عدد اليوم
خولة علي (دبي)
يوم المرأة تاريخ يحتفي بعطاء المرأة ويسجل حضورها، في شتى مجالات الحياة، ولم تتوقف إنجازاتها عند حدود معينة، إنما أثبتت نجاحها وتألقها في الكثير من القطاعات الاقتصادية، ومنها قطاع التصميم الداخلي، الذي يشهد نمواً ملحوظاً في توجه المرأة نحو العمل في هذا القطاع المزدهر، والذي يتجلى فيه ذوق المرأة وحسها الفني، في دراسة المساحات الداخلية، والشواهد عديدة في ذلك، فماذا حققت المرأة الإماراتية في هذا القطاع الحيوي المتجدد، وكيف رسخت نهج نجاحها وتألقها فيه؟
بصمة مشرفة
قالت أسماء النعيمي مهندسة ديكور: أثبتت المرأة نجاحها في كافة الميادين، وتركت بصمة مشرفة في سوق العمل وشاركت في دفع عجلة التنمية، وذلك بفضل القيادة الرشيدة، التي تقدم لها دعماً يسهم في تحقيق أحلامها وإبراز مواهبها، فمنذ عشر سنوات تخرجت في الجامعة في مجال التصميم الداخلي، في وقت كان التخصص يعتبر نادراً بين بنات الإمارات، واليوم ومع مرور تلك السنوات من عملي في مجال التصميم الداخلي، وبفضل الدعم الذي حصلت عليه أستطيع أن أقول وكلي فخر: إني امرأة إماراتية وصاحبة شركة تصميم داخلي وأدير أعمالي كامرأة تغلبت على كل العراقيل والمنافسة القوية التي يشهدها قطاع التصميم، حيث وضعت شعار «التخطيط للخمسين: المرأة سند للوطن»، أمام عيني طوال فترة تأسيسي شركة التصميم الداخلي، معتبرة أن مساهمات ابنة الإمارات في العمل الخاص سند للوطن وخدمتي لأبناء وطني، من خلال مساعدتهم على تصميم بيت العمر، دعم لهم كي يعيشوا في منزل مريح ومستوحى من بيئة العائلة الإماراتية.
تشييد وبناء
فيما أكدت فريدة العوضي المهندسة في مجال التصميم الداخلي، والحاصلة على شهادة هندسة التصميم من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية: لعبت المرأة في دولة الإمارات دوراً هاماً في البناء وتشييد صروح هذا الوطن، وذلك نتيجة دعم بذرة الإبداع بدءاً من الأسرة إلى المجتمع، ورؤى وتوجيهات القيادة الرشيدة، ويتجلى دور المرأة في الكثير من المجالات، ومنها هندسة التصميم الداخلي.
وأشارت إلى أنها اتجهت إلى التصميم الداخلي بفضل تشجيع الأسرة والأهل، إلى جانب طموحاتها، التي كانت تعانق السماء، فأنشأت شركتها للتصميم عام 1989، حتى تبدأ مسيرتها العملية ومشوارها العملي، الذي تكلل بتوفيق من الله من مشاريع صغيرة إلى كبيرة داخل الدولة وخارجها.
التصميم الداخلي
وأشارت العوضي إلى أن مجال التصميم الداخلي، قد تطور بشكل كبير، بل حقق إنجازات رائعة من خلال مشاريع مميزة رأيناها على مدى سنوات في دولة الإمارات، وقالت: لا أنسى أنني في بداية عملي الخاص في التصميم الداخلي كنت أشعر بتعجب المحيطين بي، عن اعتقاد منهم أن هذا النوع من التخصص لا يحتاج إليه المجتمع، نظراً لوجود محال للأثاث وشركات هندسية كبرى.
كما أشارت إلى أن المجتمع وصل إلى مرحلة من النضج الفكري والمعرفي من الإيمان بأهمية التصميم واستخدام المساحات الموجودة داخل المنازل أو في أماكن العمل لإيجاد الأجواء المناسبة لكل مشروع، واستخدام هذه المساحات بأفضل صورة ممكنة، حيث أصبح التصميم الداخلي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا.
الأفكار المبدعة
وقالت: إن مشروع D3 الذي أقيم في دبي مفخرة لنا جميعاً ودليل قاطع على أهمية الإبداع في هندسة التصاميم الداخلية وفن الابتكار، موضحة أن الاهتمام الذي أولته الدولة لهذا المجال ساعد من الناحية الاقتصادية في إيجاد الأسواق المتقدمة والغنية بالأفكار المبدعة والمنتجات المتنوعة، مما أضفى على أسواقنا المحلية ميزات عدة جعلتها سوقاً مفتوحة لكل منتج مميز في الصنع والمهارة والابتكار، وجعل دولة الإمارات وجهة لكثير من المصممات والمبدعات كونها تتميز بطابع معماري متنوع لكثير من عشاق التصميم الداخلي.
سوق العمل
ولفتت مهندسة التصميم الداخلي نريمان الزرعوني إلى أن يوم المرأة تكريم لعطائها اللا محدود وإشارة إلى الدور البارز الذي حققته، وما زالت تحققه على الأصعدة كافة، موضحة أن مجال هندسة التصميم الداخلي، محطة إبداع وثراء فكري في استنهاض الجمال الهندسي في تفاصيل العمارة الداخلية، وقد أبدعت فيه المرأة بشكل ملحوظ، وأضحى لها اسمها وبصمتها في سوق العمل المحلي والخارجي، وأخذت تنافس أيضا الشركات الأجنبية، في وقت كان هذا المجال ضيقاً ومحدوداً، ولم يكن بهذا الاتساع والانتشار، والأهمية التي يشهدها قطاع التصميم الداخلي حاليا، حيث أثبتت المرأة الإماراتية قدراتها على خوض المنافسة، من خلال إدارتها لمشاريع كبيرة، ومتابعة فريق من المهندسين والفنيين، نتيجة للثقة والتميز في عملها.
وتؤكد: أنا واحدة من بين عدد من المصممات الإماراتيات اللاتي أثبتن قدرتهن في إدارة الكثير من المشاريع، الحكومية والخاصة، وأصبح لهن اسم تجاري ينافس في سوق العمل، وشركتي للتصميم الداخلي، تعد منصتي التي من خلالها انطلقت بأفكاري لأترجمها إلى أعمال إبداعية مبتكرة، وفي يوم المرأة نشد على يد كل سيدة استطاعت أن تصنع وتنجز وتنهض بمجتمعها، فنجاحها وإنجازاتها نجاح لدولتها.
