الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الإمارات تواصل جهودها في صون وتمكين اللغة العربية

جانب من فعاليات مهرجان «أيام العربية» بأبوظبي (أرشيفية)
18 يناير 2024 00:57

أبوظبي (وام)

تمثل اللغة العربية ركيزة أساسية من ركائز الهوية الوطنية في دولة الإمارات التي أخذت على عاتقها مهمة المحافظة على «لغة الضاد» والنهوض بها على المستويات كافة، وتكريس مكانتها في المجتمع الإماراتي، وعلى النطاق العالمي. وتحتضن الإمارات سنوياً العديد من المبادرات والفعاليات التي تستهدف تطوير اللغة العربية، واستشراف التحديات التي تواجهها وتقديم المقترحات والحلول لها، وتعزيز مكانتها المستحقة بين لغات العالم، وإثبات قدرتها على مواكبة موجات التحديث في العصر الراهن.
ويتطلع مؤتمر اللغة العربية الدولي السابع، الذي انطلقت فعالياته أول أمس في الشارقة، إلى مناقشة القضايا والدراسات والأبحاث وأفضل الممارسات والتجارب العلمية والعملية ذات الصلة بواقع تعليم اللغة العربية وتعلمها، والتعريف بالجهود الفردية والمؤسساتية ودورها في هذا المجال. ويتضمن برنامج المؤتمر، الذي يعقد حضورياً وعن بعد، مجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات المهمة.

قمة اللغة العربية
وبدوره تحول المؤتمر الدولي للّغة العربية الذي تستضيفه دبي سنوياً إلى منصة تجمع العلماء والباحثين والمختصين والمهتمين والمعنيين والمسؤولين، والمؤسسات الحكومية والأهلية المهتمة باللغة العربية والمسؤولة عنها، بهدف تنسيق الجهود والتواصل ومناقشة جميع الموضوعات التي تتعلق باللغة العربية خاصّة التعليم، والتعريب، والترجمة. وركز المؤتمر، خلال دورته التاسعة التي عقدت في نوفمبر الماضي، على محاور تطوير الخطط الدراسية في المدارس والجامعات، والتقنية والذكاء الاصطناعي واللغة العربية، ومبادرات ومشاريع الأفراد والمؤسسات الحكومية والأهلية في هذا المجال. 
ومن جهتها خرجت قمة اللغة العربية في دورتها الأولى لعام 2023 التي عقدت في العاصمة أبوظبي، بتوصيات تؤكد على ضرورة تكريس استخدام جماليات اللغة العربية وروائعها الخالدة في الشعر والنثر، وتدعو إلى تفعيل دور المؤسسات الإنتاجية في صناعة المحتوى المتخصص بالطفولة المبكرة ورياض الأطفال باللغة العربية وتفعيل دور المؤسسات الإعلامية في ترسيخ العربية في حيز المجتمع والهوية. ودعت القمة في توصياتها إلى ضرورة كتابة التاريخ الإنساني المشترك منطلقاً لوعي عربي ثقافي عام، وتوسيع مدارك الناشئة في اللغة العربية واللهجات العربية السائدة وتحفيز الحوار بين اللغات.

ميثاق العربية
وترجع جهود الإمارات في دعم اللغة العربية إلى زمن طويل اتخذت خلاله طابعاً تحفيزياً خاصة لدى الفئات العمرية الصغيرة بهدف تكريس اعتزاز أبناء الإمارات والعالم العربي بهويتهم، وإرثهم الحضاري وتاريخهم المجيد. وأقرت الإمارات اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية في جميع المؤسسات والهيئات الاتحادية في إمارات الدولة كافة، وتشكيل مجلس التنسيق والتكامل التعليمي على مستوى الدولة. ويعد ميثاق اللغة العربية، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أبريل 2012، علامة فارقة في مسيرة الإمارات وجهودها لحماية اللغة العربية نظراً لحزمة المبادرات القيمة والعملية التي تضمنها ومن أبرزها: تشكيل المجلس الاستشاري للغة العربية، وتنظيم مسابقات مدرسية في المدارس الحكومية والخاصة لإبراز المبدعين والمتميزين في اللغة العربية من الطلبة ورعايتهم، وتأسيس معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. 
وتجسد جائزة محمد بن راشد للغة العربية، مدى التزام دولة الإمارات بالحفاظ على اللغة العربية وتطويرها بشكل مستدام، وقد خصصت الجائزة في إطار رؤيتها واستراتيجيتها لتعزيز حضور اللغة العربية وإثرائها. ولقيت الدورات السابقة للجائزة نجاحاً لافتاً ومشاركة واسعة من العديد من الأفراد والمؤسسات من أنحاء العالم المختلفة، إذ وصل إجمالي المشاركات على امتداد تاريخها إلى 8246 مشاركة، وبلغ عدد الفائزين الذين تم تتويجهم 49 فائزاً. 
وبدورها استقطبت مبادرة «تحدي القراءة» منذ إطلاقها في عام 2015 أكثر من 100 مليون طالب وطالبة، وأسهمت في تعزيز الإنتاج المعرفي وقيم الانفتاح الحضاري والتسامح والتواصل الفكري لدى الشباب العربي مع الثقافات المختلفة.

المعجم التاريخي
وفي السياق ذاته لابدّ من الإشارة إلى «المعجم التاريخي للغة العربية»، وهو المشروع اللغوي الكبير الذي يرعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤرخ للمرة الأولى لمفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرناً ماضية. وأطلق صاحب السمو حاكم الشارقة، في أكتوبر الماضي 31 مجلداً جديداً من المعجم تغطي 6 أحرف هي «الراء والزاي والسين والشين والصاد والضاد»، ليصبح العدد الكلي للحروف التي تمّ تحريرها إلى الآن 15 حرفاً، من الهمزة إلى الضاد، وليرتفع بذلك عدد المجلدات المنجزة من المشروع إلى 67 مجلداً، تم إصدارها من منشورات القاسمي بالشارقة.
وشهدت الدورة الـ22 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، التي أقيمت في «إكسبو 2020 دبي»، إطلاق «إعلان الإمارات للغة العربية» الذي يمثل خريطة طريق شاملة تغطي جميع المجالات المرتبطة باللغة العربية. ويعد الإعلان مرجعاً للمسؤولين في الدول العربية لإطلاق المبادرات والمشاريع التي تحفظ اللغة العربية، وتعزز حضورها لدى الأجيال القادمة، وتستشرف في الوقت نفسه مستقبلها في الفضاء الرقمي والعوالم الجديدة والصناعات المرتبطة باللغة العربية، وتوظيف تكنولوجيا العصر في تعليمها ونشرها، لتغدو لغة للحاضر والمستقبل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©