السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

غرائبيات الفنان «مو باعلا» تصطدم بخيال المتلقي

من أعمال مو باعلا (من المصدر)
22 ابريل 2023 00:42

محمد نجيم (الرباط)

مؤخراً، وفي معرضه بمدينة الدار البيضاء، قدم الفنان التشكيلي المغربي (مو باعلا) أحدث أعماله التي يطرح فيها تمثلاته الجمالية للواقع، وما عاشه وشاهده في طفولته بحركات وتفاصيل دقيقة، مشتغلاً على الأبعاد والزوايا التجريدية لطرح فكرته بالشكل الجمالي، الذي يبهر المتلقي ويمنحه السحر النابع من قوة الألوان والعلامات والرموز والإشارات السريالية الغامضة، التي تطرح الكثير من التساؤلات والألغاز المثبتة في العمل الفني، والتي يوظف فيها الفنان، بسيولة لونية وتفاصيل دقيقة، مهارته العالية لتطويع الأشكال والرسوم الغرائبية التي يستلهمها الفنان من التراث المغربي والثقافة الشعبية والأساطير المحلية.
أعمال الفنان مو باعلا منفذة على وسائط مختلفة: الخشب، الورق المقوى، الجلد، الحجر، الخزف ومواد أخرى من مخزون طفولته، وما كان يراه من كتابات حائطية على جدران مدينة العريقة «تارودانت»، وهي أشكال وخربشات تعكس تمرّد الشباب. وغالباً ما يصف النقاد أعمال الفنان مو باعلا بأنها تصطدم مع خيال المتلقي لأنها قادمة من عوالم غرائبية وسوريالية. ففي أعماله سوريالية مُفرطة قائمة على اختلاط المواضيع وعشوائية الصور والتيمات والمواضيع المطروحة في النص البصري، لأن الفنان يبتكر عالمه الخاص كوسيلة للهروب من الواقع اليومي.
حضور في الغياب
تتناول أعمال الفنان مو باعلا مشاكل معقدة عاشها في طفولته كاليتم والحرمان من الوالدين، وهو يقول: «دائماً ما كنت أشكك في طبيعة العلاقة بين الحضور والغياب، كتلك الرابطة التي تجمعني بوالديّ، فعلى الرغم من غيابهما فإنني أراهما في كل ركن، وأشعر بوجودهما في كل التفاصيل من حولي، فهما غائبان وحاضران في الوقت نفسه».
مو باعلا فنان، كما وصفه الناقد الفني ياسر سلطان «متعدد التخصصات، فهو يمارس العزف والغناء بالقدر نفسه، والكيفية التي يشكل بها أعماله الفنية الموسومة بالتمرد على النمط إلى حد الجموح أحياناً. لا تستطيع أن تضع حاجزاً بين حياة مو باعلا الشخصية وممارساته الفنية، إذ يمتزج كلاهما في قوام واحد ومتناغم. ما يرتديه من ملابس مثلاً لا يختلف عما يعرضه من لوحات ورسوم. هو يرسم على أي شيء وبأي خامة، كما يؤلف الموسيقى، وينشئ تجهيزات ذات ألوان صارخة، مستحضراً لعناصر ومفردات من حياته اليومية، أو مبتكراً لأشكال جديدة وخيالية. تمزج أعمال الفنان المغربي دائماً بين التجهيز والنحت والرسم والغرافيتي والتصوير الفوتوغرافي، وهو يشكلها من طريق العناصر ذات الألوان الزاهية والزخارف البراقة التي يستلهمها عادة من الصناعات الحرفية التقليدية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©