الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

رسمٌ على حرف

رسمٌ على حرف
24 أغسطس 2020 00:59

* الشعر خيال، وربما ابتهال يتسلل من خلف الكلمات ليصنع دعاء،وينسج حكاية، الشعر الحقيقي هو نحن بكل ما نحمله من جمال، وما نكتنزه من مشاعر، إنه شيء ما ينساب كالسحر،ليطلع القمر، والقصيدة بعض كلمات تعبرنا، وقد لا تُعبر عنّا، تتلونا مواجع وتعباً، لكأن الأبجدية في سرها الدفين تأبى أن نكون نحن/‏‏ نحن، لنصبح غرباء عنّا، هنا محاولة لترجمة الذات، ومحاولة أخرى للتعبير عن الآخر بشكل ما،قد يجعله واحداً ممن ترسمهم الكلمات هنا.
* إننا وبكل ما نحمله من ضعف إنساني تهزمنا ابتسامة، وتعيد تصنيف أولوياتنا كلمة طيبة، نطيرُ نحونا بسرعة الضوء، كلما مر بنا صوت نحبه،أو وجهٌ عشناه طويلاً بيننا وبيننا نحب، نتألم، نشكو، نئن، نمارس احتياجاتنا البشرية من البوح، أحياناً نحتاج للصراخ لغة تعيد إلينا توازناً مفقوداً، نتحدث بصوت الغاضب الهادر، الطيب النادر، الساكن الثائر، والثائر الحبيب، نفعلها عن كامل وعي وترصد، وفيض ابتسام وتجرد، نشعر بأننا ما زلنا على قيد الحلم، نبسم للجمال،ونحيا في سكينة.
* نستطيع أن نكون أشياء جميلة، كثيرة لو أردنا، لكننا أحياناً نمارس الإقصاء على ذواتنا، نجلدنا كأنما لم نكن بشراً نابضاً بالجمال يوماً ما، نحن قساةٌ علينا، بلا شك.
* الدعوة للحب في زمن العنف مهمة للغاية، وليس على إنسان واحدٍ فقط أن يتبناها ولكنّنا كلّنا معنيونبها، بتبنّيها، وبالإيمان بها لأننا حين نفعل ذلك فإننا نكرّس سلوكاً حضارياً جميلاً، ونعبّر عن ثقافتنا التي ترتكز في أساسها على المودة والتراحم، فحين تزدحم القلوب بالمشاعر النبيلة تصبح الحياة أكثر قابلية للعيش، ولاحتوائنا، ويصير بإمكان الأشياء أن تعود إلى طبيعتها، فيفرح الحزين، ويستبشر المتشائم، وتتحقق أمنيات الكثيرين، بالحب وحده نستطيع تجاوز عثراتنا، وتقبّل زلاتنا،ومعايشة مواجعنا، ببساطة نستطيع أن نكون بشراً قادرين على الحياة، ومغموسين بالحب حد الارتواء.
* من العبث أن نؤمن بمن حولنا أكثر مما ينبغي، فليس كل الذين يعيشون في دائرتنا الإنسانية يعبؤون بنا، أو قادرين على أن يكونوا جزأنا الضائع، ذاك الذي بين الركام نبحث عنه بالتياع، في حاجة حقيقية للسلام، لكنهم لا يفعلون. يبدو أن الدائرة ضيقة لا تستوعب أكثر من ألم، وأغزر من حنين.
* يعبر الوقت كشريط سينمائي، سرعان ما يأخذك في مشاهد لا تبرح تقرأ الأول منها حتى يباغتك الثاني متسللاً كالبرق، نافذاً كالمطر، يعبر بك،معك كل الأغنيات التي حفظناها فتأخذها الريح لتضيع في رحى الأيام، بين غدوٍ ورواح، إياب وارتقاب يمر الوقت، ولا نقرأ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©