السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

العين قصص في كتابات الرحالة.. استكشاف المدينة في عيون الآخر

من الفعالية
25 سبتمبر 2021 00:10

سعد عبد الراضي وهويدا الحسن (العين)

انعكست مكانة مدينة العين التاريخية والتراثية والحضارية وخصوصيتها على فعاليات معرض العين للكتاب الذي وضعها على برنامجه الثقافي من خلال أكثر من جلسة إحداها عقدت أمس الأول بعنوان «العين.. قصص في كتابات الرحالة».
إلى ذلك، أكد الباحث والمؤرخ حمدان الدرعي أن مدينة العين حظيت بمكانة مهمة على اختلاف العصور، حيث استطاعت هذه الواحة وارفة الظلال، وفيرة المياه أن تأسر قلوب من عاشوا فيها، ولا تزال الشواهد التاريخية قائمة على أصولها وشاهدة على معاصرة هذه الواحة للعديد من الأزمنة والحقب التاريخية، مستعرضاً عدداً من كتابات الرحالة والمستشرقين عن مدينة العين مدعمة بصور ووثائق تاريخية تؤكد أهمية واحة العين الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية والديموغرافية.
ومن ضمن الوثائق التي عرضها الدرعي ملف يحتوي على تقرير واحد جمعه العقيد مايلز، الوكيل السياسي في مسقط أثناء زيارته للمنطقة عام 1875، ويحتوي على وصف شامل للسمات الجغرافية والنباتية للمنطقة بين مسقط والعين والواحات الأخرى، مشيراً إلى أن تقرير مايلز يعد سرداً شخصياً لانطباعاته عن الآثار والنجوع في المنطقة، وأصولها القديمة في الأساطير وما أصبحت عليه في الوضع المعاصر، كما رسم مايلز خرائط أولية عن التوزيع الجغرافي للواحات.

  • جانب من جلسة العين قصص في كتابات الرحالة (الاتحاد)
    جانب من جلسة العين قصص في كتابات الرحالة (الاتحاد)

وقال الدرعي «السير بيرسي كوكس أقام في منطقة الخليج العربي في الفترة من 1904إلى 1919 حيث تم تعيينه أول مقيم سياسي بريطاني بالإنابة في الخليج العربي، وذكر السير كوكس في كتاباته أنه أبحر من مسقط إلى أبوظبي عام 1902 ومن ثم توجه ومرافقوه بالجمال إلى واحة العين، كما جاء على ذكر بناء قلعة الجاهلي على يد الشيخ زايد الأول الذي وصفه كوكس بأنه رجل شديد الكرم تكفل بدعم رحلته، بالإضافة إلى مدح نظامه في الحكم».
وتابع: وأما «الرحالة أوشيا فكان شخصاً غير مألوف، وكان يعمل في سلاح الطيران البريطاني وقد جاء إلى الجزيرة العربية بطائرة ألمانية ووصل بها إلى دبي في نوفمبر 1944، وقد قام بزيارات عدة إلى العين، إلا أن أجمل رحلاته كانت تلك التي قام بها لصحراء الربع الخالي وبهذا أدرج اسمه مع المستكشفين البريطانيين المشهورين للربع الخالي أمثال توماس وفيليبي وثيسجر».
وتناول الدرعي ألفريد ثيسجر الذي كان مبعوثاً من قبل شركة الشرق الأوسط لمكافحة الجراد إلى عمان للسفر إلى الربع الخالي من أجل جمع معلومات عن تنقلات الجراد. 
وفي عام 1949 جاء ثيسجر إلى العين حيث استقبله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد رافقه في بعض رحلات الصيد، وسجل إعجابه الشديد بشخصية الشيخ زايد وحب شعبه له، حيث كتب قائلاً: «لقد أحبوه لأسلوبه السهل غير الرسمي ولطفه الشديد، واحترموا قوة شخصيته وذكاءه وحكمته وقوته»، وقد كتب ثيسجر بكل إعجاب عن تجمع الحشود حول الشيخ زايد أينما ذهب، محاطاً بالاحترام والاهتمام الكبيرين. وأشار الباحث إلى أن ثيسجر آخر الرحالة الكلاسيكيين في تلك الحقبة الزمنية التي تسبق إقامة الاتحاد.وسلطت الجلسة الضوء على عدد من سجلات حكومة الهند البريطانية، وكتابات الوكلاء السياسيين البريطانيين لما لها من أهمية في رصد التحولات السياسية والاقتصادية والأوضاع المعيشية، والتأكيد على أهمية واحة العين التاريخية والاستراتيجية والسياسية والثقافية.

  • شعراء يتحدثون عن أثر العين على قصائدهم (الاتحاد)
    شعراء يتحدثون عن أثر العين على قصائدهم (الاتحاد)

التاريخ الإبداعي لشعراء العين
نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض العين للكتاب وبالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أمس الأول محاضرة بعنوان «تاريخ القصيد.. شعراء العين يحتفون بـ50 عاماً من الإبداع» قدمها الباحث والمؤرخ الدكتور راشد أحمد المزروعي والشاعر والإعلامي بطي المظلوم السويدي. 
وقال المزروعي: «شعراء التغرودة في العين من أبرز الفنون الشعبية التي لها قافية واحدة ولا تزيد عن 8 أبيات، ولها لحن واحد في كل العصور ولها موضوع واحد»، موضحاً أن العين أخصب منطقة في إبداع التغرودة وتتميز بوجود قبائل بدوية والقبائل أساس التغرودة، وذكر محمد بن حم العامري الذي عاصر الشيخ زايد الكبير، وكان يجول في الأماكن وله تغاريد في شتى أنواع الحياة، ثم قرأ بعضاً من تغريداته. 
وتحدث الشاعر بطي المظلوم، مدير مجلس الحيرة الأدبي، عن مجلس شعراء العين، وذكر فترة التأسيس التي جاءت بأمر من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبدأت في إذاعة أبوظبي حتى صارت برنامجاً تلفزيونياً. وذكر أسماء عدد من الشعراء الذين كان لهم دور في انتشار مجلس شعراء العين، وكذلك الشعراء الذين انضموا إلى المجلس بعد ذلك. وذكر مظلوم أن تلفزيون أبوظبي كان له دور كبير في الاهتمام بشعراء القبائل. وقال إنه عايش فترة كبيرة من تلك الأجواء وكان عدد شعراء المجلس يصل إلى أربعين شاعراً. وتحدث عن الشعراء وعطاءاتهم الأدبية كمحمد بن راشد الشامسي الذي أسهم في نجاح المجلس وكذلك علي بن راشد السبع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©