الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

وردة الجزائرية.. صوت الحب والرومانسية

وردة الجزائرية.. صوت الحب والرومانسية
22 يوليو 2020 01:12

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

وردة الجزائرية.. واحدة من أبرز فناني الزمن الجميل، عرفت بصوتها القوي الشجي وبأنها «أسطورة المسرح الغنائي»، غنت للرومانسية والحب والأوطان، ولا تزال أغانيها خالدة في وجدان وذاكرة الناس، وقد تربت على أيدي العديد من نجوم العصر الذهبي، وتعاونت مع نخبة من أبرز الملحنين والشعراء، وعلى رأسهم محمد عبدالوهاب، وفريد الأطرش، ورياض السنباطي، وعمار الشريعي، وسيد مكاوي، ومحمد القصبجي، ومحمد الموجي، وكمال الطويل، وحلمي بكر، وصلاح الشرنوبي الذي قدم لها أغنية «بتونس بيك» التي حازت شهرة كبيرة، فضلاً عن تعاونها الثري مع الموسيقار الراحل بليغ حمدي الذي بدأت معه رحلة غنائية استثنائية، وقدما سوياً بعد زواجهما عدداً من الأغاني الناجحة، في ثنائي فني قل أن يتكرر.

«الاتحاد» تحتفي بمسيرة وردة الجزائرية في يوم مولدها (22 يوليو 1939)، والمعروف أن اسمها الحقيقي وردة فتوكي، ولدت في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية، لها طفلان، هما رياض ووداد، مارست الغناء في فرنسا في مقهى والدها، وكان يشرف على تعليمها المغني التونسي الراحل الصادق ثريا، وكانت تؤدي خلال هذه الفترة أغاني أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وأسمهان، ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريا، وبعد ذلك عادت مع والدتها إلى لبنان، وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها أيضاً.

بداياتها على المسرح
وفي 1949 وقفت للمرة الأولى على المسرح في بيروت في عمر السنوات العشر تقريباً، وعندما رأت الجماهير، بدأت بالبكاء بشدة، وبدعم من الجمهور وقفت من جديد، وأدت أغاني أسمهان، فنالت إعجاب الحضور، وقاموا بعاصفة من التصفيق.
تطورت هذه العلاقة مع الجماهير في بيروت، وبدأت وردة في تأدية الأغاني الرومانسية بعد ذهابها إلى القاهرة في مطلع الستينيات، وازداد حب الجماهير لها، وأصبحت محط أنظار العديد من الملحنين الأكثر شهرة، مثل رياض السنباطي الذي لحن لها «بلاش تفارق» و«يا حبيبي لا تقولي»، وتطورت بينهما صداقة وثيقة، وسمّت ابنها على اسمه.

تواضع وعفوية
عُرفت وردة بأنها مشرقة ومرحة، متواضعة، عفوية، لقبت بـ«أسطورة المسرح الغنائي»، كونها أدت أغنيات لساعات طويلة على خشبة المسرح، أبرزها أغنية «بلاش تفارق» التي قدمتها لمدة ساعتين متواصلتين، وخلال مسيرتها الفنية الطويلة قدمت باقة من أجمل الأغنيات، أبرزها: «أكدب عليك»، و«في يوم وليلة»، و«خليك هنا»، و«طب أنا مالي»، و«لو سألوك»، و«من كل بستان وردة»، و«حرمت أحبك»، و«لولا الملامة»، و«نار الغيرة»، كما خاضت تجربة الغناء باللهجة الخليجية، حيث تعاونت مع الفنان عبادي الجوهر في أغنية «زمن ما هو زماني» التي صورتها معه على طريقة الفيديو كليب.

سينما ودراما
وبترشيح من المنتج والمخرج حلمي رفلة، قدمت أولى بطولاتها السينمائية في مصر، من خلال فيلم «ألمظ وعبده الحامولي» مع عادل مأمون عام 1962، ليصبح نافذة لإقامتها المؤقتة بالقاهرة، ومن بعده قامت ببطولة عدد من الأفلام، هي: «أميرة العرب» مع رشدي أباظة وفؤاد المهندس 1963، و«صوت الحب» مع حسن يوسف وعماد حمدي 1973، و«حكايتي مع الزمان» مع رشدي أباظة 1974، و«آه يا ليل يا زمن» مع رشدي أباظة ويوسف شعبان 1977، و«ليه يا دنيا» مع محمود ياسين وصلاح السعدني 1994.
وفي الدراما قدمت 3 مسلسلات، هي «أوراق الورد» مع عمر الحريري، و«الوادي الكبير»، و«آن الأوان» من تأليف يوسف معاطي وإخراج أحمد صقر، وكانت قد خضعت لجراحة لزرع كبد في المستشفى الأميركي بباريس، قبل وفاتها في القاهرة يوم 17 مايو 2012، إثر أزمة قلبية، عن عمر ناهز 73 عاماً.

اعتزال وعودة
اعتزلت وردة الغناء لسنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين، لكي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، وبعدها عادت للغناء، فانفصل عنها زوجها جمال قصيري، وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري، ثم عادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد عندما استقرت في القاهرة وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي، لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت فترة طويلة، رغم انفصالها عنه عام 1979.

ميلاد فني
التـألق الفني الأبرز لوردة كان عبر أغنية «أوقاتي بتحلو» التي أطلقتها عام 1979 في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي، وكانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية عام 1975، لكن وفاتها حالت دون ذلك، لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة، ثم تعاونت مع كبار الملحنين خلال مسيرتها الغنائية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©