الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف تسامح نفسك ؟

كيف تسامح نفسك ؟
24 يوليو 2020 00:33

أحياناً نؤنب أنفسنا لشيء فعلناه في الماضي، قرار خاطئ، أو إيقاع ضرر بأحد دون قصد. 
وهذا الشعور دليل على يقظة الضمير، كما أنه يدفعنا للارتقاء بأنفسنا كي نتجنب تكرار هذا الخطأ مجدداً.. إلا استمرار هذا الشعور طوال الوقت وزيادته بشكل مبالغ فيه، لدرجة كراهية الذات واحتقارها وتدمير الثقة في النفس، هو أمر غير مفيد لصحتنا النفسية، خصوصاً لو كان ما حدث قد تم دون قصد، وقد ندم عليه الشخص فعلاً. 
فكيف يتجاوز المرء هذا الشعور؟
في دراسة حول هذا الموضوع، نشرت في «جورنال أوف بوزيتيف سايكولوجي»، للباحث كويستوفر بيل وزملائه، اكتشفوا أن في إمكان الإنسان أن يسامح نفسه عن طريق ممارسة مجموعة من التدريبات الذهنية التي تغير من طريقة تفكيره في الموضوع.. كان منها: 

1- إدراك الخطأ
الخطوة الأولى الإقرار بالخطأ ومعرفة تبعاته الواقعية بشكل صحيح. تذكر الموقف الذي يثير فيك تأنيب الضمير وفكر: بماذا شعر الشخص المتضرر؟ كيف أثر هذا في حياته على المدى الطويل؟ هل لا يزال الضرر مستمراً أو انتهى؟ ثم فكر: ما هي القاعدة/‏‏القواعد الأخلاقية التي تم خرقها عندما قمت بهذا الفعل؟ 

تذكير الإنسان بمنظومته القيمية وتأكيدها أمر ضروري، لأن بعض الناس يسامحون أنفسهم بطريقة خاطئة، عن طريق إنكار منظومتهم القيمية نفسها لتتناسب مع المخالفة التي تم ارتكابها! 

2- إصلاح الضرر
ما هي الإجراءات التي يمكن القيام بها لإصلاح تبعات هذا الفعل، وضمان عدم تكراره مستقبلاً؟
أحياناً تكون الإجابة هي الاعتذار للشخص الذي تعرض للإساءة، أو تعويض معاناته، أو إصلاح الضرر الذي حدث، بالإضافة لذلك، يجب تحديد إجراءات تضمن عدم تكرار هذا السلوك مستقبلاً.. مثل الاشتراك في دورات إدارة الغضب، أو التفاني في مساعدة الذين عانوا تحت وطأة إساءة مماثلة، أو إنشاء مشروع خيري...إلخ 

3- إيقاف اجترار الذكرى
الاجترار في علم النفس هو إعادة التفكير في الذكرى السلبية مراراً وتكراراً، واستحضار المشاعر السلبية المصاحبة لها لدرجة تنغص عليك حياتك وتلحق الضرر بصحتك النفسية.. كي تستطيع أن تسامح نفسك، توقف عن اجترار الذكرى المؤلمة دون مبرر منطقي، بل اشغل تفكيرك في أمور مثل الطرق التي يمكنك أن تكفّر بها عن هذا الخطأ بشكل عملي بدلاً من جلد الذات دون هدف.

4- الرفق بالنفس
اسأل نفسك، ما الذي جعلك تفعل هذا وقتها؟ هل كنت أقل إدراكاً ونضجاً؟ هل تغيرت اليوم، وأصبحت إنساناً جديداً؟ 
استخدم إجاباتك في النقطة السابقة لتأكيد تبنيك سلوكيات جديدة وكون السلوك القديم لم يعد يمثل شخصيتك.. أنت لست هذا السلوك.. وقم بما يؤكد أنك قد تغيرت لإثبات ذلك لنفسك.. اعتبر السلوك الخاطئ ماضياً وانتهى، وأصبحت بعده إنساناً أفضل. أنت هو ما أنت عليه في الحاضر، لا في أي زمن آخر. 

5- تحسين الحوار الذاتي
عادة ما يصاحب تأنيب الضمير حوار مع النفس يتضمن تقييماً سلبياً لها.. كأن يقول الشخص لنفسه إنه سيئ أو شرير أو لا رجاء فيه، أو أن الضرر الذي قام به فادح لا يمكن تجاوزه بأي حال.. وهذا النوع من التفكير ينطوي على مبالغات ضررها أكثر من نفعها، لذا ينبغي وضع الأمر في نصابه الصحيح، عن طريق مجادلة هذه الأفكار السلبية بعرض الأدلة المضادة.. (لستُ إنساناً سيئاً، بدليل أنني نادم وتغيرت، وأحاول إصلاح الضرر، أو عدم تكراره، وتصرفاتي تعكس ذلك). والقيام بتفسير الموقف بطريقة تضعه في حجمه الصحيح.. اعتبر أن صديقاً حميماً ضميره يؤنبه وجاء يشكوك، اكتب في ورقة ما ستقوله لهذا الصديق لتخفف عنه، ثم اقرأ هذا الكلام، وكأنه موجّه لك أنت.

كلمة أخيرة
تأنيب الضمير شعور إيجابي حين يعبر عن ضمير يقظ يجعلنا أكثر التزاماً بقيمنا الإنسانية، لكنه ليس جيداً حين يصل لدرجة كراهية الذات وزعزعة الثقة فيها بدرجة تعيق الحياة بفعالية، لهذا ينبغي أن نسامح أنفسنا إذا ما طوينا صفحة الماضي، واعتبرناه نقطة انطلاق جعلتنا أناساً أفضل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©