الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«صناعة الليخ».. مهارة وصبر

«صناعة الليخ».. مهارة وصبر
4 سبتمبر 2020 00:39

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

«صناعة الليخ» حرفة تراثية بحرية قديمة وتقليدية، مارسها الآباء والأجداد خلال مواسم صيد الأسماك، وتزدهر هذه الحرفة عند أهل البحر خلال بعض المناسبات، خاصة بعد العودة من الغوص الكبير مع مطلع نجم سهيل، وهي حرفة تتطلب مهارة وصبراً، يقوم بها الصيادون جماعات أو فرادى.
وقال عنها صالح حنبلوه، صاحب متحف تراثي بحري: إن صناعة «الليخ» تزدهر طوال السنة، ولها موسمان كبيران معروفان، حيث ترتبط بعودة الصيادين من الغوص الكبير، بعد أن استغرقت رحلتهم ما بين 5 إلى 6 أشهر وأكثر أحياناً، حيث يعودون إلى أرض الوطن، ويبدأون تحضير الألياخ لصيد الأسماك في البحار القريبة، أو كما يطلق عليها البحار الصغيرة، وموسم آخر بعد اقتراب الصيف، حيث تتم صناعة الألياخ ذات الأحجام الكبيرة، والتي تستعمل في صيد الأسماك ذات الحجم الكبير. 

برامج تراثية
حنبلوه يتقن جميع الحرف البحرية، ويعرف بها من خلال مشاركاته المتعددة في البرامج التراثية، وكذلك من خلال متحفه، الذي يضم جميع الأدوات البحرية التي ورثها عن أجداده، واستعمالها أثناء رحلات الغوص، حيث كان يعتبر في السابق أصغر نوخذة في عهده.
 وأوضح أن الصيادين في الماضي كانوا يحرصون على صناعة الليخ بأنفسهم، وكان أيضاً هناك من يساعدهم في هذه الصناعة من أصحاب النخيل والذين يتقنون هذه الحرفة، وأن صناعة الليخ تتم بأدوات تقليدية بسيطة، وتتطلب مهارات خاصة ودقة متناهية.
وأشار إلى أن «الليخ»، أداة من أدوات صيد السمك، وهو عبارة عن شبكة من الخيوط القطنية مقواة بحبل يؤطرها من الخارج، موضحاً أن طولها يختلف باختلاف استعمالها، بحيث يزيد طول التي تستعمل في صيد الأسماك الكبيرة عن 150 «باعاً» مقسمة إلى قطعتين يصل طول كل قطعة 75 باعاً، بينما يبلغ عرضها إلى 11 باعاً، وتختلف الفتحات من 4 إلى 5 بوصة، وتحاط بالشبك حبال سميكة مشغولة على شكل جدائل، ويشدها حبل مصنوع من عذوق النخيل طوله 70 باعاً، وهو مثبت ببداية الشبك، وعندما يرمي الصياد الشبك لداخل البحر، يبقى هذا الحبل بالخارج ليساعدهم على سحب الشبك. وتعتمد صناعة «الليخ» على إنجاز الشبكة والانتهاء منها، حيث يبدأ الصانع بغزلها مستخدماً خيوطاً قطنية إلى أن ينتهي منها.

المحار الأبيض
وأضاف: بعد الانتهاء من غزل «الليخ»، يقوم الصانع بجمع المحار الأبيض وحرقه وسحقه، وطبخه مع الليخ لمدة 24 ساعة، وذلك ليمنحه البياض الناصع، حيث يسكب عليه الماء الكافي لذلك، وبعد ذلك يتم شده على أعمدة ويربطونه بها لمدة يومين، ليزيدوه قوة وصلابة، والحفاظ على امتداده واستقامته، وبعد ذلك يغسلونه من جديد، ويعملونه على شكل كرات، بعد أن يجف يصبح جاهزاً لصناعة شباك الصيد الصغيرة أو الكبيرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©