الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

في ندوة «دنيا الاتحاد» الافتراضية: واقع الدراما التلفزيونية.. هل يواكب التطور في الإمارات؟

المخرج عمر إبراهيم يوجه الحليان ومروان عبد الله خلال تصوير «على قد الحال»
18 سبتمبر 2020 00:14

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

هل واكبت الدراما التلفزيونية المحلية التطور الذي تشهده الإمارات في شتى المجالات؟ وما مستوى الدعم المقدم لإنتاج المسلسلات، وهل الكم الذي يقدم من أعمال درامية سنوية يتفق مع حاجة المشاهد؟ ولماذا يغيب عرض المنتج المحلي على المحطات العربية الأخرى؟ وهل الاعتماد على المُنتج المنفذ يخدم العمل الدرامي؟ وما أسباب غياب المخرج المحلي وضعف حضور العنصر النسائي؟ 
أسئلة كثيرة طرحت، مؤخراً، في ندوة «دنيا الاتحاد» الافتراضية «واقع الدراما التلفزيونية في الإمارات»، من أجل النهوض بها، خصوصاً أن الدراما التلفزيونية من أهم أنواع الدراما، كونها الأكثر قرباً من الناس، لأنها تدخل كل بيت، ما يعني وجود قوتها التأثيرية الناعمة على المشاهد، سواء على الصعيد التثقيفي والتنويري، وإمكانياتها على التغيير، وبعث الرسائل الإيجابية في المجتمع، إضافة إلى دورها في رفع مستوى الذائقة الجمالية، عبر الصورة والنص والحوار والإمكانات والقدرات العالية التي يتمتع بها الممثل.
استضافت الندوة، الممثل والمنتج أحمد الجسمي، والممثل والمنتج سلطان النيادي، والممثل والمؤلف مرعي الحليان، وعلاء النعيمي، رئيس قسم الإنتاج الدرامي في تلفزيون أبوظبي، والممثلة هدى الغانم، وتضمنت  ثلاثة محاور، الأول: «الإنتاج»، والثاني: «أهم عناصر الدراما.. الكاتب، المخرج، الممثل»، والثالث: «الدراما في مسار النقد والإعلام».. وأدارها سعد جمعة، مشرف قسم المنوعات في جريدة الاتحاد.

  •  المشاركون في ندوة «دنيا الاتحاد» يناقشون قضايا الدراما المحلية (الاتحاد)
    المشاركون في ندوة «دنيا الاتحاد» يناقشون قضايا الدراما المحلية (الاتحاد)

مواكبة النهضة 
في بداية الندوة، قال أحمد الجسمي عن مواكبة الدراما المحلية، التطور الذي تشهده الإمارات: الدراما التلفزيونية مرآة للمجتمع، والإمارات تشهد نهضة كبيرة وإنجازات، بفضل قيادتها الرشيدة، هذا الواقع يجب أن تتطرق له الدراما في أكثر من عمل، ويجب أن تكون بمثابة إعلان مباشر عما يحدث في الإمارات، وبالفعل بعضها واكب هذا التطور، خصوصاً العمراني.
وطرح سلطان النيادي سؤالاً: هل واكبت الدراما التطور الفكري والثقافي والعمراني والاقتصادي الذي تشهده الإمارات؟.. من وجهة نظري، لم تواكب، وبشكل مباشر استحضرنا بالفعل في بعض الأعمال تطور البناء بحكم الحقبة الزمنية، لأحداث العمل، لكنها لم تكن بشكل أعم وأشمل. 
وفي هذا المحور أفاد علاء النعيمي بأن الدراما الإماراتية كان لها دور فعال منذ نشأتها في التأثير وتعليم وتثقيف المجتمع، وكانت على مستوى الأعمال التراثية والحديثة أيضاً، مثل «حاير طاير» و«أوراق الحب» و«ما نتفق»، وأبرزت التطور الثقافي والفكري والعمراني في الإمارات، لذلك وإن كانت قليلة، لكن هذه الأعمال موجودة، وتلعب دوراً كبيراً في إبراز المنجز المحلي.

دعم الإنتاجات
وحول مستوى الدعم المقدم للإنتاج، قال النيادي: في السابق، كان ينتج عمل أو اثنان في العام الواحد، مقتصرين على شركتي إنتاج، وما حدث هذا العام من حراك، يعود الفضل فيه إلى «أبوظبي للإعلام»، التي جعلت 2020 عاماً مميزاً للدراما التلفزيونية الإماراتية، بإنتاج 4 أعمال عرضت في رمضان الماضي، وهذا الدعم، أدى إلى تحفيز صناع الدراما في الإمارات، وهذا ما كنا نطمح له من سنوات عدة، حتى نستطيع المنافسة مع الأعمال الخليجية والعربية.
وأضاف: الميزانية، المحرك الرئيس لتنفيذ العمل الدرامي، وطالما أن المنتج يعمل تحت ضغوط التسويق وبنود أخرى، منها الأجور، فهو يراعي التوفير على حساب جودة العمل، حتى يستطع أن ينفذ العمل بميزانية محددة.
وعقب النعيمي: «أبوظبي للإعلام» تهتم بالدراما الإماراتية، ودعم المنتج المحلي، ليس فقط في الأعمال التراثية، بل أيضاً العصرية منها، وتقديم أعمال ترتقي بذائقة المشاهد الخليجي.. وتم الاتفاق مع 5 شركات إنتاج هذا العام، لتقديم أعمال إماراتية وخليجية، وهذه سابقة هي الأولى من نوعها، وهذا خطوة جديدة، في تقديم أعمال خليجية وتكليف منتجين إماراتيين بتنفيذها، وذلك لدعم الكوادر المحلية لتكون ضمن أبطال العمل الخليجي، مما يسهم في تعزيز حضور الممثل الإماراتي على الساحة الخليجية.
وأكد النعيمي أن «أبوظبي للإعلام» رائدة في دعم الدراما الإماراتية، ولديها خطط لتسويق ودعم المسلسل المحلي، فهناك أعمال تم بيعها وعرضت على قناة مشفرة مثل «الشهد المر»، وهذه بادرة تحسب للدراما المحلية، فإننا بصدد التسويق الخارجي للأعمال الدرامية، خصوصاً أن اللهجة ليست عائقاً أو مبرراً لعدم التسويق، فالمحتوى والجودة والتمثيل والإخراج، أساس نجاح أي عمل وانتشاره داخلياً وخارجياً، لافتاً إلى أنه من ضمن خطط تسويق أعمال المكتبة والأرشيف الدرامية على المنصات الأخرى، وإنتاج مسلسلات إماراتية ذات الحلقات المكثفة من 7 إلى 12 حلقة لعرضها عبر المنصات الرقمية، مع الأخذ بالاعتبار أن طبيعة هذه الأعمال التي تعرض في المنصات، لها خصوصية عما يتم تقديمه في الشاشة الفضية، أبرزها تكثيف العمل وجود حبكة درامية قوية، وجودة تصوير وإخراج بتقنية 4K، وتقنية صوت 5.1 سروند، وصورة عالية الجودة HD، ولذلك فقد طُلب من كل المنتجين الذين تولوا إنتاج أعمال هذا العام، بإرسال نسخة خاصة بهذه التقنيات لعرضها على منصة «أبوظبي للإعلام»، وأن تكون جاهزة لبيعها على منصات أخرى.

  • ملصق «الشهد المر» الذي عرض على شاشة «الإمارات» العام الماضي (الصور من المصدر)
    ملصق «الشهد المر» الذي عرض على شاشة «الإمارات» العام الماضي (الصور من المصدر)

دور المنتج المنفذ
وتحدث الجسمي عن دور المُنتج المنفذ في الارتقاء بالعمل الدرامي المحلي، وقال: من المعروف أن مفهوم العمل الخليجي، هو الذي ينتج من قبل دول الخليج، لكن في حقيقة الأمر، العمل الخليجي أصبح الآن يطلق مباشرة على الأعمال الدرامية التفزيونية الكويتية، لأنه فرض نفسه بشكل قوي، بحكم أن تجربتها تسبقنا، وبما أنه عرف عن مصر بـأنها «هوليوود العرب»، فالكويت «هوليوود الخليج»، وبالتالي أصبح التسويق مرتبطاً بهذا الأمر، لذلك لا تعرض أعمالنا على محطات أخرى، لذا فمن الصعب أن أنتج من مالي الخاص عملاً لا يسوق، ولا يعرض إلا في قنواتنا فقط. وتابع: متطلبات السوق مختلفة عن كل ما نطمح له، فـ «الشهد المر» فعلاً يعرض على قناة مشفرة، لكن كم محطة أخرى عرضت المسلسل؟ وهذا بسبب الخصوصية، وفي هذا السياق، أنا كمنتج منفذ، يجب أن أرفع من مستوى العمل الدرامي الإماراتي، ويجب أن أقدمه بشكل جيد، ولا أقلل من قيمة منتجي، حتى يخرج من نطاق المحلية.
وشدد الجسمي على ضرورة دعم المسلسل المحلي، مثلما تفعل «أبوظبي للإعلام»، موجهاً الشكر لها على هذه الخطوة الجادة، التي تعيد الفترة الذهبية للإنتاج الدرامي، خصوصاً أن المسلسل المحلي كان متصدراً في تلك الفترة، بأعمال مميزة لسعيد النعيمي وأحمد منقوش وسلطان الشاعر وغيرهم، لدرجة أن فناني الكويت والوطن العربي شاركوا في أعمال إماراتية واتجهوا إلى تصوير أعمالهم في الإمارات، وحتى يومنا هذا، معبراً عن سعادته بخطوة «أبوظبي للإعلام» في تكليف المنتجين المحليين لتنفيذ أعمال خليجية، معتبراً أنها ثقة كبيرة، ويجب أن يكونوا على قدر هذه الثقة.

حضور خليجي
وفي المحور الثاني من الندوة، نوه الجسمي إلى الحضور الجيد للممثل الإماراتي في الأعمال الخليجية خلال الفترة الماضية، وقال: مشاركتي في تلك الأعمال وضعتني في مصاف فناني الخليج، لكننا اليوم نعيش في زمن مغاير، عالم «السوشيال ميديا» والمنصات الرقمية، وينقصنا صناعة النجم، فعلي سبيل المثال، مسلسل «المنصة» يحقق مشاهدة عالية خلال عرضه حالياً على «نيتفليكس»، لأنه قوي في الشكل والمضمون والإخراج وكذلك الإنتاج، لذا فإن كل من يعمل في «المنصة» حقق النجومية المطلوبة، لذلك، فإذا تم إنتاج عمل محلي يغرد خارج السرب وتم تنفيذه بشكل عالمي، فأي ممثل فيه، حتى لو كان مبتدئاً، سيحقق النجومية، لذا فنحن بحاجة إلى صناعة محترفة وتفكير مختلف، وأعتقد أن توجه تلفزيون أبوظبي للمنصات الرقمية، سيؤدى إلى ظهور نجوم خلال السنوات الخمس المقبلة.
وحول مسألة صناعة النجم، عقب النعيمي: لتحقيق النجاح والوصول إلى الشهرة والنجومية، على الممثل أن يقرأ، ويطور من إمكاناته وأدواته، متذكراً أيام الزمن الجميل، عندما كان الممثل ينتقل من إمارة لأخرى للمشاركة في ورشة، أو يعمل مع مخرج معروف، أو يتدرب في المسرح، إلى جانب التضحية بمسألة الأجر، بهدف تحقيق الوجود والاستفادة واكتساب الخبرات، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يحدث مع فناني الجيل الجديد الذي يبحث وراء الشهرة السريعة، وتشغله مسألة الأجر، لذا فإننا بحاجة إلى طاقات تمثيلية تضيف للعمل.

غياب المخرج
أما بالنسبة لغياب حضور المخرج المحلي، رغم وجود عدد من المخرجين المتميزين، فأكد الجسمي أن الاستمرارية في الإنتاج الدرامي، تؤدي إلى وجود جميع الكوادر في العمل، من مدير إنتاج ومساعد إنتاج ومدير موقع ومساعد مخرج ومخرج، فكثرة الأعمال تزيد من قاعدتنا، وتظهر لنا فئات مختلفة من الفنيين، مؤكداً ضرورة حضور المخرج المحلي في الدراما الإماراتية، خصوصاً أن هناك نماذج حققت نجاحاً، مثل المخرج عمر إبراهيم الذي قدم نحو 4 أعمال درامية، وكلها حققت صدى كبيراً.  
ووافق النعيمي رأي الجسمي، مشيداً بالمخرج عمر إبراهيم الذي خرج بعيداً عن نطاق المحلية، واتجه للعمل الخليجي، وحالياً هو بصدد إخراج عمل سعودي من إنتاج «أبوظبي للإعلام»، منوهاً بضرورة البحث عن مخرجين، عن طريق دعم المنتج المحلي في هذا الجانب، بإشراك مخرجين تحت التدريب في تنفيذ أعمالهم الدرامية، والاستفادة من خبرات مخرج العمل الرئيس.
وأوضح النيادي أنه يتمنى أن يشاهد مخرجاً محلياً يتولى إخراج عمل إماراتي، إن كان تراجيديا، أو كوميديا، خصوصاً أنه الأقدر بطبيعة الحياة الإماراتية واللهجة، وغير ذلك من الأمور، مقترحاً إشراك المنتجين لطلبة الجامعات كمتدربين، عند العمل على العمل الدرامي، ليتم إعدادهم على المدى البعيد لتولي الأدوار المحورية في إنتاج العمل الدرامي.
وتابع: أغلب مخرجينا في السينما، وأعطينا لبعضهم الفرصة لإنتاج أعمال درامية مثل راكان في مسلسل «البشارة» وكان عملاً مميزاً، وياسر النيادي في «ص.ب 1003»، الذي تولى إخراج مشاهد لندن، لكننا في النهاية من الصعب أن تستمر عملية المغامرة، خصوصاً أن الإخراج في السينما يختلف عن التلفزيون.
وبهذا الخصوص عقب الحليان: هناك مخرجون في السينما قدموا تجارب مميزة، خاصة في الأفلام القصيرة، من حيث صناعة الصورة والمشهد، وحصلوا من خلالها على جوائز في مهرجانات دولية، لكن الإشكالية في عدم استطاعتهم خوض تجربة إخراج عمل تلفزيوني، خصوصاً أنه يتكون من 1200 مشهد على الأقل، والمنتج يحتاج أن ينجز من هذه المشاهد 20 مشهداً في اليوم، لأن لديه موعداً محدداً للتسليم للقناة، وتأتي هذه الشروط وطبيعة الإخراج التلفزيون عائقاً كبيراً لمخرجي السينما، الذين يريدون تنفيذ مشهد واحد مدته دقيقة في4  ساعات، وهنا المنتج يريد مخرجاً متمرساً على العمل السريع والإنجاز، لأن اليوم الواحد في التصوير يكلفه الكثير.
وتابع: عمر إبراهيم تميز في السينما وإخراج الأفلام القصيرة، وأدخل الجو السينمائي في العمل الدرامي، وهذا ما ميز المشهدية لديه، حيث استطاع أن يطوع إبداعاته، ويتقبل شروط وطبيعة الإخراج الدرامي التلفزيوني، ونجح في ذلك.
أما بالنسبة لقلة عدد الكتاب، والجهود المبذولة لتحقيق طفرة في عدد الكتاب المحليين، فأشار الحليان إلى أن هناك جهات معنية، مفترض أن تتعاطى مع الدراما التلفزيونية، ومن أهمها وزارة الثقافة والشباب كقطاع ثقافي محوري، من خلال تشجيع ودعم وخلق كتاب للدراما التلفزيونية، وإقامة دورات وورش خاصة.
الكتابة للتلفزيون علم قائم بذاته، وليس فقط سيناريو وحوار، بحسب ما أكده الجسمي في هذا الشأن: هناك بعض الكتاب لا يستطيعون التفريق بين وصف المشهد والحوار والسيناريو، فالسيناريو علم قائم بذاته وموهبة مطلوبة، فالكتاب بالنسبة لنا نوعان، فعندما تطلب ملخصاً وكتابة حلقة، أو حلقتين من العمل، يأتي كتاب النوع الأول الذين لديهم إسهاب في الملخص، ويكون في غاية الجمال، لكن عندما تقرأ حلقة مكتوبة، لا تعرف ما الهدف أو الفكرة من العمل، والعكس صحيح بالنسبة للنوع الثاني، فمعظم كتابنا في بعض أعمالنا نصل معه من الحلقة العاشرة إلى 15، ومن ثم ندور في حلقة مفرغة، مط وتطويل، لأن القصة الحقيقية انتهت، وهذا يعتمد على نفس الكاتب في الكتابة.

  • حبيب غلوم وحمد الكبيسي في «الشهد المر»
    حبيب غلوم وحمد الكبيسي في «الشهد المر»

حضور نسائي
ومن جانبها، تحدثت هدى الغانم عن شبه غياب العنصر النسائي في الأعمال الدرامية، وكيفية تفعيل وجودها في أدوار بطولة: يأتي السبب في ذلك في عدم اهتمام الكتاب بالكتابة لقضايا المرأة، وكل اهتمامهم ينصب حول الرجل، وبالتالي يأخذ المساحة الأكبر في الدور والمشاهد، فكل ما يكتب للمرأة في الدراما المحلية أدوار مكملة وثانوية، لخدمة البطل، ليس إلا، وتتمحور في الأم أو الزوجة أو الأخت، وفي بعض الأحيان إذا طال دورها، يأتي الكاتب لينهيه باختفائها أو موتها، ضمن الأحداث.
وطرحت سؤالاً: أين قضايا المرأة في أعمالنا الدرامية؟ أين واقع المرأة الحالي، التي أصبحت عنصراً محورياً في المجتمع، بإنجازاتها وإبداعاتها في مجالات عدة؟.. فالممثلة الإماراتية لديها الإمكانات التي تؤهلها للعب أدوار كبيرة ومهمة في عالم الدراما، ولكن حتى الآن لم يأت هذا العمل الذي يظهر أهمية العنصر النسائي في مجال التمثيل، رغم أنها كانت إحدى المؤسسات للحركة الفنية في الإمارات منذ البدايات.    
وافقها الرأي الحليان: لم يتم التعمق في قضايا المرأة بالدراما الإماراتية، وحضورها مكمل للعمل، مضيفاً: الكاتب المبدع يبحث عن قضايا المجتمع المختلفة، مثل الكاتب الكبير نجيب محفوظ الذي يهتم بهموم المرأة، وظهرت بطلة في معظم أعماله، لذلك ليس شرطاً أن المرأة تكتب للمرأة، ولكن يجب على كتابنا أن ينظروا لهذه المسألة بعين الاعتبار.

الوصول للجودة
وتحدث الحليان، في المحور الأخير، عن دور النقد والإعلام في النهوض بالدراما المحلية : الأعمال قبل 10 سنوات، كانت أكثر مواكبة للمجتمع ومجاورتها لقضاياه، الأمر الذي يغيب عن كتاب وصناع الدراما، هي طبيعة مجتمع الإمارات القافز، فهو يختلف كثيراً عن العديد من المجتمعات، لأنه مجتمع متحرك وسريع، لذلك يجب أن نتوجه للجيل الجديد ونخاطبه بفكر آخر، فما يكتب في الدراما موجه لجيل ما بعد الخمسين من العمر، من ناحية الجمل والمفردات القديمة، وصياغة النصوص لا تخرج عن نطاق الكلاسيكية، فالكتابة أصبحت متطورة، من حيث تقديم الحدث وشرحه، وحداثة النص الدرامي، والتأخير والتقديم.
ومن أجل التطوير، أكد الحليان أهمية تكريس النقد الفني للأعمال للدرامية من قبل وسائل الإعلام المحلية، وعدم الاكتفاء بتسجيل الأحداث، وذلك بهدف الوصول إلى الجودة، متذكراً أنه في السابق كانت تقام «ندوة الدراما السنوية»، ويدعى لها فنانون ومفكرون ومتخصصون اجتماعيون ومديرو المحطات التلفزيونية، وكانت عادة ما تقام بعد رمضان، وكانت تنظمها اللجنة الثقافية في النادي الأهلي، وتتم من خلالها مناقشات وبحوث حول الدراما التلفزيونية، متمنياً أن تعود هذه الندوات من جديد، لأهمية أن يواكب التجربة مسار فكري، خاصة أن يفتح الأفق، ويبين الثغرات.

منافسة
كشف أحمد الجسمي عن استعداده، كمنتج، أن ينافس معظم الأعمال الخليجية بفناني الإمارات، خصوصاً أن أغلبهم، رغم قلة الدراما التلفزيونية، هم أبناء «أبو الفنون»، وقال: المسرح يؤهل الفنان بالشكل الصحيح، وبالتالي فهم متمكنون ومالكون لأدواتهم بشكل احترفي، فصحيح أن هناك فرقاً بين الأداء المسرحي والتلفزيوني، لكني أراهن على الفنان الإماراتي في تأدية الأدوار المعقدة والمركبة في الأعمال الخليجية.

700 عمل
صرح علاء النعيمي أنه خلال الأشهر الأربعة الماضية، قُدّم لـ «أبوظبي للإعلام» 700 عمل من قبل منتجين محليين وخليجيين وعرب، وأعمال أخرى جاهزة للشراء، وهذا يثبت أهمية ودور «أبوظبي للإعلام» في دعم الدراما، والمنتج المحلي على وجه الخصوص.

  • الجسمي وعبد المحسن النمر في «المنصة»
    الجسمي وعبد المحسن النمر في «المنصة»

إعادة الأمل
يرى مرعي الحليان أن المنتج المحلي عانى كثيراً في السنوات الأخيرة بسبب الوعود، فبعضهم كلفوا بإنتاجات، بناء على ضوء أخضر من جهة ممولة، وتم التخلي عنهم في نصف الطريق، ما تسبب في إغلاق بعض الشركات المنتجة، مشيراً إلى أن ما حدث من نقلة نوعية هذا العام في الزخم الإنتاجي من قبل «أبوظبي للإعلام»، يعيد الأمل من جديد لكل صناع الدراما، متمنياً أن تسير العجلة الدرامية على المستوى نفسه.

9 توصيات تحدد ملامح انتعاشة الدراما
من أهم التوصيات التي خرجت بها ندوة «دنيا الاتحاد» الافتراضية، في إطار البحث عن سبل وأدوات لتطوير الدراما التلفزيونية الإماراتية وانتعاشها وحضورها خليجياً وعربياً..
- ضرورة أن يكون الدعم للدراما المحلية ضمن استراتيجية واضحة تضعها القنوات التلفزيونية
- التأكيد على ضرورة دور بعض الجهات، في التعاطي مع الدراما التلفزيونية، كقطاع ثقافي محوري، من خلال تشجيع ودعم كُتاب الدراما        
- اقتراح بإشراك المنتجين لطلبة الجامعات كمتدربين، ليتم إعدادهم على المدى البعيد لتولي الأدوار المحورية في الإنتاج
- إعطاء الأولوية للأعمال المحلية، وضرورة الاهتمام بـ «صناعة النجم» للفنان الإماراتي
- تشجيع الممثلة بإعطائها أدواراً أكبر في العمل الدرامي يصل إلى البطولة المطلقة، ليعكس مدى حضور المرأة     
- تكريس النقد الفني للأعمال الدرامية من قبل وسائل الإعلام المحلية، وعدم الاكتفاء بتسجيل الأحداث    
- تبني أرشفة تاريخ الدراما في الإمارات بشكل معرفي علمي، ورقياً ورقمياً
- الاستمرار في تبني حوارات وندوات لمناقشة الدراما، بهدف إيجاد حالة تفاعلية في القطاع
- الانتباه إلى أذواق المشاهدين، خصوصاًً فئة الشباب، وكيفية جذبهم من خلال تنفيذ دراما تحاكي واقعهم

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©