السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كيف حفظت السير الشعبية تراثنا الثقافي؟

المشاركون في صورة جماعية (من المصدر)
27 مايو 2023 01:07

فاطمة عطفة (أبوظبي) 

«كشف الكنوز الخفية.. كيف حفظت السير الشعبية تراثنا الثقافي» هو عنوان الجلسة الحوارية التي عقدت بمسرح آيا صوفي ضمن الأنشطة الثقافية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب. شارك في الجلسة الدكتور محمد شحاته العمدة، باحث في التراث الشعبي، والدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وأدارت الجلسة الدكتورة ضياء الكعبي أكاديمية وناقدة. وفي البداية قالت الدكتورة ضياء الكعبي: إن السير الشعبية العربية هي نص ثقافي منفتح على مختلف ما أنتجه الإنسان العربي في تاريخه، في شتى المجالات الثقافية والسياقات الحضارية للذات العربية، في مختلف بناها الذهنية والفكرية، كما تمثل مجالاً للبحث عن المتخيل العربي الإسلامي، بوصفه خزاناً رمزياً مؤسساً لأنساق ثقافية فعالة شكلت النظرة إلى الذات والآخر في الثقافة العربية الإسلامية والسير الشعبية العربية، من خلال أرشيفها الضخم وضخامة متونها التي تصل إلى آلاف الصفحات، وهي أحد المكونات الرئيسة للسرد العربي القديم بسبب أنها تنتمي، حسب الفرز النخبوي العربي القديم إلى ثقافة العامة. 
بناء سردي
وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم إن السيرة الشعبية تختزن التاريخ والجغرافيا والأدب والشعر وغيرها في بناء سردي طويل ومستمر كما تمثل مجالاً للبحث عن المتخيل العربي حيث تعتبر السيرة من أهم الأجناس الأدبية في التراث الشفهي. وأضاف أن الاستدامة في السيرة الشعبية تؤكد على الكثير من المعطيات البيئية والعلاقات الاجتماعية التي تضمن سلامة المجتمع وسلامة البيئة.. مؤكداً جهود معهد الشارقة للتراث كمؤسسة عربية تحت مظلة اليونسكو، يسهم بشكل كبير في الحفاظ على الرواة ويدعمهم في نشر النتاجات المتعلقة بالصيغ الشعبية والسرد الشفهي. 
وأشار إلى السير الشعبية في منطقة الخليج، وقال إن السيرة فيها كثير من الإضافات والراوي في الخليج يختلف عن الراوي في دمشق، أو مصر لأن هناك قارئاً يروي شفهياً، ولكن عندما التقى البحارة في الخليج نقل الرواة السيرة الهلالية التي أثرت حتى في الشعر مثل «البحر الهلالي»، وهو البحر الذي لا يستطيع أن يكتب فيه إلا الشعراء الكبار، وفيه (المهمولة) أي أنه يهمل قافية الشطر الأول ويصوغه من قافية واحدة. وأضاف الدكتور المسلم أن السيرة الذاتية أخذت الكثير من الحكايات التي لا تمت للسيرة الهلالية، ومن أهم الأمور التي يجب أن يراها الباحث السرد الروائي الذي يعتمد على سرد الرجال بينما الحكايات الشعبية تكون من تقديم النساء، وفيها الخرافة.
حائط صد
ومن جهته قال الدكتور محمد شحاته العمدة إن السير الشعبية هي نتاج تاريخ وقيم وأخلاق وأحلام وعادات وتقاليد ومعتقدات الشعوب في الأزمنة الماضية، فمثلاً بعضها رصد الحروب والصراعات التي دارت بين القبائل قديماً على الماء والكلأ، كما حدث في هجرة بني هلال لأرض تونس.
وذكر أن بعضها يرصد الحوار بين الشعوب والأجناس المختلفة، حيث يحاول كل طرف أن ينتصر ويرد اعتباره كما حدث في سيرة «فيروز شاه الفارس»، الذي عشق فتاة عربية وهي عين الحياة ابنة ملك اليمن، وبعضها يغوص بنا في الخيال بين عالم الجن والإنس كسيرة «سيف بن ذي يزن» الذي تربى بين الجن وكانوا يحاربون معه وكان له حصان سحري! وبعضها يؤرخ للتاريخ الشفهي للقبائل مثل سيرة «الزير سالم» التي تؤرخ لحرب البسوس التي استمرت 40 سنة. وأشار إلى أن السير العربية حافظت على الثقافات العربية وكانت حائط الصد في هذه الأمور.. لافتاً إلى أن الذي جعل السيرة الهلالية مشهورة هو تعدد السير، والتداول الشفهي الذي شكل أساس التداول فيها والتفاعل عند رواية السير.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©