الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الزواج في زمن كورونا.. هل يستمر بلا ولائم أو مدعوين ؟

الزواج في زمن كورونا.. هل يستمر بلا ولائم أو مدعوين ؟
4 سبتمبر 2020 00:39

هناء الحمادي (أبوظبي)

هل بات الزواج في زمن «كورونا» محبباً لدى الكثير من الأزواج؟ باعتباره يساهم في التقليل من حفلات الزواج الباهظة من الكوشة إلى فستان الزفاف، والتي تبلغ تكاليفها أحياناً أكثر من 500 ألف درهم وشهر العسل في دولة أوروبية، مع إقامة الزفاف في فنادق الخمس نجوم.
الزواج قبل «كورونا»، كان مبالغ فيه جداً، والأرقام تصل إلى الخيال من أجل إقامة حفل زواج لعدة ساعات، ما جعل الكثير من الشباب يعزف عن الارتباط بشريكة حياته، لكن جائحة «كورونا» دفعت الكثير من المقبلين على الزواج على إقامة احتفال بسيط مع عدد محدد من أهل العروسين، وذلك لإتمام الزواج بأقل التكاليف.. فهل يستمر الزواج بهذه الطريقة؟

قبل أزمة «كورونا»، كان محمد سالم الجابري - مهندس ميكانيكي، يستعد لإقامة حفل الزواج في فنادق 5 نجوم، وخطط ورتب للكثير من متطلبات الزواج، لكن مع الجائحة، تلاشت تلك الأحلام وتغير الحال بزواج في حفل بسيط جداً.
عن الزواج في أزمة «كورونا» أضاف: «مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية وتطبيق التباعد الجسدي، ونظراً لوجود كبار السن في العائلة وجدت الحل في حفل بسيط لنشر السعادة بين أهلي وأهل الزوجة هو الخيار الأنسب، حيث تم عمل حفل اشتمل على «الكوشة» وفستان الفرح وعدد قليل من المدعوين من الأهل مع الالتزام بأخذ الاحتياطات من حيث التعقيم والتباعد الجسدي، موجهاً نصيحة للمقبلين على الزواج «أن يتخذوا القرار الصحيح بإتمام الزواج في الفترة الحالية بهذه الطريقة، كونه سيوفر عليهم الكثير، وبعد عودة الحياة باستطاعة الواحد منهم أن يعوض الزوجة بحفل يليق بها لنشر السعادة في قلوب الجميع.

زواج واتفاق
وعبرت شمة راشد متزوجة حديثاً عن فرحتها بالزواج البسيط، الذي أقامته في حفلة لزواجها، وتقول عن ذلك «مع أزمة «كورونا» لاحظت الكثير من حالات الزواج قد تمت ولم تكن هناك أي إشكالية في الأمر، بل الجميع بارك لكلا العروسين، وهذا ما أقدمت على فعله، حيث تزوجت ولبست فستان الفرح، واكتملت فرحتي، وكأني أقمته في أحد الفنادق، حيث تم الزواج في المنزل وحضر عدد قليل جداً من المدعوين من أهلي وأهل زوجي، ولكن مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية.
ويشاركها الرأي زوجها عامر سعيد، الذي كان متفقاً مع زوجته على أن يكون حفل الزواج بسيطاً جداً، مؤكداً أن الفرق الوحيد بالزواج اليوم هو أن التكاليف أصبحت أقل على الشباب في ظل عدم وجود المبالغة بإقامة الاحتفالات، وعدم البذخ في المصاريف غير الضرورية، ولذلك من باب التجربة دعا الجميع إلى انتهاز الفرصة للزواج والارتباط بشريكة الحياة، أو تأثيث المنزل أو مشروع ما يرجع عليهم بالفائدة، كما دعاهم إلى أن يكون الزواج بسيطاً خالياً من البذخ الزائد عن حده سواءً في حفلات الرجال أو النساء.

حفل بسيط
غبيشة الحميري «متزوجة حديثاً»، كانت تخطط لإقامة حفلة بسيطة قبل أزمة «كورونا» بعدة شهور، وكان ذلك حلمها الذي طالما تمنته إلا أنه تحقق أخيراً بطريقة مختلفة، وتقول «كأي فتاة لم أكن أسعى لإقامة حفل الزواج في فندق 5 نجوم أو القيام بكل البهرجة وزيادة المصاريف التي غالباً ما تنتهي بقرض من البنك، يظل الزوجان يدفعان أقساط تلك القروض، وهما ما زالا في بداية حياتهما الزوجية ومما يثقل كاهلهما ويزيد عليهما الأعباء.
وتضيف «كنت أتمنى طريقة هذا الزواج سابقاً، وهذا النوع من الأعراس، حيث أقول لأفراد أسرتي أني أريد أن يكون حفل الزواج بشكل بسيط خال من تلك المظاهر الدخيلة من الإسراف، فالغاية من الزواج هو حياة سعيدة وارتباط عروسين، وليس مصاريف لا نهاية لها، موضحة «مع اجتياح أزمة «كورونا» تحقق حلمي بإقامة حفل زواج بسيط جداً، حيث رتبت «الكوشة»، ولبست فستاناً، وتصورت مع زوجي وأهلي المقربين والتزمنا بالإجراءات الاحترازية، خلال التقاط بعض الصور للحظات الجميلة للذكرى، وفي الوقت ذاته قدمت «اعتذاراً» في برامج التواصل الاجتماعي للمقربين لي عن عدم دعوتهم لحضور المناسبة، نظراً للظروف التي نمر بها، متمنية منهم أن يشاركوني الفرحة عن بُعد وطلبت منهم الدعاء بالتوفيق.
وعن «زهبة العروس»، وهي من العادات والتقاليد أن يرى الأهل والجيران كل تجهيزات العروس، تقول الحميري «تم تصوير ذلك عبر «سناب شات» لبعض الأهل عن طريق فيديو جميل لمشاركتهم فرحتي، كما تم توزيع هدايا بسيطة للذين لم أستطع دعوتهم للزفاف، وتم توزيع وجبات العشاء للجيران والمقربين كنوع من مشاركتهم فرحتي بهذا الزفاف السعيد.

دروس «كورونا»
 محمد سعيد الصيعري، «موظف» زوّج ابنته في حفلة بسيطة لابن أخيه، وقد قام الجميع من المدعوين قبل حضورهم بعمل فحوص للتأكد من سلامتهم، وخاصة كبار السن ملتزمون بالتباعد الجسدي وارتداء الكمامات، واعتبر أن الزواج خلال الفترة الحالية فيه تخفيف في التكاليف والمصاريف، وبالتالي يسمح ببداية حياة جيدة، منوهاً إلى أنه في الماضي كانت الأعراس تصل تكاليفها إلى مئات الآلاف من الدراهم، أما اليوم مع «كورونا»، فالوضع اختلف، حيث يتم الزواج في حفل بسيط لمجرد الإعلان، وبالتالي يحتفظ الزوجان بهذا المال، لحياتهما المستقبلية».
وختاماً فيما يخص الزواج في زمن فيروس «كورونا» يؤكد الصيعري: أننا قد أخذنا منه دروساً عديدة، وبات فرصة حتى نتعلم من الأخطاء السابقة من حيث التكاليف الباهظة التي كنا ندفعها، إذ الزواج حالياً من شأنه توفير الكثير من المال على الشباب لعدم وجود تكاليف عرس باهظ، معرباً عن أمله أن تتحسن الظروف، وتعود إلى سابق عهدها، بعد أن يكون الناس قد تعلموا دروساً من هذه الفترة.

«العقد» أيسر وأكثر سهولة
يقول الدكتور إسماعيل كامل البريمي - مأذون شرعي ومحكم أسري، إن زمن «كورونا» زادت فيه حالات الزواج عن السنوات الماضية، حيث أصبح العقد أيسر وأكثر سهولة، خاصة أنه يتم عن طريق التطبيقات الذكية، التي سهلت أمور الزواج كثيراً خاصة للمقبلين على الارتباط وعيش حياة سعيدة. ويضيف «حتى إن كان الزوج خارج الدولة والزوجة داخل الدولة، فأصبح بالإمكان أن يتم عقد الزواج عن طريق الزواج الافتراضي أو تطبيقات «زووم»، ما ساهم ذلك في التقليل من تكاليف الزواج بحفلة بسيطة تجمع أهل العروسين وبعدد محدد، وطبعا بعد الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية من التباعد الجسدي وإجراء فحوص «كورونا» للتأكد من سلامة الحضور، لافتاً إلى حالة أحد الأزواج الذي تم عقد قرانه أنه فضل تأخير الزواج، لأن تكاليف الزفاف ستقصم ظهره، والتي تحتاج إلى تكاليف باهظة، لكنه مع أزمة «كورونا» وجدها فرصة مناسبة للارتباط بزوجة المستقبل التي لم تكلفه إلا مصاريف بسيطة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©