الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مريم ناصر: على الأديب ألا يتمترس خلف «الجندر»

مريم ناصر
26 يونيو 2021 00:20

محمد عبدالسميع (الشارقة)

تثق الكاتبة مريم ناصر بمقدرة الأدب الإماراتي على إنضاج الساحة الثقافية بالأفكار والثيم اللازمة لاستمرار الإبداع، مهتمةً بأن يكون الأديب هو ذاته دون أن يكون نسخةً عن غيره، ولذلك فهي تتأنّى في إصداراتها مستدعيةً طفولتها وما كتبته عبر مراحل الثانوية والجامعة والكتابة المبكرة في الصحف، نحو مشروع لا تحصر نفسها خلاله فقط بالكتابة للأنثى أو التمترس في دائرة «الجندر».

  • غلاف «ما بعد حكايا الجن» (من المصدر)
    غلاف «ما بعد حكايا الجن» (من المصدر)

«حكايات أنثى»
كتبت مريم النصوص القصيرة «حكايات أنثى»، ونصوصاً لم تختر لها عنواناً بعد، فيما هي تعكف على رواية من سنوات تاركةً لمداها الزمني والإبداعي أن يسير إلى غايته الطبيعية لتصل إلى مرحلة النشر، وتشرح أنّ «حكايات أنثى» عنوان لصفحة مقالها الشهري، متأنيةً في النشر ومراعيةً فهم القراء للأبعاد الفكرية والجمالية التي ينطوي عليها هذا العمل، مفرّقةً بين المقالة الصحفية والكتابة الإبداعية في الشروط والتقنيات، وهذا ما يتضح عبر مجموعتها القصصية «ما بعد حكايا الجن».
وتؤكّد أهميّة النشأة المبكّرة في الثقافة والاطلاع وتوسيع الآفاق والمنافذ، عارضةً تجربتها من خلال النهايات المفتوحة لقصص وحكايات الأمّ، ليكون الفضاء إنسانيّاً يحمل رسائل تُغمّس من صحن الإبداع، ولذلك فهي تعتبر أنّ كلّ تظاهرة أدبية وثقافية أو معرفيّة، مثل معارض الكتاب أو غيرها، تصبّ في هذا الاتجاه.
وانطلاقاً من الحسّ الإنساني الذي تعتمده، لا ترى ناصر في إقحام الأديب لما يُعرف بالتابوهات الثلاثة: الدين، الجنس، السياسة، سبباً كافياً لشهرة العمل الإبداعي، حتى وإن كانت هذه العناصر ذات بريق معين، موضّحةً أنّها أحياناً تتقمّص دور الرجل للكتابة عن قضاياه، لأنّ النص يطلب شخوصه وأفكاره بتلقائيّة دون أن نؤطّر ذلك بمحددات قد تلغي الرونق وتجعل من الكتابات مترهلةً وذات زوائد واضحة على هذا النص.
وتهتم الكاتبة برائحة الورق والكتاب والتأسيس الإبداعي القديم والحديث من خلالها، ذاهبةً إلى أنواع النقد التي تفاجئ الساحة الأدبيّة بنقد غير موضوعي على وسائل التواصل يعتمد الشخصنة والهدم وربما الإقصاء، في حين نحتاج إلى النقد الأصيل بالدرس والتخصص والرؤية الواسعة لعالم الجمال.

نضج التجربة
تعلّمت مريم ناصر كتابة السيناريو وتحويل النصوص إلى أفلام، وهو أمر ينضج بالتجربة والخبرة، وترى أنّ تنوّعها في كتابة المقالة والقصّة وغير ذلك من الحقول والأجناس الأدبيّة تُحمّلها مسؤولية أن تتمهل لتقديم ما تثق به في النهاية، مؤكّدةً أنّ الوظيفة كثيراً ما تقف أمام المبدعين في تحقيق طموحاتهم ونتاجاتهم الإبداعية، داعيةً إلى تبني المؤسسات لفكرة التفرّغ الإبداعي التي طرحتها لتهيئة الظرف المناسب للأدباء.
وتنصح الشباب بأن يقرؤوا كثيراً ويطّلعوا ويتزوّدوا بالثقافة وتنويع الرؤى والتلاوين المعرفية والاحتكاك الإبداعي بأصحاب الخبرة، كما تنوّه إلى مسألة أن يعيش الكاتب النصّ وأن يكون هو ذاته دون أن يتحدد بماذا يريد القرّاء، خوفاً من التنميط وفقدان النصوص لذات الكاتب الأساسية في نجاح أيّ عمل، في الشعر والقصة والرواية وغيرها من الأجناس الأدبيّة.
كما تدعو إلى أن يواكب النقد أعمال هؤلاء الشباب، وأن يتوخّى الشباب أنفسهم بصمةً إبداعيّة، مؤكدةً أن جرأتها في طرح القضايا لاقت اهتماماً نقديّاً نابعاً من التطوّر الطبيعي للنصوص، وهي جرأة ترى أنّها ليست مقحمةً على النصّ بل لها ما يسوّغها، خصوصاً في قضايا المرأة، التي تحاول كثيراً في كتابات معيّنة أن تسميها «الأنثى»، باعتبار الأنثى كلمة جماليّة ووجهاً آخر لقصيدة من كلمة واحدة، داعيةً إلى تجاور الحقول الأدبية والفنيّة لإنجاز عمل ناضج ومتكامل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©