عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
الألعاب الشعبية، تنقل العادات والتقاليد والمعارف من جيل لآخر بصورة طبيعية وتلقائية، مكونة ثقافة شعبية غنية بالمعاني والعبر والمدلولات الإنسانية والاجتماعية. وعلى مدى سنوات عرف المجتمع الإماراتي أنواعاً من الألعاب الشعبية تختلف من حيث الشكل والمضمون وطريقة الأداء، منها «الأرجوحة» المصنوعة من الخشب والحبال، يتمرجح بها الأطفال، غالباً ما توضع في ساحة المنزل أو الساحات المفتوحة أمام البيوت، ووثقت الذاكرة الشعبية الكثير من الأهازيج الخاصة بالأطفال، والتي لم تخل من النصيحة والحذر والإيجابية التي تنشر السعادة بين أفراد المجتمع.
«المريحانة» أو «الأرجوحة» لعبة شعبية قديمة، كانت إحدى مباهج الأطفال قديماً، ولا يحلو التمتع بها إلا مع الأهازيج التي تعتبر من أفضل الألعاب وأكثرها انتشاراً في الماضي، وهي من ألعاب البنات والصبيان التي تمارس مصاحبة بالغناء والهزج، والمريحانة أو الدرفانة تعتبر من أقدم الألعاب النسائية أيضاً عند العرب لما تتميز به من حركة وأصوات غنائية..
وتمارس لعبة «المريحانة» بطريقة معينة بأن يربط حبل في غصون إحدى الأشجار وعند اللعب تركب اللاعبة فوق الحبل وتتولى باقي الفتيات دفع حبل «المريحانة» إلى الأمام والخلف وتسمى هذه العملية بـ «الشط» مرددين.
شطو بقلبي يوم مريت ... بالمريحانة اللي يشطون وأثناء اللعب أو «التمرجح» تقوم الفتيات بالغناء الجماعي مرددات: يا أمي يامي يا أمايه/ راع البحر ما باه.. أبا وليد عمي.. بخنيره ورداه.. لا هد خطام الصفرا.. ولآ ضيّع عصاه.
تمارس لعب «المريحانة» كثيراً في أيام الأعياد وخاصة في وقت العصر، وقديماً تلعبها النساء في وقت «الضحى»، وهي الفترة التي تسبق أذان الظهر بعد انتهائهن من تجهيز طعام الغداء.
الرولة
«الرولة»، نوع من الأشجار الضخمة، وقديماً عرفت «مريحانة الرولة» وتعد من أشهرها في مدينتي رأس الخيمة والشارقة، ففي رأس الخيمة كانت شجرة الرولة في منطقة «سدروه»، وهذه المنطقة تقع خلف موقع مدرسة القاسمية القديمة وبالقرب من حصن رأس الخيمة «المتحف حالياً»، حيث يتجمع حولها الفتيات والصبيان والأطفال، وتعلق في غصونها حبال المريحانة. و«مريحانة» الرولة كثيراً ما تمارس في أيام الأعياد السنوية والأفراح والمناسبات الوطنية.
وفي مدينة الشارقة كانت توجد في وسط المدينة شجرة رولة عمرها أكثر من مائة عام.. هكذا اكتسبت «المريحانة» مكانة مميزة في عالم الألعاب الشعبية مئات السنين ولا تزال تمارس في الكثير من المهرجانات التراثية والوطنية، حيث يقبل الصغار على ممارستها مرتدين الملابس التراثية.
