الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المفتاح كنص تعبيري في أعمال رشيد الكريشي

لوحة للفنان رشيد لكريشي (من المصدر)
30 يوليو 2022 00:05

محمد نجيم ( الرباط)

ترتكز التجربة الجمالية للفنان التشكيلي المغربي رشيد الكريشي على أسس جمالية تنهل من الانطباعية والتجريدية، ورؤية جمالية مليئة بالمفردات الجمالية المثقلة بالمعاني والرؤى بعمق دلالي يكشف عن رؤيته للأشياء وللعالم وفق سرد بصري مشحون بالحركة والألوان والخطوط، التي تستمد خاصيتها وهويتها من الثقافة المغربية بغنى رموزها وعناصرها الجمالية. فبعد عدد من معارضه الفردية والجماعية، التي شارك فيها داخل المغرب وخارجه، يعود هذا الفنان ليقدم أحدث معارضه الذي يشتغل فيه على المفتاح بماله من رمزية في المخيال الإنساني، حيث يقول: «سافرت عبر الخيال إلى زمن بعيد حيث استوقفتني مجموعة من المفاتيح القديمة، تعج بعبق التاريخ، لم يعد يسند إليها أي دور في هذه الحياة التي تسابق الزمن في التطور والرقمنة. تحدثت إلى تلك المفاتيح لاستفزازها وإعادة قيمة مضافة لها وأكثر من ذلك انبهرت بقوة رمزيتها، وبساطة شكلها، والكم الهائل من الدلالات التي تحيلك على ماض بعيد ومستقبل مشرق يفتح لك أبواب الأم، فقررت أن أغير مهنتها وأوظفها توظيفاً يليق بمقامها، على أن تطل علينا إطلالة جديدة عبر أعمال تشكيلية تبرز جمالياتها وتفتح أبواب الخير، وتزرع بذور الأمل لكل من نظر إليها».

ويهندس الفنان رشيد الكريشي ، التوافقات والتوازنات، فيما يزرع الشكل الدال الوحيد الذي يرسم هيئة المفتاح القديم المستخدم في الأبواب والبوابات الخشبية الكبيرة، ويعمل على الدفع باختزاله إلى حد الاحتفاظ بدائرة قبضته فقط (الدائرة)، بحيث يأتي الأسود، ولاسيما في جانبه الغرافيكي، ليستنبط دلالات الفتح والغلق ضمن ثنائية تعكس الكثير من التأويلات الموازية للحماية والتملك، والانفتاح بخاصة: الباب المفتوح، القلب المفتوح، اليوم المفتوح، الخطاب المفتوح، العين المفتوحة، مفتاح الحياة، وما يلي ذلك من دلالات، كما قال الناقد بنيونس عميروش، خلال افتتاح المعرض المنظم في مدينة الرباط، مضيفا: هكذا تنبثق صورة المفتاح كعلامة تخلق مداخل للقراءة والتأويل، وفق ما تستقبله العين وما ينتجه الإدراك.
أما الناقد الفني محمد بن حمزة فقال في كلمته : «مفاتيح الفنان رشيد الكريشي المتناثرة هنا وهناك تجذبك قوة رمزيتها واختلافها وبساطة شكلها، حتى لتكاد تصبح قافية توحد بين اللوحات الفنية وتخلق توازنا بين سمفونية التجربة التشكيلية ككل، وللتذكير فإن هذه المفاتيح تذكرنا بحقبة زمنية تختزن ذاكرة من عبق التاريخ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©