عدد اليوم
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
يأخذنا كتاب «البلاستيك على المائدة.. متى وكيف صرنا نأكل البلاستيك»، للكاتب والعالم الإيطالي سيلفيو غريكو، بترجمة للدكتور ناصر إسماعيل، ومراجعة عز الدين عناية، والصادر عن مشروع «كلمة» في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، إلى معالم البيئات والمؤثرات الخطيرة التي تهددها، ومدى الاستنزاف المفرط للموارد والثروات الطبيعية، ووصولاً إلى التلوّث.
وعن أسباب تفاقم تدهور اختلال مجموعة كبيرة وواسعة من النظم البيئية على الأرض يقول روبيرتو دانوفارو، كاتب مقدمة الكتاب: «هذه الصفحات تبيّن بصورةٍ جليّةٍ لا لبس فيها أن البلاستيك قد بات مشكلةً حقيقيةً ذات تأثير كبير على مجتمعاتنا. فنحن أمام مشكلةٍ معقدةٍ بالفعل، لكن يتعيّن علينا مجابهتها بأساليب مختلفة على مستوى الأفراد والمؤسسات إن أردنا أن نحيا حياة أفضل».
حركة البلاستيك
يتناول الكتاب ملامح الاستدامة وفاعليتها من خلال تحليل منطقي دقيق، منطلقاً من فكرة «البلاستيك»، حيث جاء الفصل الأول بعنوان: «عمَّ نتحدث حين نتحدث عن البلاستيك؟»، مقدماً تأريخاً موجزاً لهذه المادة الثورية، وخصائص البلاستيك ومعالجته، ومن ثم المصادر والمراجع. أما الفصل الثاني، فجاء بعنوان: «البلاستيك والبيئة البحرية»، راسماً خريطة ذهنية توضح معالم الفكرة التي يرنو إليها الكاتب في مؤلفه بمحاور معنونة عدة، وهي: كثير من البلاستيك قليل من الأسماك، الفروق بين النفايات، الجزر البلاستيكية، من البحر المتوسط إلى القارة القطبية الجنوبية، تلدين القيعان بالبلاستيك، شباك الصيد والأكياس والحبال المميتة، الحطام البلاستيكي والأنواع الدخيلة، من الماكروبلاستيك إلى النانوبلاستيك، حركة البلاستيك إلى الأعلى وإلى الأسفل في عمود الماء، البلاستيك والملوّثات الكيميائية، كوكتيل خطير من الملوّثات، كيف يصل البلاستيك إلى داخل الكائنات الحية، وأخيراً المصادر والمراجع. والفصل الثالث تحدث عن الطرق التي يصل البلاستيك بها إلى غذائنا. أما الفصل الرابع، فتناول: البلاستيك بين الأفكار والحلول، طارحاً الأفكار العميقة حول المشكلة الأزلية التي تعاني منها البشرية، مستنبطاً أهم المبادئ لإحياء البيئة وإرجاع عافيتها، مستعرضاً بعض النماذج الإيجابية الناجحة، مما أعطى الكتاب زخماً معرفياً قيّماً.
