عدد اليوم
كل مصطلح أو جملة يطلقها أو يعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمثابة معجم من اللغة والعمل والإبداع والابتكار والإتقان، والاستنفار غير المباشر للعقول، والاستنهاض للجهود، والتشجيع للمبادرات، والتحفيز للدافعية والإنتاج، حينما أعلن «بوراشد» يوم أمس عن التشكيل الجديد لحكومة الإمارات، وكما قال سموه «بعد التشاور مع أخي محمد بن زايد رعاه الله الذي بارك الهيكل الجديد للحكومة ووجه بتسخير كافة الموارد للحفاظ على مكتسباتنا .. وتسريع مسيرة التنمية في بلادنا.. وبعد اعتماد أخي رئيس الدولة حفظه الله».
في التشكيل الجديد تم دمج وزارات وهيئات، وتغيير صلاحيات ومسئوليات، والخروج بحكومة تتواءم مع المتغيرات، وتواكب العصر، في يدها أدوات لمواجهة الصعوبات، ولاشك أن كل من تابع إعلان سموه عن التشكيل الجديد لفت انتباهه هذا التغيير الجذري في أسلوب العمل، والاعتماد على التكنولوجيا، والأمن السيبراني كلغة للعصر الجديد بخاصة مع مواجهة خطر كوفيد19 الذي غيّر من أساليب التفكير لتخرج من صندوق التقليدية إلى انفتاح واسع على المستجدات بما يميزها من سرعة وتطور.
إن النهج الذي تتبعه دولة الإمارات في التعامل مع الأزمات يعد مثالاً يُحتذى ويوم أن تحاول عديد من الدول الاستفادة من تجاربها فهذا يعني النجاح فيما يبذل من جهود، ويوم أن تصبح مسؤولية حماية «كامل التراب الوطني» كما قال صاحب السمو نائب رئيس الدولة تقنياً مساوية للحماية الأمنية والعسكرية، وأن مصطلح الحدود لا يتوقف اليوم على أرض وسماء، بل إن هناك حدوداً جديدة أمر حمايتها يوازي حماية كافة الحدود الأخرى، فإن درجة الوعي بما يدور حولنا قد بلغت ذروتها، وأن القيادة حفظها الله على إدراك كامل بما يجب أن تكون عليه حكومة المستقبل، لذا كانت سباقة في التعليم والعمل والإنتاج عن بُعد، لم تتعطل عجلة الحياة، ولم يقف المسؤولون مكتوفي الأيدي بل وجدوا أمامهم أرضاً خصبة للتحليق والعمل والتميز، وبنية تحتية تقنية كانت مهيأة قبل أن يرزح العالم تحت وطأة كورونا.
لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله طريقة في التعامل مع الحدث، ومع اللغة واستنطاقها لتعبّر عمّا يجول في ذهنه الوقّاد، وفي خططه، لذا نقف احتراماً وإعجاباً بهذا التعامل مع الأحداث التي لا تخلو من شاعريّة الشاعر، وقوّة الفارس، وفصاحة الكاتب المتفرد في فكره، ومدرسته الخلاّقة.
