الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

السينما الإسرائيلية.. إبداعات خارج الحدود

السينما الإسرائيلية.. إبداعات خارج الحدود
17 سبتمبر 2020 00:22

تامر عبدالحميد (أبوظبي)

الفنون هي اللغة المشتركة بين شعوب العالم، فهي تتجاوز كل الفوارق، لتصنع حواراً حضارياً متميزاً، وعن طريق الفن تستطيع الشعوب مد جسور التواصل والتقارب والتعارف فيما بينها، فالفن يجعل الإنسان في علاقة أكثر عمقاً مع الآخر، ويلغي الحواجز الاجتماعية في نفوس الأفراد، وتحقيق المتعة والألفة، وفهم الانفعالات والآلام التي مر بها الآخر، ومعرفة ثقافات مختلفة. ومع إعلان دولة الإمارات عن بدء علاقاتٍ اعتيادية مع إسرائيل بعد توقيع «معاهدة السلام»، يأتي الدور الحقيقي للإنتاج السينمائي والدرامي والفنون بمختلف مجالاتها في التقارب بين البلدين، وكسر الحاجز النفسي، وتعزيز التعاون في مجال صناعة السينما والدراما، للاستفادة من التطورات التي تشهدها كل من الإمارات وإسرائيل، في مجال السينما والدراما والإذاعة، من أجل إنتاج فني ثقافي مشترك.

ترجع بدايات السينما في إسرائيل إلى عام 1948، عندما تمكن إسحاق أكداتي، الذي أصبح منتج أول فيلم باللغة العبرية مع شقيقه باروخ أغداتي، من إقناع المستثمر ورجل الأعمال مردخاي نافون باستثمار أمواله الخاصة في معدات الأفلام والمختبرات وبناء الاستوديوهات. ومن ذلك الحين، انطلقت صناعة السينما في إسرائيل، ولمع لديها كثير من النجوم ظهرت إبداعاتهم عالمياً، وخصوصاً في هوليوود.
وفي عام 1949 تم إنشاء مختبرات أفلام «جيفا»، على موقع حطام الخشب المهجور في جفعتايم. وفي عام 1954، قررت إسرائيل سن قانون لتشجيع صناع الأفلام الإسرائيلية، فظهر عدد من السينمائيين الرئيسين في الستينيات، هم: مناحيم جولان وأفرايم كيشون وأوري زوهار، وأول فيلم سينمائي حقيقي هو Bourekas (بوركاس)، الذي أنتجه أفرايم كيشون في عام 1964، وفي 1965 أنتج يوري زوهار فيلم «حفرة على القمر» Hole on the moon، متأثراً بأفلام الموجة الفرنسية الجديدة.

  • وجويل إجيرتون
    وجويل إجيرتون

وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فازت العديد من الأفلام الإسرائيلية بجوائز في مهرجانات سينمائية حول العالم، تشمل الأفلام البارزة في هذه الفترة «الزواج المتأخر»، و«أجنحة مكسورة» و«المشي على الماء»، و«يوسي وجاجر»، و«مآسي نين»، و«نار المخيم»، و«غادر في نهاية العالم»، و«زيارة الفرقة»، و«والتز مع البشير». وفي عام 2011، فاز فيلم «لا مزيد من الغرباء» Strangers No More «بجائزة الأوسكار» لأفضل فيلم وثائقي قصير، وفي 2013، ترشح فيلمان وثائقيان لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي: «حراس البوابة«The Gatekeepers، وهو إنتاج مشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين والفرنسيين. ولدى إسرائيل إنتاج سينمائي ضخم، حيث أنتجت أكثر من 55 فيلماً شارك في بطولته نخبة من الممثلين، وناقشت كثيراً من القضايا الاجتماعية واقتصادية وجاسوسية، وشاركت في عدد من المهرجانات العالمية، أبرزها من بداية الألفية: «ليلا» فيلم من نوع دراما وكوميديا أُصدر 2003، من إخراج عاموس غيتاي، وسيناريو عاموس غيتاي ويهوشوا قناز، وبطولة يوسف كارمون وحنا لازلو وعاموس لافي، وتقع أحداث الفيلم في تل أبيب، وتدور قصة حول الصراع العربي الإسرائيلي. وفيلم «الدين»، وهو فيلم درامي صدر 2007 من إخراج عساف برنشتاين وبطولة جيلا الماغور ويوري شيبورنوف وأوليج دراش، ويحكي عن ثلاثة عملاء موساد متقاعدين يواجهون تحدياً من ماضيهم. وأما «العروس السورية»، فهو فيلم أنتج 2004، وتدور قصته حول الحياة العائلية من الطائفة الدرزية بقرية مجدل شمس في الجولان المحتل، وحصد الفيلم 4 جوائز من مهرجانات دولية، ومنها مهرجان بانكوك السينمائي. وفيلم «9.99 دولار» الدرامي أُنتج في أستراليا وإسرائيل، وصدر في 2008، من بطولة جيوفري راش وأنتوني لاباليا وبن مندلسون وجويل إجيرتون، يدور الفيلم حول شخص يبلغ 28 سنة يدعى «ديف بيك»، وهو عاطل عن العمل، ولكن يفضل أن يبحث عن معنى الحياة أكثر من البحث عن عمل بأجر. و«ذا بوبل» فيلم درامي، أُنتج عام 2006، وتتحدث قصته عن علاقة الصداقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وحاز عدة جوائز عالمية. وفيلم «لبنان»، من فئة الدراما والحرب، وإخراج قصاموئيل أطخرجه، فاز بجائزة ليون الذهبية للأفلام 2009 بفرنسا. ويتناول الفيلم الوجود العسكري الإسرائيلي في لبنان سنة 1982.

حركة غنائية
تشهد إسرائيل حركة غنائية قوية، بحكم وجود عدد من صناع الموسيقى والغناء الموهوبين، من أبرزهم أفيهو ميدينا، الملحن والكاتب الغنائي. وولد ميدينا في تل أبيب، وألف أكثر من 400 أغنية «مزراحية»، وهو مصطلح عبري لليهود الشرقيين، وبلغت ألبوماته التي أصدرها تسعة. ويعتبر من أكثر المغنين الإسرائيليين شهرة، واحتل عام 2005 الترتيب 123 في قائمة أعظم 200 إسرائيلي على مر العصور في استطلاع للرأي من قبل موقع إخباري إسرائيلي «واي نت».

ومن أبرز المطربين الإسرائيليين أيضاً بوعز شرابي، وهو مغن ومؤلف وملحن وعازف قيثارة وبيانو، وتشكل أغانيه جزءاً كبيراً من الثقافة الإسرائيلية. 
وريف كوهين، وهي كاتبة أغان ومغنية إسرائيلية، اشتهرت بأداء الأغنيات بالعبرية والفرنسية والعربية.
وأما بير تاسي، فهو مغن وكاتب أغان «مزراحية» بدأ مشواره الفني بالغناء في فنادق شركة «فتال»، وبعد عامين، أطلق تاسي ألبومه الأول. وفي 2009، أصدر أول أغنية له، أعقبها ثلاث أغانٍ أخرى تم إصدارها في 2010 و2011. وفي عام 2013، فاز بالمركز الأول في مسابقة موسيقية، ليطلق ثلاث أغان أخرى في العام نفسه. وفي نوفمبر 2013، تم إصدار ألبومه الأول «هاشورا»، ليقدم بعدها 3 ألبومات أخرى هي «شيل أهاب 2014» و«مناشيم روزوت 2016» و«شاهور لبن 2017».

«شُغل عرب»
شغل العرب والفلسطينيون جانباً كبيراً من الدراما الإسرائيلية. ومن أبرز المسلسلات التي جذبت مشاهدات واسعة من جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي يهوداً وعرب، المسلسل الساخر «شُغل عرب»، وحقق نجاحاً كبيراً بعد ترجمته إلى اللغة العربية لتوسيع دائرة مشاهديه. وكتب سيناريو المسلسل الكاتب الفلسطيني سيد قشوع، الذي يكتب باللغة العبرية، ولمع نجمه في الصحافة والتلفزة العبرية، نظراً لأسلوبه الهزلي المتميز. وتدور أحداث المسلسل حول شخص فلسطيني يدعى أمجد، يؤديها الممثل نورمان عيسى، وهو صحفي من عرب إسرائيل عمره 53 سنة يعمل في صحيفة عبرية، ويسكن في بلدة عربية شرق القدس، انتقل بعدها للسكن في حارة يهودية، وهو متزوج من عاملة اجتماعية اسمها بشرى، تلعب دورها الممثلة كلارا خوري، ولهما طفلة تدعى مايا. ويظهر التناقض بين البيئة العربية التي عاش فيها، واستقى منها تقاليده، وبين محيط العمل اليهودي بطابعه الغربي، ويركز «أمجد» اهتمامه على الاندماج في المجتمع الإسرائيلي بشتى الأساليب، لكنه بدا عاجزاً عن اختراق الآراء المسبقة في محيطه الإسرائيلي، كما أنه تعرض لمشكلات كثيرة بمحيطه العربي.

وسبب مسلسل «الجاسوس» كثيراً من الجدل، بعد عرضه على «نتفليكس»، خصوصاً أن قصته المأخوذة من كتاب «الجاسوس من إسرائيل» للكاتبين أوري دان ويشعياهو بن بورات، تدور حول الموظف الإسرائيلي «إيلي كوهين»، الذي أصبح عميلاً سرياً بسوريا في مهمة طويلة محفوفة بالمخاطر لصالح الموساد في الستينيات، ولعب بطولته ساشا بارون كوهين، ونواه إمريك، وهادار راتزون.

قيم التسامح
أعرب صناع سينما ودراما في الإمارات، عن إيمانهم بأن الفن نافذة توفر ما يعزز قيم التسامح وقبول الاختلاف، التي هي قيم على النقيض تماماً لما تدعو إليه الجماعات المتطرفة.
وأكد الكاتب والمخرج ناصر الظاهري، أن الفن أقرب وسيلة للتقارب بين الشعوب، وجسر حضاري وثقافي يربط الآخر بثقافات مختلفة. وأضاف: «كل من هم موجودون على أرض الكوكب، يجب أن يعيشوا في وئام بعيداً عن الحروب، ولن يحدث ذلك إلا عن طريق التسامح الذي يعتبر قيمة إنسانية عالمية وحضارية، تجسدها دولة الإمارات بمبادراتها وبرامجها المختلفة وباحتضانها نحو 200 جنسية من بقاع العالم كافة في أراضيها، بما يجعل التسامح قيمة متأصلة في نفوسنا وجذورنا التاريخية بما تحمله من قيم نبيلة وخصال حميدة تقوم على احترام الآخر».

وبيّن أنه عمل خلال الفترة الماضية على رصد ثقافة التسامح المطبقة في الدولة وتعريفها إلى الآخرين، وتسليط الضوء على كيفية تطبيقها ضمن المبادرات والبرامج والأماكن المتعددة، وما تمضي به الإمارات قدماً في مسالك الإنسانية والوئام، إدراكاً منها لأهمية الخطاب المعتدل الداعي للإنسانية في مواجهة خطابات الكراهية والتعصب.
وأوضح الظاهري، الذي عُرض فيلمه «تسامح» في مهرجان «لوس أنجلوس» للأفلام القصيرة، بالتزامن مع توقيع المعاهدة، أمس، أنه قدم من خلال هذا العمل نموذجاً حقيقياً لأهمية التسامح والتقرب بين الشعوب، بمختلف جنسياتهم ودياناتهم وثقافاتهم، كاشفاً أنه وضع ضمن أحداث الفيلم قصة لشخصية يهودية.

صنع السلام
أفاد الكاتب والفنان مرعي الحليان بأن ما تفرقه السياسة يجمعه الفن. وقال: «لا شك أن الفنون هي جسر تواصل وتقريب بين ثقافات الشعوب، ولغة يفهمها العالم كله، ويلعب الفن دوراً مهماً في صنع السلام، وإنجاز ما تعجز عنه وسائل التواصل وقنوات التواصل الأخرى عن تحقيقه».

وأضاف الحليان: «الإمارات دوماً منارة للفن والثقافة وأرض التسامح والتعايش، ومن خلال الإنتاجات السينمائية والدرامية المحلية، لطالما عمل صناعها على نشر القيم الإنسانية السامية، ووسائل الحب الخالدة، ودعوا إلى إتاحة مزيد من الفرص لفناني الدول الأخرى للتلاقي والتعاون والتعارف وتنفيذ مشاريع فنية مشتركة، وهو ما يخلق أفكاراً وإبداعات مختلفة، وفهم ثقافات وعادات وتقاليد الآخر».

دراما إسرائيلية
حققت إسرائيل تطوراً في حجم الإنتاج الدرامي، وجد طريقه خارج حدود الدولة إلى العالم، خصوصاً بعد عرض أغلب الأعمال عبر المنصات الرقمية، وأبرزها «نتفليكس»، التي استحوذت على عرض بعض المسلسلات، منها: «أسرى الحرب»، ومسلسل «شتيسل»، الذي عرض على منصتي «أمازون»، و«نتفليكس»، والذي يعالج أحوال عائلة يهودية تعيش في المجتمع اليهودي الحريدي المتشدد في مدينة القدس، إلى جانب عرض بعض المسلسلات عبر تليفزيونات عالمية، مثل: التلفزيون البريطاني، الذي عرض مسلسل «كلمة واحدة»، ويتحدث عن عائلة إسرائيلية تعيش في «كيبوتس» ويعاني أحد أبنائها مرض التوحد.
وفي السنوات الست الأخيرة، تم إنتاج عدد من الأعمال الدرامية التي حققت صدى كبيراً، ونالت رواجاً، وأثارت كثيراً من الجدل، أبرزها مسلسل «طهران».. دراما إسرائيلية تخترق إيران بالقوة الناعمة. ويروي المسلسل قصة الجاسوسة الإسرائيلية «تمار رابينان» اليهودية من أصل إيراني في مهمتها الأولى للعاصمة الإيرانية. ويحكي العمل قصة تامار، وهي عميلة شابة في الموساد الإسرائيلي، يسند إليها مهمة اختراق وتعطيل مفاعل نووي إيراني، حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من شن غارة جوية، لكن عندما تسير المهمة بشكل خاطئ، تصبح العميلة شاردة، وتقع في حب ناشط محلي مؤيد للديمقراطية، ويعيد اكتشاف جذورها الإيرانية في مدينة ولادتها.

واستوحى كاتب مسلسل «طهران»، فكرته من التوتر وحالة العداء المستشرية بين إسرائيل وإيران، وأوضح أن بطلة المسلسل «نيف سلطان» درست الفارسية لمدة أربعة أشهر، تحضيراً لدورها كيهودية مولودة في إيران ترسل في مهمة سرية إلى هذا البلد، ويشارك في العمل أيضاً الممثلان المولودان في إيران نويد نغبان وشون توب. وأما مسلسل «فوضى»، فتدور قصته حول تخفي عنصرين من القوات الخاصة الإسرائيلية بملابس عاملين في خدمة توصيل الحلويات، يقتربان من المشاركين في حفل زفاف في إحدى قرى الضفة الغربية.
ويسعى الرجلان إلى ملاحقة «أبو أحمد»، وهو أحد عناصر حركة حماس، وعند اكتشاف أمرهما يحدث تبادل لإطلاق النار في المكان، ويسجل العمل يوميات وحدة «المستعربين» في الجيش الإسرائيلي، والتي يتخفى عناصرها بملابس مدنية ويتوغلون داخل مدن الضفة الغربية، لمطاردة الناشطين الفلسطينيين. ونال المسلسل شعبية جارفة داخل إسرائيل، ولاقى أيضاً إشادات بسبب تقديم صورة إنسانية للمقاتلين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

مشاهير إسرائيليون غزوا هوليوود:

إيليت زورر
المولودة في تل أبيب عام 1969، أحد أهم الأسماء شهرة في السينما الإسرائيلية، ولعبت أدواراً مهمة من أبرزها «مآسي نينا»، و«قيامة آدم»، وشاركت في بطولة أفلام هوليوودية، منها: فيلم Daredevil. أما ألونا تال، فهي ممثلة إسرائيلية بدأت مسيرتها الفنية عام 2003، وعرفت بأدوارها في أشهر البرامج والدراما التلفزيونية، ومنها «فيرونيكا مارس»، و«سوبر ناتشورال».

جال غودت
فازت بلقب ملكة جمال إسرائيل عام 2004، وقدمت أول أفلامها عام 2009 النسخة الرابعة من The Fast and the Furious. وواصلت غودت العرض في السلسلتين التاليتين للفيلم. 
وفي 2017، استحوذت غودت على اهتمام عالم الترفيه، بأدائها لفيلم «ووندر وومان».

ليور راز
المشارك في إنتاج البرنامج التلفزيوني الإسرائيلي «فودة»، بات واحداً من أكثر الأسماء شهرة في هوليوود الآن. ومن المقرر أن يشارك ليور راز في فيلم هوليوود Operation Finale، الذي يرتكز على القصة الملحمية لمطاردة إسرائيلي، «القبض على أدولف أيخمان وإعدامه».

ليئور أشكنازي
ممثل متعدد المواهب، لعب دوراً كبيراً في جميع الأدوار الرئيسة في السينما الإسرائيلية، مثل فيلم Footnote 2011 وفوكستروت 2017، ولعب ليئور أشكنازي دور البطولة في فيلم «نورمان سيدان» جنباً إلى جنب مع ريتشارد جير عام 2016، ومن المقرر أن يظهر في فيلم أميركي جديد يرتكز على القصة الحقيقية الدراماتيكية، لمهمة إنقاذ إسرائيل لطائرة مخطوفة، حيث قتل يوناتون، شقيق بنيامين نتنياهو.

أفراهام أفيف
من بين الممثلين الإسرائيليين الذين حظوا بشهرة عالمية، أفراهام أفيف ألوش، وهو أيضاً مغن وعارض أزياء، اشتهر بلعب دور «عاموس» في مسلسل «الجميلة والخباز» عام 2013.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©