الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عادات الزواج.. مفردات تتوارث

عادات الزواج.. مفردات تتوارث
11 سبتمبر 2020 00:11

نسرين درزي (أبوظبي) 

عندما يُحكى عن الأعراس في دولة الإمارات، تعود تلقائياً إلى أذهان الشعب مشهدية الاحتفالات قديماً بتقاليد أجمل ليالي العمر، التي مازال جزء كبير منها يطبق بحذافيره حتى يومنا الحاضر، من التحضيرات الأولية، إلى حفل الزفاف وتحنية العروس، وتجهيز الفرق الشعبية.

موافقة الجدات
الترتيبات الأولية للزواج، كانت منذ القدم من اختصاص النساء، فهن اللاتي يطرحن فكرة الارتباط والخطوبة، ويزرن بيت أهل العروس في البداية، إما مصادفة وإما بترتيب مسبق برفقة جارات مقربات، وكانت الجدات يلعبن دوراً محورياً في الأسرة، بحيث يرجع لهن الأبناء في كل أمر، ويرضخون لهن، ولا تتم الموافقة على أي عريس إلا برضاهن.

حفل الزفاف 
عن تقاليد الزواج في الماضي، تحدثت لـ«الاتحاد»، الدكتورة بدرية محمد الحولة الشامسي، الخبيرة والباحثة في التراث، وذكرت أنه من المفيد التعريف بمفردات الأولين، واستذكارها عند التفكير بحفلات الزفاف، وذكرت أن العائلات قديماً على اختلاف طبقاتها وإمكانياتها المالية، كانت تحرص كل الحرص على اتباع الطقوس المتعارف عليها للاحتفال بالعروسين من طلب يد العروس، وحتى اصطحاب «المعرس» لها إلى بيته.
وأوضحت، وفقاً لما تناقلته الجدات جيلاً بعد جيل، حقائق عن كواليس البيوت الإماراتية قديماً لدى استعداداتها للأعراس، وكيف كان حفل الزفاف يستمر عادة من 3 إلى 7 أيام، فيما كان البعض يكتفون بيوم واحد فقط، وعند عرض «زهبة» العروس يولَم للمدعوات، فيما يحضر أهل العروس يوم الخميس طعام الإفطار والغداء ويوزعونه على الجيران، وفي المساء، تعزف الفرق الشعبية حتى أذان المغرب، ومن بعد المغيب يواصلون الغناء حتى تقدم وجبة العشاء للمدعويين، ثم يزف «المعرس» إلى بيت العروس ويجلس في «الجلة»، وهي غرفة معدة للزفاف ويبقى مع عروسه في بيت أهلها من 4 إلى 7 أيام، ثم تنقل العروس إلى بيت زوجها، ومن العادات المتعارف عليها في الماضي، أن يقدم العريس لعروسه يوم العرس هدية يطلق عليه اسم «الصباحة»، وقد تكون خاتماً من الذهب، أو «مرية»، أو «أساور» أو مبلغاً من المال.

التسريحة
من أشهر التسريحات التي كانت تخصص للعروس يوم عرسها، «العجفة»، ولفتت الشامسي إلى أنه بحسب العادات قديماً، كانت «المعقصة» تهتم بتسريح شعر العروس على شكل ضفائر تجمعها إلى الخلف بشكل دائري، حيث تعمل على تعطير كل ضفيرة بالزعفران والياس، ومن أشهر التسريحات «صوت مشرح»، حيث يضفر الشعر ويجمع إلى الخلف على شكل دائري، و«صوت طلقي»، حيث يصفف بشكل متواز من اليمين إلى اليسار، و«دوارية» التي تشبه «العجفة».

الفراشة
وذكرت الشامسي أن «الفراشة» هي السيدة التي كان يوكل إليها في الماضي ترتيب «الجلة»، وتعطيرها، وتزيينها بالمفارش التي يطغى عليها الأحمر والأخضر والأصفر، مع توزيع المرايا على الجدران، لتعكس ضوء «الفنر» ليلاً، ونور الشمس صباحاً، وإنزال الأقمشة الزاهية من السقف، وتثبيت «الزوالي»؛ أي السجاد الأحمر في الزوايا، وكانت «الفراشة» تحضر الإفطار للعروسين لمدة 3 أيام، وتحرص على وضع الأطباق الملونة في «الكوة» المحفورة في الغرفة، وفي الماضي كانت بعض النسوة يقمن بعدة أدوار في الوقت نفسه، فالداية يمكن أن تكون خاطبة و«ماشطة»؛ أي «معقصة»، و«محنية»، و«زفافة».

الزفة
عادات الزفة كانت تختلف قديماً، ففي البيئة الساحلية كان «المعرس» يزف بعد المغرب في موكب إلى أن يدخل بيت العروس، أما في البيئة الجبلية، فكان يزف بعد صلاة العشاء مع دخول العريس إلى عروسه للسلام عليها وتقديم الهدية، حيث يجلس معها قليلاً ثم يخرج بعدها، وفي البيئة البدوية، لم تكن العروس تزف في بيت والدها، وإنما مساء يوم العرس، حيث يدخل العريس على عروسه ويمسح على رأسها، ثم يكمل الحفل مع المهنئين، ويحملها صباحاً إلى بيته في موكب بصحبة مجموعة من النساء على الدواب، أو حسب ما يتوفر من وسائل نقل، وتزف العروس في بيت أهل زوجها، ومن أشهر الزفات في الماضي فاطمة حميد بخيت من الفجيرة.

الحناء
بالحديث عن طقوس الحناء، فقد كانت العروس تحنى في بيت والدها لثلاثة أيام متتالية من الثلاثاء إلى الخميس، داخل غرفة خاصة، ولا يكون معها إلا أخواتها وصديقاتها اللاتي يغنين لها فرحاً وابتهاجاً، وكانت الحناء تكرر مرتين حتى تتخذ النقوش اللون العنابي المائل إلى الأحمر، وعادة تحنى العروس بالحناء الطبيعي، الذي يخلط بالماء المغلي مع الليمون اللومي، ويكون قد أعد قبل يوم ولا تضاف إليه أي مواد كيميائية، وكان العريس أو «المعرس» باللهجة المحلية يحنى في كفه وقدميه على شكل «غمسة» في احتفالية يقيمها له الأصدقاء، وتقوم بتحنيته خالته أو عمته، حيث تنثر عليه النقود والحلوى، وتحنى العروس بأشكال مختلفة من الحناء على شكل دائري، و«روايب» و«بيطان» على شكل مثلثات متقابلة بطريقة عكسية، ومن أسماء النقوش المتداولة قديماً «بيارج»، «حبة العسو»، «هلال ونجمة»، «مشي الحمامة»، «النخلة»، و«أوراق الشجر»، ومن أشهر المحنيات في الماضي، مريم بنت محمد سيف حميدان وموزة بنت جمعة الجرمن من رأس الخيمة، وبنت خميس بن حميدان من خورفكان، وفاطمة الشحي من عجمان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©