الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«ابن دسمال».. فارس الحروف والصقور

«ابن دسمال».. فارس الحروف والصقور
5 سبتمبر 2020 00:20

أبوظبي (الاتحاد)

بسواعد الرعيل الأول من أبنائها الذين تحملوا الصعاب لوضع أسس المشاريع التي تحولت إلى صروح عملاقة، وشواهد على عطاء وإرادة أبناء الوطن، حققت الإمارات مكانتها المرموقة عالمياً في المجالات كافة، ويعتبر محمد بن أحمد بن دسمال السويدي (1948 - 2017) واحداً من أبناء الوطن الذين أسعدهم الحظ، ونهلوا من حكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وعملوا برؤيته، وساروا على دربه، وكتب التاريخ أسماءهم بأحرف من نور في سجل الوطن، تقديراً لدورهم المهم في بناء الوطن.
وارتبط اسم ابن دسمال السويدي، الذي برع في التجارة والصيد بالصقور، بالطباعة كقطاع مهم وحيوي، كان يشكل محوراً مهماً في فكر القائد المؤسس، ويرجع له الفضل في وضع أسسه على مستوى الدولة، بعدما أسس أول مطبعة في دبي عام 1963، وقبل أن ينتقل إلى أبوظبي، ويؤسس مؤسسة أبوظبي للطباعة والنشر، التي عرفت باسم «مطبعة ابن دسمال» عام 1968. 

عبد الله، نجل محمد بن أحمد بن دسمال السويدي، يقول لـ«الاتحاد الأسبوعي»: الوالد، طيب الله ثراه، ولد عام 1948 في إمارة دبي، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب في الكتاتيب التي كانت النافذة الوحيدة للتعليم وقتها، قبل العمل بالتعليم النظامي، وافتتاح المدارس في مختلف إمارات الدولة، ومثل أبناء جيله في ذلك الوقت، حفظ والدي أجزاء من القرآن الكريم، ونشأ على قيم أسرية راسخة، من بينها تقدير الصغير للكبير، وإعلاء شأن العائلة، والولاء للقيادة. 
كان لعمل العائلة في التجارة دور بارز في تحديد ملامح شخصية محمد بن أحمد بن دسمال السويدي، ويشير نجله عبد الله في حديثه إلى «الاتحاد الأسبوعي»، إلى أن العائلة التي كانت تقيم بين أبوظبي ودبي كانت تعمل في تجارة اللؤلؤ، وتعلم الوالد المهنة في سن مبكرة، وبدأ مسيرته مع العمل والتجارة، وهو في الخامسة عشرة من عمره، وأسهم العمل المبكر في صقل شخصيته، ومنحه الثبات والقدرة على اتخاذ القرار، والمقدرة على تقييم الناس بشكل سليم، كما اكتسب خبرات حياتية ساعدته في مختلف مراحل عمره على الصعيدين الأسري والعملي.
عطاء متواصل 
يعتبر عام 1963 مهماً في مسيرة محمد بن أحمد بن دسمال السويدي، ليس لأنه العام الذي شهد تأسيسه أول مطبعة في دبي، ولكن لأنه انتقل في هذا العام إلى إمارة أبوظبي، ليبدأ رحلة عطاء للوطن استمرت حتى وفاته قبل ثلاثة أعوام، وتواصلها حالياً أسرته بعد رحيله.

عن هذه المرحلة المهمة في حياة محمد بن دسمال، تحدث نجله عبد الله قائلاً: انتقل والدي، رحمه الله، إلى أبوظبي عام 1963، بعدما أسس أول مطبعة في إمارة دبي عام 1963، وارتبطت مسيرته بمسيرة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، فنهل من حكمته وعمل برؤيته، وسار على دربه، وعايش فكرة «الاتحاد» منذ البدايات، وعمل بتوجيهات من القائد المؤسس من أجل تحقيقها على أرض الواقع.
عبد الله يسترجع حكايات والده، رحمه الله، عن هذه المرحلة، مشيراً إلى أن «اتحاد الإمارات» كانت فكرة راسخة في فكر والده، وآمن بها لارتباطه الشديد بالمغفور له الشيخ زايد، وذكر له أنه كان يحمل رسائل خاصة من القائد المؤسس «طيب الله ثراه»، تتعلق بالاتحاد، وتنقل بين العائلات هو وصديقه راشد المخاوي، حاملين رؤية وفكر القائد المؤسس، مشيراً إلى أن سعادة والده كانت لا توصف يوم إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971، وكثيراً ما وصفه بالحدث الأهم في المنطقة، ويؤكد الرؤية الثاقبة للشيخ زايد واستشرافه للمستقبل وحرصه «طيب الله ثراه» على الاتحاد، كسبيل وحيد لرفاهية أبناء الإمارات. 

الصيد بالصقور
رافق محمد بن أحمد بن دسمال السويدي، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في العديد من رحلات الصيد بالصقور
وفي هذا الإطار، يقول عبد الله بن محمد بن دسمال: رافق والدي القائد المؤسس في العشرات من رحلات الصيد بالصقور، حيث ارتبط الشيخ زايد بالصقور بشكل عام، ورياضة الصيد بالصقور ارتباطاً وثيقاً، باعتبارها من أهم الرياضات التي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد في منطقة الخليج والجزيرة العربية.

مطبعة بن دسمال
شهد عام 1968 تحولاً في قطاع الطباعة بالدولة، بعد تأسيس محمد بن أحمد بن دسمال السويدي مؤسسة أبوظبي للطباعة والنشر، التي حملت مسؤولية طباعة جميع الإصدارات الإماراتية في ذلك الوقت، وفي مقدمتها صحيفة «الاتحاد»، التي كانت تصدر أسبوعياً، حتى تحولت إلى صحيفة يومية. 
ويقول عبد الله: كانت صحيفة «الاتحاد» ترسل صفحاتها بالبريد إلى بيروت، لتطبع هناك في المطبعة التجارية والصناعية، وتعاد النسخ إلى أبوظبي ثانية لتوزع خلال أربعة أو خمسة أيام على الدوائر الحكومية، وكان مقرراً أن تصدر «الاتحاد» اليومية خلال شهر يونيو 1973، ولكن رأت وزارة الإعلام وقتها إصدارها في 22 أبريل عام 1972، فكلف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والدي، رحمه الله، بالعمل على تحقيق ذلك بسرعة، لطباعة الصحيفة بالدولة، وهذا ما حدث بالفعل، ووفرته بشكل عاجل مؤسسة أبوظبي للطباعة والنشر التي اشترت آلة طباعة حديثة نقلت بالطائرة من بريطانيا إلى أبوظبي، حتى إن الجمهور أطلق عليها اسم «المطبعة الطائرة».

دائرة الأشغال
رغم عمله بالتجارة في سن مبكرة، عمل محمد بن أحمد بن دسمال السويدي في دائرة الأشغال، ولكن لرغبته في الاهتمام بمشاريعه الخاصة، فضل التفرغ لتجارته وترك العمل الحكومي، وعن ذلك يقول عبد الله: عام 1967، شعر والدي بوجود تعارض بين مشاريعه الخاصة وعمله في دائرة الأشغال، فقرر ترك العمل الحكومي، وسخر جهوده كافة للعمل بالتجارة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©