثمن أهوالها، وعلى الرغم من مرور نحو 75 عاماً على وفاة هذا الكاتب، فما زالت أعماله تتمتع، لرمزيتها، براهنية كبيرة في الثقافة الغربية والعالمية، وما زالت تستطيع مخاطبة كل من مّر بتجربة الحرب وفقدان الوطن.

ولهذا لقيت أعمال بورشرت، ولا تزال تلقى، إقبالاً كبيراً من المترجمين في العالم، وقد نقل جزء كبير من قصصه إلى «العربية» منذ فترة مبكرة من النهضة الثقافية والأدبية العربية في فترة الستينيات، وترجمت بعض قصصه أحياناً أكثر من مرة في المجلات والدوريات العربية، مثل قصة «الخبز»، و«ساعة المطبخ»، و«الجرذان أيضاً تنام في الليل»، و«سنّ الأسد»، و«زهور الجرانيا الحزينة»، وكذلك مسرحيته «في العراء أمام الباب»، وينظر النقاد عادة إلى أعماله على أنها الأكثر تفاؤلاً، برغم أنها صدرت في فترة ما يعرف بـ«أدب الأنقاض» بما تحمله من آمال عريضة في الخلاص من ثقافة الحرب وخطاب الكراهية والتطرف الفكري.

عوالم بورشرت
ولعل قرّاء العربية قد اكتشفوا عوالم بورشرت ابتداءً، عندما ترجم مجدي يوسف مسرحية «أمام الباب» إلى «العربية» عام 1962، وفي عام 1966 ترجم له فؤاد رفقة، قصة «في هذا الثلاثاء»، وفي عام 1994، تم عرض مسرحيته «في العراء أمام الباب»، على خشبة مسرح الرشيد في بغداد، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العراقي. وقد اعتبر الروائي المصري إبراهيم أصلان قصته العالمية «الخبز» تعبيراً عميقاً عن حرب هائلة (الحرب العالمية الثانية)، من دون أن تأتي على ذكر هذه الحرب بكلمة واحدة، وهو ما جعله كاتباً طليعياً يحظى بقدر غير قليل من الاهتمام لدى النقاد والقراء، وصاحب لغة خاصة في الكتابة عن معاناة البشر ومصائرهم التي قد توضع اعتباطاً على المحك بفعل الحروب وأهوالها. 
وفي السياق ذاته، أصدرت أيضاً وزارة الثقافة الأردنية عام 2009، مجموعة قصص مترجمة لهذا الكاتب بعنوان «الملوك الغامضون الثلاثة،» بترجمة علي عودة، بعد سلسلة مجموعات تمت ترجمتها أيضاً عن الألمانية للمترجم نفسه: «حمامات إليا»، «العائلة المكابرة»، «عودة الذئاب»، وغيرها من روائع هذا الأديب الألماني الجدير بكل تقدير.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©