الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

طلعتْ والاّ ما طلعت ؟

طلعتْ والاّ ما طلعت ؟
7 سبتمبر 2020 01:00

يذكرني هذا السؤال بأسئلة شبيهة مع اختلاف المراحل والأسباب والمناسبات، فقد أصبح في زمن كوفيدـ 19 لأزمة شبهُ يومية عند أفراد المجتمع، في كل بقعة من بقاع الأرض، حيث الجميع يتجهون بأنوفهمِ نحو ذاك العود الخشبي المكسو بقطعة شاشٍ أو قطنٍ بيضاء، والذي يتسلل إليه بخفة أو صعوبة بحسب اليد التي تمسك به، ثم تدفعه في فتحة الأنف اليمنى منتظراً ما سيفسر عنه من نتيجة، ربما تتوقف عليها حيوات ناسٍ كثر على مستوى العالم، لذا يقفز السؤال «طلعت والاّ بعدها؟»، يقصدون النتيجة بالطبع.
ومثلها «صفا والا ما صفا»، التي كانت رائجة أيام التلفزيونات «بوعِرشه، أو أريل»، تلك القطعة المُسماةُ لاقطاً والمُستقرةُ فوق أنبوب من الحديد متخذة من سطح المنزل مكاناً لها كلاقط للقنوات التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، أو كتلك الحالة من الخوف والرعب لدى طلاب المدارس وبالذات الثانوية العامة، الذين لا يُسمع على أفواههم سوى هذا السؤال «طلعت والا ما طلعت؟»، ويقصدون بها النتائج النهائية للامتحانات.
أما ذاك الشاب أو الشابة، الزوجان اللذان يجلسان في طابور طويل عريض عند أحد المختبرات في مستشفىً ما، فوضعهم مع السؤال مختلف تماماً عن أسئلة الآخرين، فالسؤال يتعلق بفرحة العمر والضيف المُنتظر، لذا فإن الجواب على «طلعت والاّ ما طلعت؟» يعني فرحة وسعادة، وأحلاماً وتصورات، ودلالاً ومحبة أكثر، وفي الوقت نفسه حزناً أو همّاً، إذا جاءت النتيجة سلبية تنفي وجود حمل.
المفارقة هنا أن السلبية في هذا الموقف، هي عكس السلبية مع نتيجة فحص كوفيدـ 19، فإن السلبية في الثاني تعني فرحة كبيرة واطمئناناً، على العكس تماماً من النتيجة الأولى، وهكذا تتقاطع النتائج والمواقف بحسب مناسباتها، فما يُبهج في السلبية في حالة ما، قد يُحزن بذات النتيجة في حالةٍ أخرى.
لقد تغيرت المفاهيم في زماننا، وصار الإنسان فيه كالجهاز الإلكتروني يتلقى كل شيء عن بُعد أو حتى عن قُرب، ولكن وفق معطيات جديدة تحركت الأشياء فيها من أماكنها الحقيقية، واختلت منظومة من المعايير والموازين، وحتى في العلاقات بالآخرين، فإن السؤال حول النتيجة قائم متى ما حدث خلاف بين صديق وآخر مثلاً، أو بين أمٍ وأحد أبنائها، أو أخ وأخيه، وراح أحدهما ليتحرى الحقائق، فإن الطرف المُنتظِر على ناصية قلق، سوف يكون غير قادرٍ على تقبل ما يحدث إلى أن تطلع النتائج، باعثة على الأمل إيجابية لا يتمناها من يتعرض أنفه للتنقيب بشكلٍ مرةً إثرَ مرّة.!؟

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©