السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«التجميل» يتعافى أيضاً

«التجميل» يتعافى أيضاً
19 يونيو 2020 00:09

نسرين درزي (أبوظبي) 

لطالما سجل الإقبال على قطاع التجميل نسباً ملحوظة في مجتمع الإمارات المعروف بتقديمه أحدث تقنيات الحفاظ على الشباب الدائم. وها هو يعود تدريجياً إلى نشاطه البارز بعد انقطاع مؤقت فرضته الظروف الاستثنائية لجائحة «كورونا». ومع تطبيق شروط التباعد الجسدي والإجراءات الاحترازية تشهد عيادات متخصصة بالإجراءات التجميلية غير الجراحية حجوزات كثيفة، وفق أطباء تجميل، ما يؤكد أهميته كرافعة نفسية ومعنوية تمنح النساء جرعة من الأمل لمواجهة الحياة بإشراقة وثقة ونضارة.

طلب موعد من عيادة التجميل والانتظار على قائمة الحجوزات بات أمراً متوقعاً في ظل إعادة النظر بآلية الخدمات التي يتم تقديمها مع مراعاة أقصى درجات السلامة بين جلسة وأخرى. حتى إن شروط الاستقبال في قاعات الانتظار اختلفت ولم تعد تشهد إلا زائرة واحدة في الوقت المخصص لها لضمان عدم الاختلاط، مع التزام الطبيب المعالج وفريق العمل بالتوصيات الحكومية، مثل وضع الكمامة والقفازات والاهتمام بأدق تفاصيل التعقيم ونظافة الأدوات المستخدمة. 

استعادة الرونق
وعن أجواء العودة إلى عيادات التجميل، تقول الدكتورة أروى علي، اختصاصية أمراض جلدية في أبوظبي: إن فيروس «كورونا» أثر منذ انتشاره على مختلف أوجه الحياة، ومنها قطاع التجميل الذي غاب لفترة، لكنه عاد وانتعش، موضحة: «بالنظر إلى النساء في مجتمع الإمارات، فقد كان الأمر مقلقاً ولا سيما لمن اعتادت زيارة عيادة التجميل دورياً للمحافظة على نضارة وجهها وتفادي علامات التقدم في السن، إذ إن المكوث في البيت لأكثر من 3 أشهر تسبب بظهور ترهلات غير مرغوب بها على البشرة لدى البعض، ما أثر سلباً على نفسياتهن. وتوضح أن الإجراء الأكثر طلبا حالياً إبر«البوتوكس والفيلر» لأنها تعمل بشكل سريع على شد الجلد في منطقتي الوجه والعنق وتعيد للمرأة الشعور بالثقة، مشيرة إلى أن نساء حرصن عليه استعدادا للعودة إلى مواقع العمل لإخفاء ما لا يرغبن بإظهاره والحفاظ على صورهن المشرقة كما كانت دائماً قبل أشهر الانقطاع عن الخروج إلى المجتمع. وتلفت علي إلى أنه فضلاً عن التجاعيد، فإن التوتر الذي فرضته أزمة «كوفيد- 19» أدى إلى ظهور مشاكل مستجدة على البشرة مثل حب الشباب والهالات السوداء وعلامات الإرهاق، وعليه فقد ازدادت المراجعات في هذا الشأن من الجنسين ومن مختلف الأعمار. 

علاج للقلق
من جهتها، تقول الدكتورة هالة حشّاد، اختصاصية أمراض جلدية وتجميل في أبوظبي، إنه على الرغم من الطلب الشديد على حجز المواعيد فيما يتعلق بعلاج مشاكل البشرة بعد أشهر الالتزام في المنزل، إلا أن التدابير الوقائية المتبعة في زمن كورونا فرضت معايير جديدة لترك مسافة زمنية أكبر بين المعاينة والأخرى. وكان لا بد من تقليل فترات الانتظار بين المواعيد مع الحرص على تعقيم العيادة يومياً من قبل شركة متخصصة وكذلك تعقيم الغرف بعد كل إجراء. ومن المعايير المتبعة ارتداء الأطباء والممرضات ملابس واقية حرصاً على السلامة العامة والالتزام بارتداء الكمامات والقفازات وتغييرها بحسب الحاجة، مع ضرورة التأكد من حرارة كل من يدخل إلى العيادة وتجنب استقبال مندوبي الشركات خلال هذه الفترة الحرجة. 
وتذكر حشاد أنه مع غياب العلاجات الجراحية في الوقت الحاضر، فإن أكثر الخدمات التجميلية المطلوبة هي: شد البشرة وشد الجفون وإبر البوتوكس والفيلر وشد الترهلات والتجاعيد وعلاجات الهالات السوداء وتساقط الشعر، موضحة أن النساء المهتمات بجمالهن ممن تعذر عليهن الخروج من البيت، لم ينقطعن عن الاتصال عبر وسائل التواصل الاجتماعي لطلب النصائح حول تحضير الماسكات المغذية وخلطات التقشير والتفتيح لاعتمادها بانتظام بهدف الحفاظ على رونق البشرة ونضارتها. وكل ذلك في سبيل تحسين نفسيتهن لأن الشعور بالجمال يرفع تلقائياً المعنويات في أوقات الحزن والقلق. 

هاجس الترهلات
ويؤكد الدكتور شريف مكرم، اختصاصي أمراض جلدية في أبوظبي، أن كثافة الطلب حالياً على الخدمات التجميلية التي تعنى بالبشرة أمر متوقع بعد غياب أشهر فرضته أزمة كورونا. ويقول: إن الأكثر إلحاحاً في حجز المواعيد المتتالية هي الفئات التي ألغت حجوزات مسبقة مع بداية الجائحة. وهنا كانت الأولوية لاستقبال الحالات المستعجلة التي تأذت نفسياً من ظهور التجاعيد مع زوال مفعول إبر الحقن التي تدوم عادة بين 3 و4 أشهر. ويوضح أن الدقة في العمل داخل العيادات التجميلية أمر مطلوب دائماً، غير أنه اتخذ أشكالاً أخرى مع الظروف الراهنة، ولا سيما الحرص على التباعد الجسدي وتوفير البيئة الملائمة لتطبيق كل الإجراءات الاحترازية اللازمة. وتضمن في المقدمة تأخير المواعيد ومنح الوقت الكافي لكل حالة على حدة داخل العيادة وليس داخل غرفة العلاج وحسب، مع إتاحة المجال لفريق العمل ما قبل الجلسة وما بعدها لتعقيم المكان من مقاعد وأسطح وأرضيات إلى جانب المعدات اليدوية. ويذكر مكرم أنه مع زيادة الطلب على علاجات معينة مثل البوتوكس والفيلر يخشى البعض فقدانها من السوق، إلا أنها متوافرة ولا داعي للقلق، مشيرا إلى أن الأمر مرتبط بالشركات الموردة والتي لم تحدد بعد حجم الكميات المطلوبة وما إذا كان الطلب عليها سيعود كما كان. 

بين الجمال والمزاج
بالاطلاع على انطباع السيدات مع عودة النبض إلى عيادات التجميل تُسجل نسبة تفاؤل عارم ويتضح الارتباط الوثيق بين الجمال وتحسين المزاج، حتى أن البعض ذهب إلى أبعد من ذلك في التعبير عن حال الرضا.
تستعد خلود هاشم للعودة إلى مقر عملها بعد التزامها بأداء مهامها المهنية من المنزل. وأكثر ما كان يشغلها كيفية الحصول على موعد سريع من عيادة التجميل لإجراء التعديلات التي تحتاجها، وما أن خضعت لكل العلاجات المطلوبة واستعادت إشراقتها حتى أعلنت كامل جهوزيتها للانطلاق مجدداً إلى الحياة وبإيجابية عالية. وشجعها على ذلك الاطلاع على تطبيقات السلامة التي تخضع لها كافة المرافق الخدماتية داخل عيادات التجميل.
من ناحيتها، تقول منى سالم، ربة منزل، إنها ارتاحت جداً لفكرة الذهاب الآمن إلى عيادة التجميل للحفاظ على بشرتها كما كانت تفعل دائماً. ومع انفتاحها على العمليات الجراحية عند الضرورة، تعتبر أن الإجراءات التصحيحية البسيطة كفيلة بتعديل النفسية ورفع المعنويات لأن الجمال نعمة من الله. وهي لا تخفي تعلقها بخوض تجارب التقنيات الجديدة وكل ما يتعلق برونق البشرة وإخفاء التجاعيد.
وتحدثت إيمان عبدالرحيم، ربة منزل، عن سعادتها بالخروج بلا تردد إلى المجتمع بعدما كانت ملتزمة البقاء في البيت. وتقول إنه فضلا عن قلقها من الاختلاط خلال الفترة الماضية، غير أن نفسيتها لم تساعدها على ذلك حتى في الحد الأدنى مثل الذهاب إلى المول لشراء الاحتياجات الضرورية. وما كان ينقصها هو الاهتمام بمظهرها وإعادة الشباب إلى بشرتها التي تعرضت للإرهاق في غياب العلاجات المحفزة.

رافعة نفسية
تعتبر الدكتورة دولّي حبّال، استشارية نفسية، أن التعلق بعيادات التجميل لا يكون فقط رغبة في تغيير ملامح الوجه كما يحلو للبعض أن يقول، وإنما يرتبط غالباً بالإقبال على الحياة من خلال رفع معيار الثقة بالنفس.
وتوضح أن الإنسان عموماً يهتم بمظهره لتحسين نفسيته واكتمال قدرته على مواجهة المجتمع ومن حوله بروح أفضل بعيداً عن التردد أو الخجل.
وهذا ما تتيحه الإجراءات التجميلية المصححة للتجاعيد وترهلات البشرة والهالات السوداء والكلف وحب الشباب، وكل ما لا يرغب الإنسان به عندما ينظر إلى نفسه في المرآة، ويتخيل أن الآخرين يرونه بهذه الصورة.
وتذكر أن جائحة «كوفيد- 19» كان لها تأثير سلبي على نفسية شريحة كبيرة من النساء والرجال، الأمر الذي يبرر اليوم عودتهم بكثرة إلى عيادات التجميل لتساعدهم على الفرح بمظهرهم كما كان يحلو لهم دائماً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©