الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

انطلاق المنتدى الأول لتحالف «ألف» في أبوظبي

انطلاق المنتدى الأول لتحالف «ألف» في أبوظبي
7 مارس 2023 01:36

سعد عبد الراضي (أبوظبي)

انطلقت صباح أمس، بالمجمع الثقافي، بالشراكة مع دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، أعمال المنتدى الأول، لمؤسسة التحالف الدولي من أجل حماية التراث في مناطق النزاعات «ألف» بأبوظبي، الذي ينعقد لمدة يومين متتاليين، وقد ألقى معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ونائب الرئيس وممثل الإمارات العربية المتحدة في مجلس «ألف»، كلمة افتتاحية شكر فيها القائمين على المؤسسة والداعمين لها، والمشاركين في المنتدى والحضور، كما ثمن الجهود المبذولة من قبل المؤسسة وشركائها، للمحافظة على التراث العالمي، مؤكداً أهمية العمل الجماعي المستمر من أجل حمايته وصونه سواء من تأثير الصراعات والتغير المناخي وكل ما من شأنه أن يؤثر على استمراريته.

التصدي للتحديات
كما شهد افتتاح المنتدى كلمات عدد من المسؤولين في المؤسسة، شارحين ومدللين على ما تقوم به «ألف» من أجل حماية التراث بالتعاون مع الشركاء. وكان من أبرز المتحدثين باريزا خياري، نائب الرئيس وممثل فرنسا في المجلس، كما تحدث فاليري فريلاند المدير التنفيذي لـ«ألف»، إلى جانب الدكتور ساندرا بياليستوك، مدير الاتصالات والشراكات بالمؤسسة، وكريستا بيكات، مدير الثقافة.
ويأتي المنتدى احتفاءً بالذكرى السادسة لتأسيس التحالف الدولي من أجل حماية التراث في مناطق النزاعات. ويجمع كذلك أعضاءً من حوكمة مؤسسة التحالف الدولي وممثلي شركائها، وغيرهم، كما يوفر فرصة لمراجعة الأعمال والإجراءات التي تم تنفيذها منذ مارس 2017، والتصدي للتحديات الرئيسة التي تواجه حماية التراث في مناطق النزاع. ويتيح المنتدى أيضاً للمشاركين الفرصة لتبادل أفضل الممارسات، وتعزيز الروابط بين شركاء مؤسسة التحالف الدولي.

إنجازات مشهودة 
ويتضمن المؤتمر في يوميه عدداً من الجلسات المهمة التي توثق التجارب خلال السنوات الست، بمشاركة نخب ثقافية وتراثية من دول مختلفة من العالم، وتعرج الجلسات على كل التفاصيل الداعمة لحماية التراث، سواء من الصراعات أو من التغير المناخي الطارئ في أي منطقة تراثية بالعالم، وكذلك دعم السلام في هذه المناطق بما يحقق الهدف الأساسي، وهو حماية التراث الإنساني من أي حدث يعيق استمرارية وهجه.
نشأت مؤسسة التحالف في مارس 2017 استجابة للدمار الهائل الذي لحق بالتراث الثقافي، على مدى العقدين الماضيين، لاسيما في منطقتي الشرق الأوسط والساحل الأفريقي. وتشرف «ألف» حالياً على حماية المواقع الثقافية في المناطق المحرومة ومناطق الحروب، وقد لعبت المؤسسة على مدى تاريخها الممتد لست سنوات دوراً رئيساً في تمويل ودعم أكثر من 180 مشروعاً في 30 دولة بـ5 قارات.
جدير بالذكر أن التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (مؤسسة ألف)، هو صندوق عالمي رائد مكرس حصرياً لحماية التراث في مناطق النزاع وحالات ما بعد النزاع. وقد تم إنشاؤه استجابة للتدمير الهائل الذي شهده التراث الثقافي، والذي ما فتئ يتزايد في السنوات الأخيرة نتيجة للإرهاب والحروب في منطقتي الشرق الأوسط والساحل الأفريقي. وتعمل المؤسسة على اختيار وتمويل مشروعات حماية أو تأهيل الآثار والمواقع والمتاحف والمجموعات الفنية والمخطوطات، وأماكن العبادة والتراث غير الملموس، وتقوم بمعاونة مجموعة من الشركاء بإدارة وتنفيذ هذه المشاريع، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الثقافية.
 وتتلخص طريقة عمل مؤسسة «ألف» في: الفاعلية، والسرعة في التنفيذ، والعمل في الميدان. وبالفعل، فقد التزمت المؤسسة بتقديم 50 مليون دولار أميركي لدعم 180 مشروعاً في 30 بلداً حول العالم. وتعتمد إدارة المؤسسة في عملها على عقلية شبيهة بتلك التي تتبعها الشركات الناشئة، الأمر الذي يزيد من مرونتها وسرعة استجابتها للأزمات، كما برهنت مؤخراً على ذلك عندما اندلعت النزاعات في أوكرانيا. وتتمثل أولوية مؤسسة «ألف» في دعم المشاريع الملموسة والعمل بشكل وثيق مع السلطات والمجتمعات والجهات الفاعلة المحلية. ومؤسسة «ألف» هي نتاج شراكة بين القطاعين الخاص والعام، كما أنها تضم سبع دول أعضاء منذ تأسيسها، وهي: الصين وفرنسا والكويت ولوكسمبورج والمغرب والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. هذا بالإضافة إلى ثلاث جهات مانحة خاصة أي د. توماس كابلان ومؤسسة جاندور للفنون ومؤسسة أندرو و. ميلون، وسويسرا، البلد المضيف لها. ومنذ ذلك الحين، تعهدت مؤسسات ودول أخرى بالتزامات تجاه مؤسسة «ألف»، بما في ذلك إمارة موناكو وسلطنة عُمان ورومانيا. ومؤخراً، أعرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبي عن دعمه للجهود التي تبذلها المؤسسة.

معرض مصاحب 
وإلى جانب أعمال المنتدى التي تستمر على مدى يومين، يقام معرض مصور يوثق حجم الجهود التي بذلتها المؤسسة وما زالت تبذلها، في حماية وصون التراث العالمي، حيث تروي صور المعرض المصاحب قصة التراث الذي كان وما زال ضحية جانبية للنزاعات، وهدفاً لها وسلاحاً يتم استخدامه بصفة متزايدة أثناء الحروب. وبالتوازي مع المعرض ستكون هناك تجربة واقع معزز لهذا الغرض. ومن خلال هذه الصور نرى كيف أن حماية التراث في مناطق النزاع، أو في الحالات التي تليه، تساهم في تجديد الأمل وخلق حوار بين الثقافات وبين الأديان، وفي تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة من أجل بناء السلام. ويدفعنا إلى أننا عندما نتأمل جمال التراث الإنساني، لا يسعنا إلا أن نتذكر إنسانيتنا المشتركة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©