عدد اليوم
ليس كل من قال أنا عالم، هو عالمٌ حقيقي، وليس كل شاعرٍ يقول ما لا يفعل هو شاعر، وليس كل ذي نابٍ مُهاب، هناك قدرات مختلفة عند كافة الكائنات الحية التي تعيش في دوائر متعددة وظروف متغيرة بحسب الأجواء التي إنْ أمطرت قد لا تروي ظمأ العطشى، وإن اشتدت تُغرق مدناً، وتخلّف ضحايا.
كذلك الأمر لا يختلف في مجال العلم والطبابة، والتأويل الذي يعمل الكثيرون عليه منذ بدء جائحة (كوفيد-19)، فقد كثُر المنظرون، وخرج علينا علماء من كل حدب وصوب، هذه الأزمة لم توفر أحداً حتى الذين يعملون في الوصفات الشعبية لم يتركوا عشبة إلا ووصفوها لعلاج كورونا، لغط مزعج جعل الناس في حيرة، الجميع يتخبط حتى منظمة الصحة العالمية.
هذا الذي يحدث ليس في مصلحة أحد ولا بد من ضوابط لتدفق المعلومات، وكما هي العقوبات المطبقة على من يخالفون الإجراءات الاحترازية، كذلك يجب أن تكون هناك قوانين رادعة لكل من يُفتي في أمرٍ لا يعنيه ليشيع التوتر والخوف في نفوس الآخرين المحاصرين في الأصل بالأخبار السلبية مع قلّة الإيجابية في هذه الأزمة، فالعالم لا ينقصه منظرون ولا متداولو صور وفيديوهات تقارن بين مدينة وأخرى، ودولة وثانية، هناك سيلٌ من الجهل لابد أن يتوقف.
الجميع يتحدث عن نظرية المؤامرة ولا أحد يتحدث عن أن أكبر المؤامرات والتدليس يمكن أن تتسلل إليه عبر تغريدة مراهقة أو صورة غير مسؤولة أو فيديو تافه يقلل من خطورة الوضع، ويحرض الناس على عدم الالتزام بالوقاية والإجراءات المطلوبة، كل هذا التخبط يحدث لأن الجهة العالمية المختصة بالصحة عالمياً هي الأخرى متخبطة، فمن يتابع تصريحات المسؤولين في منظمة الصحة يقف على نتائج مهمة تتعلق بكيفية إدارة الأزمة داخل أروقة المنظمة.
في الأمثال الشعبية يقولون «لو كل من يا وْنِير ما تم في الوادي شِير» فلا عجب إذن أن يُنصح بضرورة لبس الكمامات وتأتي المنظمة وتقول بخطورة لبسها، ثم بعد يوم يتغير رأيها مع بعض النصائح والإرشادات، أسوة بالأدوية التي تتنافس عليها وكالات تصنيع الدواء وعلى أرواح الناس كذلك، والضحايا تتنامى أعدادهم في كل مكان، بينما في مناطق أخرى من العالم تنفتح الدول على حياة جديدة وفق ما تفرضه معطيات المرحلة، وبين هذا وذاك يكثر الهرج والمرج، وفي المحصلة ينتصر الزنجبيل والفلفل الحار والقرفة، كما يتداولون في سخرية من الوضع، وسلامتكم.
