الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الكرخانة».. تحفة منسية

«الكرخانة».. تحفة منسية
22 أغسطس 2020 00:08

هناء الحمادي (أبوظبي)

«الكرخانة»، كما كان يطلق عليها في ستينيات القرن الماضي، آلة قديمة لم يكد بيت يخلو منها، وكان وجودها للاستخدام الشخصي، وبعض النسوة يستخدمنها وسيلة لكسب الرزق، كما كانت ذات قيمة كبيرة لخياطة الملابس والتطريز، ارتبطت بها الإماراتية، واستعانت بها لخياطة ملابسها وملابس أفراد أسرتها بنفسها.

من يتجول في المهرجانات التراثية سيقف متأملاً لمشاهدة هذه الماكينة التقليدية التي كانت تتسارع أنامل الجدات إليها لخياطة ملابس الأطفال، والتي كانت مخصصة لحياكة الملابس بالطرق التقليدية، وبغرض كسب لقمة العيش اشتهرت الكثير من النساء في الماضي بهذه الحرفة، حيث كن يقمن بخياطة الملابس بأنواعها المختلفة، مستخدمات أيديهن والذراع في تحديد مقاسات الطول والعرض، ورغم بساطة ذلك إلا أن الملابس كانت تخرج من أناملهن أنيقة وجميلة.

وترجع أهمية «الكرخانة» لأن تفصيل الأثواب قبلها كان جزءاً من التراث، وكانت النسوة يمضين الساعات يغرزن الإبر لتفصيل ملابس أهل البيت من النفانيف وقطع أقمشة الشربت والكنادير، لكن في ستينيات القرن الماضي حلّت آلة الخياطة المعروفة محلياً بـ «الكرخانة»، كوافد جديد خفف من مشقة هذه الممارسة وصنع نقلة نوعية في التطريزات وجمالياتها، وكان ذلك مع وصول آلة الخياطة المعروفة محلياً بـ «الكرخانة»، التي تستخدم إبرة لربط الأقمشة مع الخيط، وتتميز بالسرعة، ما أدخل متعة على الأعمال المنزلية في بيوت «الفريج»، ومكّن العائلات من الحصول على ملابس بأقل تكلفة وأكثر جمالاً في الحياكة.

ماكينة عجيبة
كثيراً ما تردد قول مثل «بخيط لك كندورة ومزركشة تخوير عالكرخانة الجديدة»، كنوع من احتفاء أهل البيت بهذه الماكينة العجيبة وقتها، التي ساعدت في جودة التطريز والإبداع فيه، بينما لم يكن ذلك متاحاً قبلها، سوى في تفصيلات حاكتها أيادي الحاذقات من محترفات الخياطة أو صاحبات النظرة الثاقبة في الحياكة والتفصيل.
وكانت من أولى نوعيات هذه الآلات آلة خياطة من نوعية «بتر فلاي» المستوردة من الصين، ونوع آخر يدعى «مسنجر»، وهو صناعة إنجليزية، ووصلت إلى الأسواق المحلية في الستينيات، وتم الإقبال على شرائها من الناس بشكل كبير، وأطلق على هذا النوع من المكائن «الكرخانة بو هندل»، وكانت ذات قيمة كبيرة عند المرأة الإماراتية في ذلك الزمن، لما تقوم به من دور مساعد في خياطة الملابس والتطريز، كما لم يخلُ بيت من البيوت من هذه الآلة، أحياناً للاستخدام الشخصي، وأحياناً أخرى كحرفة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©