الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شمسة الجسمي تعزف لـ «مسبار الأمل»

شمسة الجسمي تعزف لـ «مسبار الأمل»
7 يوليو 2020 00:12

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

كشفت شمسة الجسمي، المهندسة وأول عازفة عود إماراتية، أنها تعمل حالياً على تجهيز معزوفة خاصة لـ«مسبار الأمل»، الذي من المقرر أن ينطلق قريباً في رحلته العلمية الاستكشافية إلى المريخ، ليتوج جهود الإمارات في غزو الفضاء، موضحة أنها ستطلقها عبر مواقع التواصل، تزامناً مع انطلاق المسبار، لإيمانها بالدور الكبير الذي تلعبه الموسيقا في المجال الإنساني، وتخفيف وطأة الأزمات التي يعيشها البشر في جميع أنحاء العالم.
حول تأثير الموسيقا على الناس في الأزمات، قالت الجسمي: الإنسان يتأثر بما يدور حوله من تغيرات وما تجري من أحداث، وأضافت: نحن نتفق جميعاً أن (كوفيد- 19) أثّر على دول العالم من جميع النواحي الصحية والاقتصادية والتكنولوجية، حيث إنه ترك آثاراً كبيرة على حياة الشخص وعلاقاته وسلوكياته، كما قُيدت حركته في إطار الالتزام بالإجراءات الاحترازية لعدم انتشاره، الأمر الذي خلق لديه الحاجة للبحث عن أمور تخفف من وطأة الموقف والوضع، لتأتي الموسيقا لتمنحه مساحة رحبة تساعده على ذلك، لاسيما أنها وسيلة فعالة للتقريب بين البشر، لكسر القيود التي فرضتها الجائحة.

حفل بالهواء الطلق
وأشارت الموسيقية الإماراتية إلى أن فترة البقاء في المنزل، منحتها فرصة متابعة التفكير في حلول استراتيجية للتطوير، لاسيما أن عملها تضعه على رأس أولوياتها بعد الأسرة، وهي كمهندسة، يتطلب منها التواجد أحياناً في مقر العمل، وانطلاقاً من إيمانها بأهمية الوقت وجودة إدارته، فإنها تجد لنفسها ضمن جدولها اليومي ذلك الوقت الذي يساعدها في متابعة مشاريعها الفنية، كاشفة أنها استطاعت تنفيذ الكثير منها بنجاح، خصوصاً في ظل تشجيع الأسرة، وهي تعمل حالياً على الانتهاء من بروفات «عن بُعد» مع موسيقيين إماراتيين، لتجهيز أول حفل سينظم في الهواء الطلق في دبي، بالتعاون مع «دبي أوبرا» وعدد من المبدعين في عالم الموسيقا.

عزف في الفضاء
وكشفت شمسة أنها تعمل حالياً على تجهيز معزوفة خاصة لـ«مسبار الأمل»، الذي من المقرر أن ينطلق قريباً في رحلته العلمية الاستكشافية إلى المريخ، ليتوج جهود الإمارات في ريادة الفضاء، متمنية الانتهاء من نشر هذه المعزوفة تزامناً مع انطلاق المسبار، موضحة أن هذا المشروع يرتبط بطموحها، حيث إنها تتطلع في المستقبل لأن تحظى بفرصة العزف في الفضاء، لتصل إبداعات الإنسان إلى العالم الخارجي.

مبادرات موسيقية
وأشادت الجسمي بتوجه موسيقيي العالم، الذين نفذوا مبادرات وحفلات موسيقية عبر مواقع التواصل، وأقاموا حفلات «عن بُعد» لدعم الناس وتحفيزهم على تخطي الأزمة، وقالت: تابعت الكثير من هذه المبادرات التي جاءت لمساعدة الآخرين على تخطي الوضع الذي خلقته الجائحة، وتشرفت بالمشاركة في عزف السلام الوطني لدولتي الغالية الإمارات «عن بُعد»، تقديراً للجهود التي بذلتها للحد من انتشار الفيروس المستجد، بالتعاون مع إيمان الهاشمي وإلهام المرزوقي ومحمد مرشد وخالد بن خادم ومحمد حمامي، وهي تجربة دقيقة تطلبت مهارة عالية وتنسيقاً كبيراً ودقيقاً بين الموسيقيين، إضافة إلى مبادرات خاصة قمت بها منفردة على مواقع التواصل للمساهمة في تشجيع الآخرين على الالتزام بالبقاء في البيت واتباع الإجراءات الاحترازية، وجاءت هذه المبادرات ترجمة عملية لإيمانها الكبير بالدور الذي تلعبه الموسيقا في المجال الإنساني، منوهة إلى أن هناك فرقاً كبيراً بين العزف «عن بُعد» والعزف أمام الجمهور، الذي يمنحها فرصة للتواصل المباشر مع من يسمعها.

تقنيات جديدة
وحول التقنيات الحديثة التي أضافتها من خلال عزفها على العود، قالت: رغم أن بداياتي مع الموسيقا كانت متواضعة ومجرد شغف وهواية، لما توفره الموسيقا من شعور بالتفكير العميق بعيداً عن المؤثرات الخارجية المحيطة، فإن دخولي مجال العزف بشكل دقيق، جعلني أتعرف على تقنيات جديدة، وأطور تقنيات خاصة بي، وهذا ما أعمل عليه لأجعل من تلك التقنيات علامة فارقة تميزني عن الآخرين، فالموسيقا تحتفظ بأساسياتها النظرية، سواء كان قديماً أو حديثاً، ومع هذا، فإن لكل عصر متطلباته الخاصة التي تستند إلى أذواق المستمعين، وهي التي تدفعني نحو تغير الدرجات والنغمات، ولكن في النهاية هذه الأمور يتحكم فيها ذوق المستمع.
وتابعت: عندما نتحدث عن العود والبيانو والجيتار، ورغم أنها جميعاً تنطلق من سلم موسيقي ذي درجات نغمية متنوعة، فإن هناك اختلافاً واضحاً في تذوق المستمع لها، وبخصوص الدمج بين القديم والحديث، فهناك الكثير من المحاولات التي تمت السنوات الماضية لتطوير المقطوعات الموسيقية بتقنيات جديدة وذات قفزات متسارعة، ساهمت نوعاً ما في إخفاء جمال تلك المقطوعات، فللقديم جماله، وللحديث جماله، وخلق ذلك الخليط الذي يجمعهما يتطلب حذراً، لإبداع ما يمكن أن يحافظ على شريحة من يفضلون القديم أو الحديث.

الملهم بيتهوفن
أشارت شمسة الجسمي إلى حبها للعود وتميزها في العزف عليه، إلا أنها في الوقت ذاته تعشق البيانو، وترى أن التنقل بين مفاتيحه يلهم العازف مسرحاً خاصاً به، وقالت: عندما كنت طفلة، كانت سيمفونيات بيتهوفن وموزارت وهايدن لها وقع خاص علي، ولكن تركيزي كان على بيتهوفن، حيث استطاع أن يلهم الكثيرين في عصره ومن جاؤوا من بعده، وجعل من «فيينا» جنة للموسيقا والموسيقيين، ورغم أن بيتهوفن فقد سمعه وتعرض خلال مراحل حياته لمشكلات كثيرة، فإنه قهر الصعاب، وبقيت سيمفونياته متميزة، بعد أن وهب السمع لأصابعه واستبدل السمع بالمشاعر، والدرجات الموسيقية كانت تلامس قلبه وعقله، وهذا التوازن منحه هذه المكانة الكبيرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©