السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

روضة المطوع.. منارة العلم والعمل

روضة المطوع.. منارة العلم والعمل
29 أغسطس 2020 00:38

أبوظبي (الاتحاد)

ما تحظى به المرأة في الإمارات اليوم من امتيازات وحقوق ونهضة في مجالات التعليم والعمل، ثمار جهد إماراتيات رائدات توغَّلن في أعماق الوطن، وذهبنَ إلى المناطق النائية من أجل افتتاح فروع للجمعيات النسائية، وحث النساء على الالتحاق بدورات محو الأمية، والعمل الدؤوب في الملتقيات العربية والعالمية من أجل تطوير أوضاع المرأة والارتقاء بها عبر الاستفادة من التجارب العربية الشقيقة.  وتعتبر الدكتورة روضة عبدالله المطوع، «رحمها الله»، الملقبة بـ «سيدة المهام الصعبة»، واحدة من الرعيل الأول من بناة الوطن، الذين عملوا بإخلاص لتظهر الإماراتية في أبهى صورة، وكانت من أوائل النساء اللواتي حملن همَّ المرأة والوطن، منطلقة من طموحاتها الكبيرة ورغبتها القوية في التعليم والعمل، حيث كانت تؤمن أنها لن تقوم بدورها الوطني والإنساني إلا إذا تعلمت تعليماً جيداً يساعدها على تحقيق طموحها اللا محدود.

  • زايد والحكام يستمعون لشرح من روضة المطوع حول أنشطة الاتحاد النسائي في المجمع الثقافي (أرشيفية)
    زايد والحكام يستمعون لشرح من روضة المطوع حول أنشطة الاتحاد النسائي في المجمع الثقافي (أرشيفية)

أثبتت الدكتورة روضة عبدالله المطوع نفسها، وحققت نجاحات متعددة في زمن كان خروج المرأة إلى العمل نادراً، وأرجعت نجاحاتها إلى الإيمان بالهدف، والاقتناع به، والعمل بكل عزيمة لبلوغه، حيث لم يبخل عليها والدها الذي كان يعمل قاضياً بالتعليم والنصيحة.
وتمكنت روضة التي نشأت في أسرة تقدس العدل، وتحترم العقل وتعلي من شأنه، من إكمال دراستها رغم الصعوبات، وسافرت من رأس الخيمة إلى الشارقة طلباً للعلم، ثم انتقلت إلى جامعة العين، ثم القاهرة حتى حصلت على شهادة الدكتوراه لتحقق حلمها الشخصي وتبدأ رحلتها مع العمل، حيث تنوعت إسهاماتها بين مجالات العطاء الاجتماعي، والتربوي، والنسوي، والاقتصادي، والثقافي، في رحلة عطاء بدأت في ستينيات القرن الماضي، عندما اجتمعت مع أخوات لها من رائدات العمل النسائي في الدولة وأنشأن أول جمعية نسائية في مسقط رأسها إمارة رأس الخيمة عام 1967.

في عام 1984 انتقلت روضة المطوع إلى العاصمة أبوظبي لتكون أول مستشارة لشؤون المرأة بمكتب سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ومديرة لمكتب سموها، الأمر الذي فتح لها باباً واسعاً على الإنجاز على المستويين الشخصي والعام، فتقلدت عدداً من المناصب الفاعلة والمهمة، منها: الأمينة العامة للجنة تنسيق العمل النسائي بالخليج والجزيرة العربية، وأمينة مساعدة لشؤون الإعلام بلجنة تنسيق العمل النسائي بالخليج والجزيرة العربية، وأمينة مساعدة للشؤون الخارجية بمكتب الأمانة العامة للاتحاد النسائي العربي. 
ومثلت المطوع الدولة في أكثر من خمسين مؤتمراً محلياً وخليجياً وعربياً وعالمياً في مجال المرأة والعمل التطوعي والحركة الإرشادية. كما مثلت الدولة في الدورة الأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بعد المؤتمر العالمي للمرأة في نيروبي، كما تعتبر من أوائل النساء في الإمارات، اللواتي طالبن بحقوق المرأة في مرحلة مبكرة من نشأة الدولة وقيام الاتحاد، بجانب العمل من أجلها ولتمكينها، وكانت تحمل «هموم المرأة»، وتعمل على تجاوز العقبات، التي تعترضها، وتحول دون تقدمها ووصولها إلى مراكز صنع القرار.

انتقلت الدكتورة روضة المطوع بالأعمال الحرة والتجارة، باعتبارها مجالاً آخر من مجالات العطاء، فأسست مجلس سيدات الأعمال بهدف مشاركة المرأة في عملية التنمية الاقتصادية في الدولة من خلال إيجاد مشاريع تنموية تخدم المرأة، ولعبت دوراً بارزاً في الدفاع عن قضايا المرأة في دولة الإمارات بوجه عام، وسيدات الأعمال على وجه الخصوص، إضافة إلى اهتمامها بالنشاط الاجتماعي، لا سيما من خلال رئاسة اللجنة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي، وعدد من الأنشطة الأخرى، كما كانت من أوائل السيدات اللاتي قدمن خدمات لا تنسى للمرأة الإماراتية بل والعربية أيضاً، حيث أسهمت في تأسيس مجلس سيدات أعمال أبوظبي، واستمرت في ممارسة دورها لخدمة سيدات الأعمال حتى آخر لحظات حياتها، كما كانت إنسانة بمعنى الكلمة، وخير ناصر للمرأة وسيدات الأعمال. 

تكريم
تقديراً لعطائها وجهودها في خدمة المجتمع والوطن، كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الدكتورة روضة المطوع كأول «شخصية» إماراتية نالت التكريم ضمن «جائزة أبوظبي»، التي تكرم الشخصيات الوطنية والاجتماعية الإماراتية، التي قضت مراحل من عمرها، وبذلت جهوداً في سبيل رقي المجتمع، وقدمت خدمات اجتماعية متميزة في إمارة أبوظبي.

«مبدعة»
لعبت الدكتورة روضة المطوع دوراً رئيساً من خلال مجلس سيدات أعمال أبوظبي بغرفة التجارة والصناعة بالعاصمة في تأسيس برنامج «مبدعة»، والذي أعلن عن تأسيسه بموجب قرار رقم 6 الصادر عن المجلس التنفيذي في عام 2005 والخاص بالسماح للمواطنات بممارسة بعض الأنشطة التجارية من المنزل، وذلك من خلال استمرار استخدام المنزل كوحدة سكنية في المقام الأول، وعدم المساس بحقوق كافة القاطنين في المجتمع بحياة هادئة في الأحياء السكنية، والترخيص لأنشطة تجارية محددة تتفق طبيعتها التشغيلية مع مواصفات حياة الوسط السكني. وكانت د. المطوع ترى أن المرأة الإماراتية حظيت بوضع متميز في ظل الدولة ومؤسساتها، مع اهتمام «الحكومة» بحقوق المرأة، وأن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، فتح آفاقاً رحبة أمام المرأة في الإمارات لتثبت قدرتها على العطاء في مجالات عدة. في عام 2003 حصلت الدكتورة روضة المطوع على جائزة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي للتميز، وفي عام 2004 فازت برئاسة أول مجلس نسائي لسيدات الأعمال الخليجيات، في أول انتخابات «نسائية» من نوعها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي العربي.

تربوية قديرة
بدأت روضة المطوع رحلتها مع العمل التربوي مدرسة، ثم ارتقت بسبب إخلاصها وتميزها حتى وصلت إلى منصب وكيل وزارة لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب، كما تسلمت منصب أول رئيسة جمعية مرشدات في الإمارات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©