الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الإماراتية».. قصة نجاح

«الإماراتية».. قصة نجاح
28 أغسطس 2020 00:36

هناء الحمادي (أبوظبي)

تحظى المرأة الإماراتية بالدعم والتمكين في كل مراحل حياتها، عبر توفير أفضل الفرص للأجيال الشابة وتشجيعها المستمر على تحقيق إنجازات يفخر بها الوطن، وتزويد الأمهات بالإمكانيات والخبرات الأسرية، لتكون أسرتها نموذجاً للتماسك الأسري والتلاحم بين جميع أفراد المجتمع، بالإضافة إلى التواصل الفاعل مع بركة الدار من الجدّات والاطمئنان على أوضاعهن، وتحديد احتياجاتهن، والاستفادة من خبراتهن في انطلاقة تستند إلى الأصالة.

إصرار الشباب
صفاء النقبي.. كأي فتاة، كانت تحلم بإكمال رحلتها الدراسية، وتصبح طبيبة تسطر أجمل الرسائل الإنسانية، وتكون سبباً لطمأنينة وراحة المرضى، لكن أمورها تبدلت، حينما شعرت بألم يجتاح سكون حياتها، لم تهمل ذلك الشعور حينها لتكتشف أن هناك رحلة مغايرة للتي كانت تطمح لها، وهي رحلة العلاج لمواجهة سرطان الدماغ.

وتقول صفاء النقبي طبيبة الأسنان: بدأت العلاج الكيماوي، الذي كنت أسميه «طوق النجاة القاسي»، وقررت أن أكمل مواجهة أوجاع السرطان، أو كما أحب تسميته «صديقي اللدود»، وتحديت كلمات الطبيب المعالج لي وهي ما زالت ترن في أذني حتى هذه اللحظة عندما قال لي «أنت لن تستطيعي أن تدرسي الطب، فهو النهاية لك»، وقتها كان الإصرار والعزيمة فوق كل شيء ودرست الطب، وكنت أخرج كل طاقتي في الكتابة والمطالعة والتدرب، وبدأت كتابتي تخرج للنور، فأصبحت مع الوقت طبيبة، وشاركت في برامج تلفزيونية، وأعددت برنامجي الخاص، وأحضر دائماً بصفتي محاربة وطبيبة ومدرب تنمية بشرية، حيث حولني المرض من شخصية تصارع الموت إلى أخرى تنثر الطاقة الإيجابية في المجتمع.

  • صفاء النقبي واجهت السرطان وتنشر الطاقة الإيجابية في المجتمع (الصور من المصدر)
    صفاء النقبي واجهت السرطان وتنشر الطاقة الإيجابية في المجتمع (الصور من المصدر)

كفاح الأمهات 
سيرة منى دينار مبارك، تروي قصة كفاح الأمهات، فهي كأم مثالية تعبت مع أبنائها المميزين، حتى وصلوا إلى مراكز مرموقة.. حيث أنجبت سبعة أبناء من ثمرة زواج مستمر منذ 36 عاماً، اعتمدت في تربية أبنائها ورعايتهم وتنشئتهم على الإخلاص والاحترام، ليكونوا أفراداً صالحين للوطن، ووفرت لهم الإمكانيات المادية والمعنوية والاجتماعية والنفسية، وزرعت فيهم حب التميز والتفوق الدراسي.
وتقول: «كنت الأم الحانية لهم والمساعد والمستشار الداعم، لم أبخل عليهم بالحنان والعطف والتضحية والعطاء، كنت الأم والمعلمة والأخت، ووالدهم لم يقصر معهم على الرغم من طبيعة عمله التي تتطلب أن يكون خارج المنزل في كثير من الأحيان، وسط حياة شهدت الكثير من الصعوبات والتحديات، لكن تعّلم جميع أفراد الأسرة الاعتماد على النفس، ولمواجهة تلك الظروف طوّرت ذاتي، والتحقت بالكثير من الدورات والورش المفيدة، فحصدت العديد من الجوائز، التي جعلت الأبناء يفتخرون بوالدتهم المكافحة».

وحصلت منى دينار على المركز الأول في العديد من الجوائز التي تكرّم الأسرة الإماراتية وتقدر مسيرة حياتها، وليس ذلك، فقط بل تحرص على المشاركة بأوراق عمل تشرح من خلالها أفضل الطرق للتعامل مع الأبناء على اختلاف مراحل حياتهم، وتدعو إلى صداقة الأبناء ورعايتهم، وتقديم الخبرات اللازمة لهم، وفق متطلبات حياتهم الحالية، وتضرب في ذلك المثل، حيث نجحت طريقتها في حصول أبنائها على مراكز علمية تفتخر بها، فقد تخصصت إحدى بناتها في أمراض السمع وزراعة القوقعة، وتدرس الثانية المحاماة، والثالثة المحاسبة والرابعة الهندسة الكيميائية، والابنان الخامس والسادس يدرسان الهندسة، أما البنت الصغرى فمتفوقة أيضاً في دراستها بالصف الحادي عشر.

خبرة الأجداد
شيخة المهيري جدة لـ57 حفيداً، استطاعت أن تربي أبناءها وأحفادها تربية سليمة مبنية على الحب والعطاء والتعاون، غرست فيهم حب الوطن، والعادات والتقاليد الأصيلة بأسلوب سهل وبسيط بحكم خبرة الأجداد والجدات، حيث سهرت الليالي ليصل أبناؤها إلى المراكز العلمية المتفوقة، ورغم أنها لم تحصل على شهادة علمية، إلا أنها تملك شهادة الصبر والقدرة على التربية السليمة، لذا ربت أبناءها تربية الولاء والانتماء للوطن، وطبقت ذلك على أحفادها الـ57 من الذكور والإناث، فهي تمد لهم يد العون والمساعدة والنصح والإرشاد، ولا تبخل عليهم بكل ما يحتاجونه من المعرفة بالحياة.

  • شيخة المهيري تنقل خبرات الحياة إلى حفيدتها
    شيخة المهيري تنقل خبرات الحياة إلى حفيدتها

وعن يوم المرأة الإماراتية قالت المهيري «تعد إنجازات ابنة الإمارات ومكانتها راسخة في شتى ميادين النهوض المؤسسي والوطني والحضاري، منذ قيام الدولة إلى اليوم، حيث أتاحت لها القيادة التمكين في كل مجالات العلم والعمل والإنتاج، والمشاركة في التنمية، حتى تبوأت أعلى المناصب، متسلحة بالثقافة والخبرة والروح الوطنية والسعادة والإيجابية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©