عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
تحظى مدينة «ورزازات»، بشهرة واسعة لدى كبار المخرجين، وسُميَّت المدينة الهادئة الواقعة في الجنوب الشرقي للمملكة المغربية، لدى صناع السينما في مختلف أنحاء المعمورة بـ«هوليوود أفريقيا»، نظراً لشهرتها العالمية، والتقدير الذي تحظى به لاحتضانها ديكورات وبلاتوهات تصوير أفلام سينمائية كثيرة، تعكس الحضارات الفرعونية والرومانية والصينية والعربية.
ومدينة ورزازات، بجبالها وواحاتها وصحرائها وقصباتها، التي شيدت قبل قرون من الزمن، والشبيهة بمآثر المدن القديمة، شهدت تعاقب الحضارات المختلفة، ما جعل منها مدينة السينما بامتياز، وفيها تتواجد استوديوهات كبرى للتصوير السينمائي، أهمها «أطلس»، و«كلا للإنتاج السينمائي»، و«أوسكار»، وهي تلبي طلبات كبار المخرجين لتصوير أفلام لها طابع تاريخي، كما تتوفر بالمدينة الطاقات الشابة التي تشتغل في ميدان السينما.
صناعة السينما
وقال الممثل علي البوري،: دخلت هذا الميدان مند 12 سنة، وكنت في سن صغيرة، يختارني المخرج أو مساعد للعب دور صغير في فيلم سينمائي، وكنت أتقاضى حوالي خمسة دولارات في البداية، وقد تدربت جيداً للعب أدوار تليق بالأطفال، ومع توالي السنوات أصبحت أحظى بحب كبار المخرجين للمشاركة في أفلامهم، سواء كانت أفلاماً عربية، أو مغربية، أو عالمية.
وأضاف: إن الكثير من الشباب من الجنسين في مدينة «ورزازات» يشتغلون في صناعة السينما، أو في مهن تقنية متعلقة بالسينما، كالديكور والإضاءة وهندسة الصوت والنجارة، وغير هذا، وأصبحت مدينة ورزازات، بعد افتتاح معهد المهن السينمائية بها، والذي يتخرج فيه العشرات من الشباب كل سنة، أصبحت توفر ما يكفي من التقنيين المتمرسين، لكن حالياً لا نشتغل، نظراً لمنع التصوير في ورزازات واستوديوهاتها، بسبب جائحة «كورونا»، وإغلاق الحدود، وتوقف حركة الطيران بين المغرب وعدد كبير من البلدان الأوروبية.
عند وصولك إلى مدينة ورزازات، يشد انتباهك الضوء الطبيعي وزرقة السماء وهدوء المدينة، حيث يقول المرشد السياحي شفيق أوطالب: سكان المدينة يعشقون السينما لأنهم احتكوا بكبار صناع السينما من مختلف أنحاء العالم، وهم مطلعون على تاريخ السينما العالمية وكبار نجومها، كما يمكن لزوار مدينة ورزازات زيارة استوديوهات السينما، التي تشتهر بها المدينة، وأصبحت من المدن السياحية الكبرى بعد مراكش، لذا يتم العمل على تشجيع السياحة في مدينة ورزازات التي ترحب بزوارها، وتفتح لهم أبواب الاستوديوهات لرؤية ديكورات أفلام عظيمة صورت فيها، والتي يتركها مخرجو تلك الأفلام، لأنه يصعب حملها معهم، نظراً لضخامتها وثقل أوزانها، فتتبرع بها الشركات المنتجة لتلك الأفلام لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.. ويضيف: «يأتي السائح إلى مدينة ورزازات وهدفه الأول هو زيارة متحف السينما في المدينة، والذي يتواجد في قلب المدينة لرؤية الديكورات الفرعونية والاستمتاع برؤية ديكورات ضخمة صورت بها أفلام عالمية.
أول فيلم
ومعروف أنه تم تصوير أول فيلم في مدينة ورزازات عام 1897،، ثم فيلم آخر 1930، كما صور فيها المخرج جيمس ستيوارت عام 1955 فيلمه المعروف باسم «الرجل الذي يعرف أكثر»، كما صورت بها مشاهد من فيلم «لورنس العرب»، الذي مثل فيه الفنان العالمي الراحل عمر الشريف دور البطولة، وصورت في المدينة مشاهد من فيلم «جوهرة النيل»، ومشاهد من فيلم «الرجل الذي أحب أن يكون ملكاً»، وهو من بطولة شين كونري، كما صور فيها المخرج العالمي مارتن سكورسيزي تحفته السينمائية «KUNDUM» وأفلاماً أخرى، من بينها «المومياء» و«عودة المومياء».
