الأحد 28 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

د. عبدالله الغذامي يكتب: خطاب تويتر (X)

د. عبدالله الغذامي
9 سبتمبر 2023 01:18

تعمد إيلون ماكس تغيير اسم التطبيق ووضع (x) لتحل محل «تويتر» ملغياً صورة العصفور، وملغياً مصطلحات التطبيق ولكنه لم يستطع تبديل مصطلح «تغريدة» ومسحها من الأذهان، وإن حاول تسميتها بالمنشور، وذلك لأن لب الخطاب المتبادل في هذا التطبيق هو التغريد بسماته وخصائصه التي لا يتصف بها غير فكرة التغريد من حيث صناعة النص ومن حيث خصائصه الآسلوبية ومن حيث نظام التفاعلية المطلقة فيه، تماماً كما تتجاوب العصافير مع بعضها بمجرد انطلاق التغريدة الأولى ثم تتوالى التغاريد دون ضابط ودون توجيه، وهي تنطلق فحسب، وإذا انطلقت لا تتوقف إلا حين تشتبك مع تغريدات أخرى تعيد توجيه سيرورة الخطاب.
وهذه خصائص أسلوبية لا يمكن وصفها بغير صفة التغريد، وهذا ما جعل استحداث بديل لوصف التغريدة المفردة بأي كلمة غير كونها تغريدة غير ممكن.
وبما أني كتبت كتاباً عن (ثقافة تويتر) صدر عام 2016 وقد وقفت فيه على خصائص خطاب تويتر، وهذا أدى بكثيرين لسؤالي عن مصير كتابي بعد تغيير اسم التطبيق إلى (X)، والحال فيما أراه هي أن خصائص التغريد لم تتغير فنحن كلنا في هذا التطبيق نغرد بالصيغة التي هي من سمات هذا الخطاب الذي دخلنا كلنا بدافع من تصورنا لوظيفة الخطاب فيه، وتوافقنا عبر المتابعات على أن ما نقوله وما نستقبله هو تغريدات بمضمونها وبلغتها وبرشاقتها، وبوظيفيتها التي اعتمدناها ذهنياً وعملياً، ونحن حين نلحظ نشرات الأخبار عالمياً حين يهمون بالإشارة إلى تصريح لزعيم أو لشخصية عامة تم نشره في هذا التطبيق، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للقول (تويتر سابقاً)، لأنهم لا يجدون كلمة أخرى توضح مصدر التصريح، ولهذا فإن التغريد سيظل هو المعنى العميق للخطاب السائد في هذا التطبيق، وخطاب تويتر هو المصطلح الواصف لما يحدث في هذا التطبيق، لأن كل مغرد ومغردة ومتابعيهم إنما دخلوا لهذا التطبيق تحت مفاهيمية التغريد بخاصيته الأسلوبية والدلالية وهذا شرط جوهري لحدوث التفاعلية فيه، ودون ذلك ستتعطل حيوية التطبيق وشرط وجوده وشرط استمراريته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©