عدد اليوم
تتجه الأنظار والآمال والأمنيات والدعوات القلبية الصادقة نحو مدينة جزيرة تانيغاشيما اليابانية النائية، والتي تحتضن الإنجاز الإماراتي العلمي التاريخي فخر الإمارات والعالمين العربي والإسلامي «مسبار الأمل» المتّجه نحو المريخ، في مهمة علمية لاستكشاف الكوكب الأحمر تستمر لسنة مريخية واحدة، ويتوقع أن يتزامن وصوله في فبراير من عام 2021 مع احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي، ومرور نصف قرن على إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات أواخر عام 1971، هذا الإنجاز التاريخي الذي أسس له على أرض الإمارات، وتقف وراءه جهود فريق من أبناء الوطن العلماء والمبدعين والمبتكرين، حيث تم بناؤه في مركز محمد بن راشد للفضاء، وشاركت في تطويره جامعة كولورادو بولدر، وجامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا بيركلي.
وتحقق رحلة المسبار عديد أهداف، لعل أبرزها الأهداف الوطنية التي تسعى إلى وصول «المسبار» إلى المريخ، للمساهمة في تطوير قطاع العلوم والتكنولوجيا في الدولة، ورفع مستوى الكفاءات الوطنية في مجال علوم الفضاء، وزيادة مساهمة الإمارات في الجهود العلمية الدولية، بالإضافة إلى الأهداف العلمية التي تسعى إلى تكوين فهم أعمق حول التغيرات المناخية على سطح كوكب المريخ، ورسم خريطة توضح طبيعة الطقس الحالي للمريخ، بالإضافة إلى دراسة تأثير التغيرات المناخية بالمريخ في تشكيل ظاهرة هروب غازَي الأوكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي، وتآكل الغلاف الجوي لكوكب المريخ، وأهداف أخرى عديدة.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن «مسبار الأمل ترجمة لثقافة اللامستحيل التي كرستها دولة الإمارات منذ قيامها، وتمارسها فكراً وعملاً ومسيرة. مبيناً سموّه: أن «مسبار الأمل إنجاز لكل عربي، وفخر لكل إماراتي»، وهو بلا شك إنجاز ومفخرة عربية وإسلامية، وأن دولة الإمارات تضطلع بدور ريادي تقود فيه العالم العربي نحو التميز والريادة، وإحياء جهود العرب بالبحث في العلوم، وإسهاماتهم في تقدم وتطور الحضارة الإنسانية، اتكاءً على ما قدمه العلماء الأولون من جهود علمية في المجالات كافة، وها هم أحفاد الحسن بن الهيثم وابن النفيس والخوارزمي وجابر بن حيان الذين قدموا للبشرية خدمات جليلة، يعيدون للعرب مجدهم العلمي بأدوات العصر الحديث.
إن الإمارات، وهي تقود «العرب إلى المريخ» في أول مهمة فضائية عربية لاستكشاف الكوكب الأحمر، تؤكد أنها قادرة على تحقيق الآمال، وإعادة المجد العربي إلى أوج حضوره وتوهجه، حفظ الله وطني العظيم، وبارك في جهود قادته وأبنائه، ويسّر للمسبار طريقه نحو تحقيق الأمل، وإحياء الحضارة العلمية العربية من جديد.
