الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

نورية قزدرلي.. أيقونة المسرح الجزائري

نورية قزدرلي.. أيقونة المسرح الجزائري
22 أغسطس 2020 00:07

علي عبد الرحمن (القاهرة) 

نورية قزدرلي، أيقونة المسرح الجزائري، التي غيبها الموت قبل أيام عن عمر يناهز الـ 99 عاماً، فنانة من طراز فريد، لها إسهامات كبيرة في الحركة الفنية الجزائرية بالمسرح والسينما والدراما التلفزيونية، وكانت بمثابة الأم الجزائرية على الشاشة، كما قدمت خلال مشوارها الفني أكثر من 364 عملاً فنياً.

اسمها الحقيقي خديجة بن عايدة من مواليد مدينة تيارت عام 1921، بدأت مشوارها الفني مصادفة عام 1945 حين طلب منها زوجها الممثل الراحل مصطفى قزدرلي تعويض تغيب فنانة عن موعد عرض، فكان أول دور لها، وجسدت شخصية «المتسولة» أمام الفنان الراحل عبد الرحمن عزيز، وعارض زوجها فكرة تمثيلها فتوقفت لفترة لمدة 4 سنوات، لتنضم مرة أخرى إلى المسرح بدعم من الفنان الراحل مصطفى بديع، وكان انضمامها للمسرح الوطني عام 1963 دفعاً قوياً للتمثيل النسائي لتصبح أيقونة الفن الرابع في الجزائر، لتلقب بعدها بـ «زهرة المسرح الجزائري»، فقد كان لها الفضل في تغيير نظرة المخرجين والمجتمع إلى عمل المرأة بالمسرح، حيث كانت الأدوار النسائية قبل هذا تسند للرجال، لتفتح الباب للمرأة الجزائرية لتقديم موهبتها الفنية في الحقل المسرحي.
تركت نورية قزدرلي وراءها بصمة مميزة ورصيداً كبيراً من الأعمال البارزة وتعد الراحلة واحدة من أيقونات الفن الجزائري، خصوصاً في الحقل المسرحي، ونعتها الأوساط الرسمية والفنية بالعديد من الدول العربية والتي تعد مدرسة خاصة بالفن بالرغم من عدم التحاقها بالتعليم، ونموذجاً للمرأة القوية المثابرة والتي ظلت تعمل حتى عمر 96 عاماً، وارتبط اسمها بـ «عميدة الفنانين المسرحيين». 
وتضم مسيرة الفنانة الراحلة نورية قزدرلي الممتدة لأكثر من 70 عاماً من الإبداع الفني، أكثر من 364 عملاً فنياً، منها 200 عمل مسرحي أبرزها «بنادق الأم كرار»_ ممثل رغم أنفه»، وضمت أعمالها التلفزيونية 160 مسلسلاً أبرزها «المصير_ سامحني»، بجانب مشاركتها في 4 أفلام روائية طويلة، وحصدت الراحلة على العديد من التكريمات الفنية طوال مشوارها الفني، ومنحتها الدولة الجزائرية وسام الاستحقاق الوطني قبل رحليها بـ 3 أعوام.

طراز خاص
إسماعيل انزارن محافظ المهرجان الوطني للمسرح الجامعي بالجزائر قال لـ «الاتحاد»: الراحلة فنانة من طراز خاص وسخرت حياتها للفن وكان آخر أعمالها الفيلم السينمائي «سامحني»، والتي قدمته بعمر الـ 96 عاماً وناقش الفيلم مشاكل الميراث في الأسرة الجزائرية، وهو من إخراج سيد علي بن سالم، ويشهد كل من تعامل مع الفنانة الراحلة أنها كانت على خلق تواضع شديد، وأنها كانت من أطيب الفنانين الذين تعاونت معهم، وكانت أماً بمعنى الكلمة لكل من تعاون معها، حيث لم تبخل بأي نصيحة فنية أو إنسانية على الجميع، وخلدت اسمها بحرف من الذهب في الحقل المسرحي العربي.
وأضاف أن بداياتها الفنية كانت بمحض المصادفة عندما طالب منها زوجها الفنان الراحل مصطفى قزدرلي ورفاقه إعارتهم مبلغاً من المال كانت تتدخره من عملها في مهنة خياطة الأقمشة، فوافقت شرطاً أن ترافقهم بتلك الجولة الفنية، وتسبب اعتذار إحدى بطلات العرض الفني إلى مشاركتها به لتعويض ذلك الغياب، وجسدت أول أدوارها الفنية من خلال شخصية «المتسولة»، وأن الراحل مصطفى بديع هو من اختار اسمها الفني «نورية»، لتبدأ إبداعها بمشوارها الفني، وخصوصاً في الحقل المسرحي.
أما الفنان المسرحي مازن الغروباي رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي قال لـ «الاتحاد»، إن الراحلة نورية قزدرلي من القامات الفنية البارزة بالحقل المسرحي، وهي عميدة الفنانين المسرحيين العرب، والراحلة قدمت إسهامات كبيرة في الحركة المسرحية على مدار مشوارها الفني الذي بلغ 60 عاماً، بالإضافة إلى تغييرها شكل المسرح الجزائري، الذي كان قديماً مقتصراً على العنصر الذكوري، وكان من المقرر تكريمها بالدورة الخامسة من عمر المهرجان تقديراً لمسيرتها المسرحية، ولكن حال التكريم نظراً لإلغاء الدورة هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد. 

الوصية
محمد يحياوي مدير المسرح الوطني الجزائري، أكد أن الساحة الفنية بوفاة «نورية قزدرلي» فقدت اسماً سامقاً في عالم الفرجة الدرامية الجزائرية، وإذ بذلك الأسرة الفنية تعزي نفسها وتواسي عائلتها وتقاسمها أحزانها، وشهادة في سيرة الفقيدة، فقد أصدقت في وطنيتها، وأخلصت في إبداعاتها بالمسرح أو بالسينما، أو في أدوارها التلفزيونية التي تجاوزت أكثر من 350 عملاً فنياً.
وأضاف: من اشتغل معها يدرك حسها الإنساني وحرفيتها ورهافة مشاعرها، كانت وصيتها الأخيرة أن تحمل إلى مثواها الأخير من على خشبة المسرح لأنها كانت تربطها علاقة لا توصف إلا حين ترهق ملكتها التمثيلية عليها، وأبدعت في عديد الأدوار على غرار دورها في بيت «برناردا ألبا»، وفي «بنادق أم كرار» و«القاعدة والاستثناء».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©