عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
يعد موسمنا الحالي «الصفري أو الصفرية» الفاصل بين الحر وبداية نسمات الشتاء، حيث يتجه الجو للاعتدال، وهو يبدأ مع طلوع نجم سهيل، وقديماً أطلق عليه أهل الجزيرة العربية «صفري»، لأنه أول المواسم وبداية وقت خروج العرب إلى البادية لتتبع مناطق المطر والعشب حينما كانت تخلو الديار أو تصفر.
وقال إبراهيم الجروان عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك «أهل الأنواء يعدون أوانها ابتداءً من طلوع النجم سهيل وأهل الدرور يعدونها المائة يوم الأولى من طلوع النجم سهيل، فيقولون عشر صفري، عشرين صفري، إلى مئة صفري والتي تنقضي خلال النصف الثاني من نوفمبر».
تغيرات
وأوضح أن ما يميز هذا الموسم حدوث تغيرات فعلية في الجو خاصةً خلال الليل، ووقت الفجر، حيث تظهر ملامح فصل الخريف في الخليج العربي، بالتغير الملموس للجو من الحرارة العالية، ولهيب الصيف، إلى انخفاض الحرارة العالية مع الرطوبة العالية، باعتدال الجو مساءً، وتقل درجات الحرارة على معظم مناطق الدولة، ومع منتصفه تتدنى «الصغرى» فجراً إلى ما دون 20 درجة مئوية خاصة في العمق الصحراوي لتكون الدرجة الدنيا في نهايته دون 20 درجة مئوية في عموم المناطق، ويتشكل ضباب الفجر في الصباح الباكر خلال موسمي الصفري، والوسمي بصورة متكررة.
وعن حالة البحر لفت الجروان إلى أن البحر يكون هادئاً ويعد أفضل المواسم للصيد البحري، وتقترب الأسماك من السواحل، حيث كانت قد ابتعدت نحو الأعماق الباردة مع شدة الحر خلال موسم الصيف، وتشاهد طيور البحر، ويبدأ توافد الطيور المهاجرة، وخلاله يحين أوان العروة الزراعية الخريفية، حيث تزرع غالب أصناف المزروعات والأشتال، كما تنقل الفصائل والصروم، ويحين أوان «صرام النخيل».
الصيد والزراعة
ومع قدوم الصفري يستعد المزارع إبراهيم عبيد من «دبا الفجيرة» إلى زراعة النباتات الموسمية في الصفري، والتي تزين مزرعته بالكثير منها ساعياً لجني ثمارها وقت القطاف، وإزالة العذوق المحملة بالتمر، حيث إن هناك أنواعاً من الرطب تخرف أولاً بأول، وهناك أنواع تترك في النخلة لتستوي تمراً ثم يقطع العذق كاملاً.
بينما الصياد الستيني راشد المري، فهو ينتظر هذه الفترة بفارغ الصبر للعودة إلى صيد السمك، فمع اعتدال الجو وبرودة قاع البحر تبدأ الأسماك بالعودة إلى السواحل، ويقول «بالفعل ننتظر العودة إلى الصيد بعد عدة أشهر من الانقطاع، بسبب لهيب وحرارة الصيف التي دفعت الأسماك إلى الابتعاد من شدة الحرارة في الأعماق، حيث مع الصفري تعود أنواع كثيرة من الأسماك بأحجامها الكبيرة، لتبدأ رحلة الصيد الوفير مع الصيادين».
