الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«المنجمية» في تونس.. خزائن الموروث

فلكلور شعبي يزين المناسبات
25 أغسطس 2020 00:10

ساسي جبيل (تونس)

تعتبر المناطق «المنجمية» في تونس، من أكثر المناطق في البلاد ثراءً على المستوين الاقتصادي والاجتماعي، فمنذ تأسيس الشركة العملاقة «الفسفاط والسكك الحديدية - صفاقس قفصة - 1897 - التي أصبحت فيما بعد شركة فسفاط قفصة-، توافد على الجهة المنجمية «المتلوي - الرديف - أم العرائس والمظيلة»، التابعة لمحافظة قفصة، جنوب غربي البلاد «حوالي 400 كلم على العاصمة تونس»، كل الباحثين عن موارد الرزق، وذلك من مختلف الجهات التونسية، وأيضاً من بعض البلدان المجاورة، فضلاً عن أهالي المناطق المنجمية، حيث أدى هذا النسيج الاجتماعي الكبير، إلى تنوع العادات والأكلات الشعبية والفلكلور في الزواج ومختلف المناسبات.
وفي هذا السياق، قال محمد الصالح بن عمر البويحي، «مُسن»، من الأهالي الأصليين للجهة المنجمية: «عشت كل الفترات وعرفت تقاليد الفرنسيين والإيطاليين والمالطيين، كما عرفت عادات القادمين من البلاد المجاورة، فضلاً عن تقاليد التونسيين الذين هبوا للمنطقة المنجمية.

تقاليد 
وأشار إلى أن أغلب الأهالي الأصليين للمنطقة من البدو، الذين لهم خصوصياتهم وتقاليدهم، على كل المستويات، ومنها الأكل والملبس والعادات والتقاليد، قبل أن تجعل الشركة لباسا موحداً، يتمثل في البدلة الزرقاء، التي أصبح ارتداؤها في خارج أوقات العمل، مقابل حفاظ شريحة كبيرة من المجتمع التونسي على ارتداء «الجبة» وأيضاً «البرنس»، في حين تعددت أنواع الأكلات التي يوفرها العمال من بيوتهم، ويتم تناولها بالاشتراك بينهم أثناء الوقت المخصص للإفطار بمقرات العمل، حيث نجد «الكسكسي» التونسي المتكون من العجين في شكل حبيبات يتم طهيه بالخضر والبقول واللحم، وأيضاً «الحريرة» المغربية، المفضلة في كل الأوقات، ويكثر الطلب عليها في المناسبات.

أكلات 
وقال: إن الأكلات التونسية تختلف من جهة إلى أخرى، حيث نجد «البركوكش»، وهو حبيبات مكورة من العجين في شكل أكبر من «المحمص»، ويتم طهيه بمختلف أنواع اللحوم، مثل الضان والبقر والدواجن، وأيضاً بعض أنواع الأسماك، مثل القرنيط والوزف «سمك صغير» وغيرها، وهذا النوع اللذيذ من الأكل، جاء به أهل الجريد جنوب غربي المنطقة المنجمية، كما أتوا بخبز «المطبقة»، وهي شبيهة بـ «البيتزا»، في حين جاء أهالي السواحل بأنواع الأكلات المتضمنة للأسماك، فضلاً عن «الشكشوكة»، التي جاء بها أهالي الشمال الغربي القريبين من الحدود الجزائرية.

تقاليد الأفراح
وعلى مستوى عادات الأفراح أكد البويحي، أنها تنوعت أيضا لترى الأعراس العربية الأصيلة التي يحضر فيها الفرسان بخيولهم المخصصة لمثل هذه المواعيد، والتي تتسابق بشكل يجعل العرس مهرجاناً يحملون فيه أنواع البارود، حيث يطلقون النار في الهواء تعبيراً منهم على الفرح، كما أوضح أن العرس في المناطق المنجمية، شهد بعض الإضافات الأوروبية منذ ستينيات القرن الماضي، حين أصبحت شركة الفسفاط توفر بعض السيارات التي تحمل إحداهن العروسين، وهي مزركشة، وتكثر التزمير، وتتبعها السيارات الأخرى التي عادة ما تنقل أهالي العرس من الجانبين «العريس والعروس»، بعد أن كان نقل العروس يتم على متن «جحفة»، وهي هودج مزين، تغني النساء الحاملات لأجمل ما لديهن من لباس، وراءه، وترقصن كما يرقص بعض الرجال على إيقاع المزمار والطفل، مقابل الإحاطة من قبل الشباب عادة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©