السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«سهيل».. نجم الخير

«سهيل».. نجم الخير
19 أغسطس 2020 00:29

هناء الحمادي (أبوظبي)

يعد نجم «سهيل» في الموروث الثقافي العربي، مؤشر فرح يُستَبشر بظهوره، وقد ارتبط بالخير في البر والبحر، فقيل عنه «أسعد من سهيل طلعتُه»، والنجم، الذي طلع أمس، ويظهر في المنطقة بأكملها في 24 أغسطس الجاري، له حضور في الأشعار والأمثال، كما اعتبر جزءاً من المعرفة عن المناخ والفلك.
ولمعرفة تفاصيل هذا النجم وارتباطه بالربيع والمطر، يقول إبراهيم الجروان، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك: «اهتم أبناء الجزيرة العربية منذ القدم بمطالع النجوم والنظر فيها ومعرفة منازلها، وذلك لارتباطها بحياتهم اليومية في الليل والنهار، فهم يعرفون من خلالها بداية فصول السنة، وأوقات نزول الأمطار، وفترات البرد والحر، ومن خلال حساب النجوم يعرف أهل الزراعة موعد حرث أراضيهم، وغرس البذور، وأهل البر مواسم الرّعي والترحال، وأهل البحر مواسم الصيد».

فوق الأفق
وأشار الجروان إلى أن «سهيل»، من ألمع نجوم السماء، وأنه عند العرب، هو «البشير اليماني»، وله عندهم أسماء عدة، فهم يسمونه نجم اليمن، ويسمونه سهيل اليماني أيضاً، وسبب نسبته إلى اليمن؛ كونه يطلع من جهة الجنوب، بدايةً من يوم 18 أغسطس، ويشاهد في المناطق كافة 24 أغسطس الجاري، ويستمر وجود النجم «سهيل» فوق الأفق، بالنسبة لمناطق وسط شبه الجزيرة العربية، لفترة تقارب ثمانية أشهر ونصف الشهر تقريباً، لمدة 7 ساعات يومياً تقريباً، وقد تكون هذه الساعات خلال النهار، فلا يُرى أبداً «من بداية شهر مايو إلى منتصف شهر أغسطس»، وقد تكون هذه الساعات أو في جزء منها خلال الليل، ففي سبتمبر وأكتوبر يشاهد آخر الليل، وفي ديسمبر ويناير يشاهد طوال الليل، وفي مارس وأبريل يشاهد أول الليل، «حيث يتقدم طلوعه وغروبه حوالي ساعتين كل شهر».

الملامح الطبيعية
وعن الملامح الطبيعية مع بداية طلوع سهيل، يذكر الجروان: «يتزامن مع اعتدال الطقس، وانخفاض درجات الحرارة، ويبدأ منخفض الهند الموسمي بالضعف والتراجع جنوباً، وتهب مع طلوع سهيل رياح (الكوس)، وهي رياح جنوبية شرقية عالية الرطوبة، تعمل على تكوين سحب منخفضة على امتداد السفوح الشرقية لجبال الحجر في دولة الإمارات وسلطنة عُمان، قد يصاحبها هطول أمطار، كما تهب رياح نشطة، ويطلق عليها «هبايب سهيل»، وتعمل على تلطيف الجو، وتنشط «الروايح» أو «روايح الصيف»، ويطال تأثيرها المناطق الجبلية الوسطى في الإمارات، من مدينة الذيد إلى مدينة العين، مسببة عواصف محلية ورياحاً قوية تصحبها سحب ركامية وأمطار رعدية غزيرة.

أهل البحر
وعن أهمية نجم سهيل لأصحاب البحر، يذكر يوسف العلي: كان أهل البحر يطلقون عليه نجم سهيل، أو نجم الخير، أو النجم المبشر، حيث يساعد على عودة الأسماك للاقتراب من السواحل، حيث في الصيف غالباً ما تلجأ الأسماك إلى الأعماق الباردة، مبتعدة عن درجات الحرارة المرتفعة في القيظ.. كما يعاود الصيادون الخروج إلى البحر للصيد بعد عزوفهم عنه خلال فصل الصيف، نظراً لارتفاع درجات الحرارة، وقلة المحصول من الأسماك في موسم القيظ الحار، مما يؤدي إلى انتعاش أسواق السمك في مختلف مناطق الدولة.

موسم الزراعة
وأشار أحمد النوى إلى أن هناك مواسم زراعية تبدأ مع نجم سهيل، حيث تغرس بذورها في المشاتل المحمية عن أشعة الشمس الحارة والرياح الجافة، ابتداءً من منتصف أغسطس، كزراعة مبكرة، وخلال النصف الثاني من سبتمبر تنقل الشتلات إلى الأرض المستديمة، كما تنقل الفسائل ومختلف الأشجار، ويحين أوان صرام «قطع» أصناف كثيرة من النخيل، وتجمع التمور وتخزن ويصنع الدبس، كما تبدأ بعض الطيور المهاجرة في التوافد إلى المنطقة، خلال النصف الثاني من أغسطس، مثل السمان، ثم تشاهد في سبتمبر طيور الماء والكرك الأكحل والهدهد، وخلال أكتوبر يبدأ الكرك الأصلع والكروان والقطا والحبارى والجوارح في التوافد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©