الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مكي والغانم والهاشمي يتحدثن عن تجاربهن في «عائلة مبدعة»

جانب من الجلسة (من المصدر)
21 نوفمبر 2022 01:52

هويدا الحسن (العين)

نظم مهرجان العين للكتاب، بالتعاون مع صالون الملتقى الأدبي، أمسية فنية ثقافية تحت عنوان «عائلة مبدعة»، استضاف خلالها الفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي والشاعرة والمخرجة نجوم الغانم، والفنانة التشكيلية الشابة زينب الهاشمي، للحديث عن تأثير البيئة الثقافية والاجتماعية في تشكيل موهبة الفنان، وأدارت الحوار أسماء المطوع، مؤسس ورئيس صالون الملتقي الأدبي.
وتحدثت الدكتورة نجاة مكي عن بداياتها الفنية وعشقها للرسم الذي بدأ في مرحلة مبكرة من عمرها، وعن دعم الأسرة لها لتصبح رائدة من رواد الفن التشكيلي الإماراتي، حيث كانت أول امرأة تحصل على منحة لدراسة الفنون في الخارج عام 1977، وحصلت على البكالوريوس والماجستير في النحت البارز من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ثم حصلت على شهادة الدكتوراه في فلسفة الفن، وأقامت الكثير من المعارض داخل وخارج الإمارات.
 وقالت مكي إن رسالة الدكتوراه كانت في دراسة المسكوكات المعدنية قديماً وحديثاً، وأكدت أن دراستها للميثولوجيات في مختلف الحضارات الإنسانية قد أثرت كثيراً على أعمالها الفنية، خاصة الحضارة الإغريقية التي تزخر بالأساطير، وقد استلهمت منها موضوع معرضها المصاحب لرسالة الدكتوراه، حيث صورت العملة على أنها جبل من الذهب وفيه جنيات يحرسنه، وكان ذلك تأثراً بالحضارة الإغريقية. ولكن قبل هذا كله، فقد تأثرت مكي بالبيئة المحيطة بها، حيث اعتادت من الصغر مراقبة حركة البحر والسفن من شرفة منزل والدها المطل على خور دبي، ولذا حرصت على توظيف التراث في لوحاتها بطرق مختلفة، مزجت فيها بين الألوان والمواد الطبيعية، مثل الحناء والنيل، وغيرها من المواد الموجودة في بيئتها المحيطة، وقد أهدت مكي أعمالها الفنية كافة لمتاحف الشارقة امتناناً لصاحب السمو حاكم الشارقة باعتباره راعياً للثقافة والفنون، وداعماً للمبدعين.
وفيما يتعلق بتأثر بقية أفراد العائلة بها، قالت مكي إن ابنة شقيقتها نجوم الغانم اعتادت منذ الصغر مصاحبتها إلى المعارض الفنية التي تقيمها، وكانت دائماً ما تراقبها أثناء رسمها للوحات، أما زينب فهي ابنة صديقتها وتعتبرها جزءاً من العائلة، وقد شهدت ميلاد موهبتها عندما كانت أمها تحضر لي رسوماتها وهي طفلة صغيرة، وقد تنبأت لها بأنها ستصبح فنانة كبيرة في المستقبل، وأكدت مكي أن ارتباط الفنان بالبيئة المحيطة به ارتباط روحي به مؤثرات بصرية تؤثر فيه وفي الفن الذي يقدمه، مضيفة: «لقد عشنا جميعاً في منزل واحد وتأثرنا ببعضنا بعضاً».

الرسم والسينما
ومن جانبها، تحدثت نجوم الغانم عن علاقتها بخالتها نجاة مكي، وتأثير هذه العلاقة في موهبتها الفنية، قائلة: «كنت محظوظة لتربيتي في بيت جدي الذي كان فيه الكثير من الاهتمام بالفنون والأدب والتصوير والثقافة، وكنت أراقب خالتي وهي ترسم وأتتبع خطاها، وهو ما زرع بداخلي حب الفن والأدب. وفي منزل جدي تعرفت على أدب نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وأشعار نزار قباني، واستمعت إلى أسطوانات فيروز، فكان من الطبيعي أن أتشبع بالفن، ثم تعرفت على الفنان الراحل حسن شريف وأنشأنا مجموعة (أقواس)، وقررنا تقديم شيء مختلف عن سياق التراث والتقليد، فاعتمدنا أسلوب الصدمة للجمهور بتقديم أعمال مفاهيمية، حيث نوجد كفنانين ونقدم نشاطاً فنياً حياً للجمهور. ثم سافرت إلى أميركا لدراسة الفن لدعم موهبتي، وكان تخصصي هو السينما، ولكن يظل شغفي الحقيقي هو الرسم والشعر، وقد حرصت في تجربتي السينمائية على الاهتمام بالإنسان، وعلى عكس من يقيمون تلك التجربة ويربطونها بالتراث، فأنا أحرص دائماً على التأكيد أنني لا أقدم تراثاً، ولكني أركز على الشخصيات التي أثرت المجتمع فنياً مثل الدكتورة نجاة مكي وحسن شريف وآخرين، وأرى دوماً أن الفن يرتبط بطاقة عليا تتجاوزنا كأشخاص».

البداية بالبورتريه
تحدثت زينب الهاشمي عن تجربتها الفنية قائلة: «ورثت الفن عن والدي الذي يعمل بالإنتاج الفني، وبدأت الرسم في سن صغيرة، حيث كنت أرسم بورتريهات، وكانت أمي تجمع تلك الرسومات وتعرضها على الدكتورة نجاة مكي عندما كنا نزورهم في الأعياد، فبدأت أشعر بالمسؤولية تجاه ما أرسمه، وكانت نصيحة الدكتورة نجاة لي هي أن أرسم ما أشعر به ولا أنسخه بل أرسمه بالطريقة التي أشعر فيها. وأنا أعتبر نفسي من الجيل الثالث للفنانين الذين استفادوا من تجارب وثقافة الجيلين السابقين لنا. وعندما درست الفن أخذت وقتاً طويلاً في التجارب الفنية من حيث استخدام الخامات والمنهج الذي أتبعه في أعمالي الفنية التي أقدمها، واستخدمت خامات كالحديد والصخر وجلود الإبل وغيرها من الخامات التي تساعدني في تكوين أشكال هندسية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©